قال مبروك عطية، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر: “إن الله لخّص الدين في كلمة واحدة، وهي القلب”، مؤكدا أن القلوب السليمة الخالية من القسوة فقط هي التي تستطيع تقديم الحب الحقيقي القائم على المواقف.
وأضاف عطية خلال لقائه مع الإعلامي شريف عامر في برنامج “يحدث في مصر” المذاع عبر فضائية “mbc مصر”: “أن النجاة من يوم القيامة لن تكون إلا بقلب سليم من الشرك والنفاق والقسوة”.
وتابع: “احنا صرفنا مليارات على القلوب المزيفة والحب المزيف، وكتبنا على شجر الكمثرى، وعملنا مليارات الجنيهات في حبيبي وبحبك ولا احنا لينا قلب ولا عندنا حب”.
مبروك عطية
وخلال حديثه، أكّد مبروك عطية أن حب الأسر للأبناء يُقاس بالمواقف وليس بالكلمات، وأن مليارات الدولارات أُنفقت خلال السنوات الماضية على الحب المزيف، والقلوب المزيفة، وأغفلت الحب الحقيقي القائم على المواقف والقلوب السليمة الخالية من القسوة.
وعلق مبروك عطية، على حادثة تعذيب الطفلة جنة من قِبَل جدتها حتى الموت، قائلا: “غياب الحب في صورته الحقيقية أسهم في انتشار جرائم تعذيب الأسر لأبنائهم خلال الفترة الأخيرة”.
وأضاف عطية: “أن الدين الإسلامي نهى عن التعذيب بالنار، وأن الله عز وجل هو فقط مَن يعذّب بالنار”، لافتا إلى أن الدين ليس فقط صلاة وصياما، ولكنه يرتكز على المعاملة الحسنة والقلب السليم، كما ذُكر في القرآن الكريم”.
وشدّد مبروك عطية على حرمة التعذيب بالنار، وذكر الحديث النبوي الشريف القائل: “لا يعذب أحد أحدا بالنار إلا خالقها، ومن عذب أحدا بالنار أذاقه الله النار في الدنيا والآخرة” مشيرا إلى أن تأديب الأطفال في الإسلام لا يتجاوز ضرب الأطفال بالسواك أو بالقلم.
وفاة الطفلة جنة
ويأتي تناول مبروك عطية لموضوع غياب الحب الحقيقي، وقسوة القلوب بعد أيام قليلة من إعلان سعد مكي، وكيل وزارة الصحة بالدقهلية، وفاة الطفلة جنة التي تعرضت لتعذيب وحشي على يد جدتها، شمل الكي بآلة حادة “منجل” في أنحاء متفرقة من جسدها، وفي أعضائها التناسلية، وذلك بعد توقف عضلة القلب، متأثرة بإصاباتها، وجرى نقل جثتها إلى المشرحة.
وجاء ذلك بعد إجراء فريق طبي في مستشفى المنصورة العام الجديد، جراحة بتر للساق اليسرى من أعلى الركبة للطفلة، نتيجة إصابتها بغرغرينا، وتورم في القدم، إثر إصابتها بكسر في الساق، نتيجة التعذيب الذي تعرضت له على يد جدتها، وبعد أن ظلّت دون علاج أو رعاية لفترة طويلة بالمنزل.
واتهم جد الطفلة جنة لوالدها سمير حافظ، 55 سنة، “كفيف”، جدة الطفلة لوالدتها 41 سنة، ربة منزل، بإحداث إصابات الطفلة بعد تعذيبها بآلة حادة، وكيّ أعضائها التناسلية، عقابا لها على تبولها لا إراديا.
أضف تعليق