السيارات القديمة تقترب من الحظر.. ما مصير سوق المستعمل؟

السيارات القديمة تقترب من الحظر.. ما مصير سوق المستعمل؟
ما هي استعدادات الدولة بعد وقف تراخيص السيارات القديمة- مصر في يوم

“هل آن الأوان لدخول قرارات وقف تراخيص السيارات والأتوبيسات القديمة واستبدالها بأخرى حيز التنفيذ الفعلي؟” سؤال فرضته تصريحات وزيرة البيئة اليوم بشأن هذا الأمر، بعد أن مهّد له مشروع قانون المرور الجديد، الذي يشهد مراحله الأخيرة في أروقة البرلمان خلال آخر دورات انعقاده.

وكشفت ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، عن أن الوزارة تعمل بالتعاون مع الوزارات المَعنيّة على إصدار تشريع يمنع ترخيص السيارات القديمة والمتهالكة الملوثة للبيئة التي مر على إنتاجها أكثر من عشر سنوات.

وأشارت الوزيرة في تصريحاتها إلى برامج تعاون مع البنك الدولي في هذا المجال، من بينها تدشين مشروع لإحلال السيارات القديمة بأخرى حديثة، بقروض ميسرة لأصحابها، بعد نجاح الفكرة سابقا عند تطبيقها على التاكسي.

السيارات القديمة

وشاركت وزيرة البيئة في اجتماع ضم سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، ومحمود شعراوي، وزير التنمية المحلية، وكامل الوزير، وزير النقل، مع بعثة البنك الدولي بمشروع مكافحة التلوث والمخلفات الصلبة، برئاسة مارينا ويس، المدير الإقليمي للبنك في مصر.

وبحسب فؤاد، فإن الاجتماع تطرّق إلى التركيز على تحسين منظومة المواصلات العامة بالقاهرة الكبرى، والاستفادة من التعاون مع البنك الدولي، من خلال عدة محاور، أبرزها:

  • دعم إصدار تشريع وقف تراخيص السيارات والأتوبيسات القديمة.
  • تمويل إحلال وتجديد المواصلات العامة، لتعمل بالغاز الطبيعي أو بالكهرباء، لتقليل الانبعاثات، وتلوث الهواء.
  • انتاج سيارات جديدة تعمل بالكهرباء.

وفي سياق الحديث عن إحلال السيارات والأتوبيسات القديمة، أوضح وزير التنمية المحلية، أن هناك 3500 أتوبيس كبير داخل محافظات القاهرة الكبرى، إضافة إلى الأتوبيسات الصغيرة، وكلها تعمل بالبنزين أو السولار، سيُجرى خلال خمس سنوات تغيير نظام هذه الأتوبيسات للعمل بنظام الغاز الطبيعي.

وأضاف شعراوي: “أن الوزارة تدعم تغيير نظام التاكسي للعمل بالغاز، وإنتاج سيارات جديدة تعمل بالكهرباء، وتعزيز النقل الجماعي للحد من الازدحام المروري بالقاهرة الكبرى”.

فيما أكد كامل الوزير أن وزارة النقل تتوسع في الجر الكهربائي، لتقليل الانبعاثات، من خلال الآتي:

  • شبكة مترو الأنفاق بالقاهرة الكبرى.
  • القطار المكهرب السلام/ العاصمة الإدارية/ العاشر من رمضان.
  • مشروعيْ المونوريل، ومشروع القطار السريع العين السخنة.

وأضاف: “أن الوزارة تولِّي أهمية كبيرة لمشروع أتوبيسات (BRT) الحافلات عالية التردد التي تسير في مسارات منفصلة، وهي أتوبيسات أيضا صديقة للبيئة”، لافتا إلى أن الوزارة تعمل على تحويل الموانئ البحرية المصرية إلى موانئ خضراء صديقة للبيئة.

وأشار إلى أن هناك تكليفات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، للعمل على توطين صناعة السيارات الكهربائية في مصر، لذا سعت الحكومة لتدشين تعاون مع الشركات العالمية، التي تعمل في هذا المجال.

مصير نصف مليون سيارة

والحديث عن وقف تراخيص السيارات القديمة أو إحلالها بأخرى ليس بالأمر الجديد، إذ يعد أحد الملفات المعقدة التي تناولتها حكومات متعاقبة دون التوصل لحل جذري، فمصر واحدة من كبريات الدول التي تمتلك سيارات من ماركات قديمة.

غير أن تصريحات الوزيرة، التي جاءت بالتزامن مع قرب الانتهاء من قانون المرور الجديد، المقرر استكمال مناقشته في مجلس النواب خلال دور انعقاده الحالي لإقراره، هو ما جدد المخاوف.

والمشروع يتضمن مادة تحظر منح التراخيص للسيارات التي مرّ عليها 20 عاما، أو بحسب قانون المرور انتهى عمرها الافتراضي، ما يثير تساؤلات عن مدى إمكانية تكهين نحو 500 ألف سيارة قديمة.

وقدّر مجلس بحوث الطرق والنقل والمرور، التابع لأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا عدد السيارات القديمة المرخصة أجرة، والأقدم من 20 عاما في مصر بـ 71 ألف و500، وفقا لآخر إحصائية صادرة عن المجلس عام 2017، بحسب مدحت قريطم، عضو مجلس بحوث الطرق والنقل والمرور، ومساعد وزير الداخلية الأسبق لقطاع الشرطة المتخصصة.

وأوضح أنه سيُجرى إنشاء صندوق يتبع وزير المالية، وتكون له شخصية اعتبارية مستقلة وموازنة خاصة.

قانون المرور الجديد

وأشار قريطم إلى أن قانون المرور المرتقب، يهدف إلى تقليل معدل الحوادث الناجم عن تهالك المركبات، وأنه حال إقراره من البرلمان، لن يُجرى تطبيقه مرة واحدة، ولكن من خلال خطوات منظمة.

وحسب القانون المرتقب، تحتاج الحكومة من عامين إلى ثلاثة أعوام لتطبيق القانون على أرض الواقع، لتهيئة الطرق وصيانتها، وتجهيزها بوسائل التحكم المروري وعوامل الأمان والسلامة.

وقال يسرى الروبي، الخبير الدولي في المرور والإنقاذ والتدخل السريع في الحوادث: “إنه لا بد لمُشرع القانون خلال تناول وقف تراخيص وإحلال السيارات والأتوبيسات القديمة أن ينظر بعين الاعتبار  إلى حقيقة مهمة جدا، وهي أن مصر إحدى أكبر الدول لسوق المستعمل في الشرق الأوسط”.

وأضاف، في تصريحات صحفية: “أن الأمر يلزمه إنشاء ما يعرف بمقابر السيارات” مشيرا إلى أن هناك أسئلة كثيرة مطروحة، لم يُجرَ الإجابة عنها حتى الآن، مثل آلية وضوابط الفحص الفني الذي يُجرى بموجبه تحديد السيارات التي سيجرى تجديد التراخيص لها كسيارات ملاكي أو تكهينها.

رهف عادل

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *