“فاشلة ولا تبني دولة”.. كيف يرى السيسي المظاهرات في مصر؟

المظاهرات في مصر
الرئيس عبد الفتاح السيسي يرى أن المظاهرات في مصر لا تبني دولة - مصر في يوم

أدلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعدة تصريحات عن المظاهرات في مصر، خلال حديث مع إحدى مراسلات التلفزيون، فور عودته، أمس الجمعة، من الولايات المتحدة الأمريكية إلى القاهرة.

وكان أحدث ما تضمنته تصريحات الرئيس السيسي عن المظاهرات في مصر، التقليل من شأن تلك المظاهرات، وعدم الاكتراث بها، والثقة في شعبيته، وحجم مؤيديه.

وأكد الرئيس في حديثه مع المراسلة، أن الدعوة إلى المظاهرات في مصر لا تدعو للقلق، قائلا:” “الموضوع لا يستحق.. لازم تعرفوا أن الشعب بات واعيا، لا تقلقوا من أي شيء”.

المظاهرات في مصر

وفي سياق حديثه عن المظاهرات في مصر أمس الجمعة، وجه السيسي حديثه للمصريين، قائلا: “أنا قولتلكم قبل ما أسافر يا مصريين خلوا بالكم مش هيسيبوكوا.. مش هيسيبوكوا تنجحوا، ولا هيسيبوكوا تتهنوا على حاجة.. هي حرب بينا وبينهم”.

وأضاف الرئيس السيسي: “إحنا جامدين أوي إن شاء الله.. والبلد جامدة أوي بيكوا”، متابعا: “لازم تعرفوا كلكوا إن الشعب المصري بقى واعي أوي، وعارف إزاي الصورة تترسم علشان يزيفوا الواقع، ويخدعوا الناس، ويضحكوا عليهم.. الكلام ده مش هينفع، واللي اتعمل قبل كدا مش هيتعمل تاني”.

وشدد الرئيس على أن ما حدث في مصر، خلال السنوات الماضية، لن يحدث مرة أخرى، معبرا بقوله: “اللي حصل قبل كدا مش هيحصل تاني، علشان ربنا وعلشانكم أنتوا.. متقلقوش من حاجة”.

وأكد السيسي: “يوم ما هطلب النزول هيكون زي يوم التفويض في 2013، هتكون رسالة للعالم كله، وينزل الملايين، مش أقل من كده”.

تصريحات سابقة

وبرصد تصريحات السيسي عن المظاهرات، يتضح أنها لم تكن المرة الأولى التي يعلّق فيها على المظاهرات في مصر، إذ أدلى بعدة تصريحات بشأنها خلال اجتماعه في نيويورك، في 25 من سبتمبر الجاري، مع عدد من الشخصيات الأمريكية المؤثرة، جاء أبرزها: “إن الوعي لدى الرأي العام المصري تحسّن بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة”.

وأضاف الرئيس السيسي: “هناك دول تسخّر قنواتها على مدار الساعة لبث الأكاذيب والشائعات، ونقل صورة غير حقيقية عن مصر”، مؤكدا أن هذه الدول فشلت في حشد الناس للتظاهر.

ورد السيسي على سؤال أحد الصحفيين في نيويورك، بشأن المظاهرات في مصر، بأن الرأي العام في مصر لن يقبل بحكم “الإسلام السياسي”، إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين.

وقال السيسي: “إن هناك الكثير من الجهود التي بُذلت خلال السنوات الماضية للسماح للإسلام السياسي بلعب دور في المنطقة”.

وأضاف: “أنه في ظل الإسلام السياسي وتلك الجهود ستتأثر المنطقة”، وتابع: “ستظل المنطقة في حالة من عدم الاستقرار الحقيقي، طالما هناك إسلام سياسي يسعى للوصول إلى السلطة في بلادنا”.

وقال السيسي: “إن الصورة التي تظهر عن المظاهرات المطالبة برحيله عبر وسائل إعلام مختلفة غير حقيقية”، معبرا بقوله: “نقبل الانتقاد، ولكن ما يُجرى تصديره عن مصر غير حقيقي”.

ومن تصريحات السيسي عن المظاهرات في مصر ما قاله خلال كلمة له بمناسبة افتتاح عدد من المشروعات التي تربط سيناء بالإسماعيلية في 5 مايو الماضي، إذ وجّه حديثه للشعب: “لو كانت المظاهرات تبني مصر، أنا هنزل بالمصريين في الشارع ليل ونهار علشان نبني مصر”.

وفي إشارة إلى ثورة 25 يناير التي اندلعت عام 2011، قال السيسي: “مصر خسرت في 2011 مليارات من الدولارات، فضلا عن الخسارة الأمنية والاقتصادية”.

وفي العاشر من مارس الماضي، حذّر السيسي المصريين من مخاطر التظاهر على مصر والدول العربية المجاورة، مشيرا إلى خسائر كبيرة منيت بها البلاد بعد الثورة على مبارك في 2011، بحسب قوله.

وخلال الندوة التثقيفية التاسعة والعشرين للقوات المسلحة بمركز المنارة للمؤتمرات، في أكتوبر الماضي، أدلى بالعديد من التصريحات، من بينها تصريحات عن ثورة 25 يناير 2011″، فقال: “دايما أقول إن 2011 علاج خاطئ لتشخيص خاطئ”.

ثورة تحت السيطرة

وفي المقابل، يندرج تحت تصريحات السيسي عن المظاهرات رغم اختلاف مضمونها، تلك التي قالها عن مظاهرات أحداث 30 يونيو التي أطاحت بحكم الرئيس الراحل، محمد مرسي، إذ وصفها بأنها من أعظم أيام تاريخ مصر.

وقال السيسي، في كلمة ألقاها في 30 يونية الماضي، بمناسبة الذكرى السادسة لأحداث 30 يونيو: “إنها ثورة مجيدة”، مضيفا: “تلك الأيام لا تزال حية في ذاكرة هذا الجيل، الذي انتفض مدافعا عن أعز وأغلى مبادئه وقيمه، وهي وطنيته، وهويته المصرية الأصيلة”.

وتابع السيسي قائلا: “على الرغم من الظروف الصعبة، التي أحاطت بتلك الأيام عام 2013، فإنها كانت من أعظم أيام تاريخنا الحديث، ففي ظلام اليأس يولد الأمل، ومن قلب المحن تخرج العزيمة والإرادة”.

وأكد الرئيس أنها “لم تكن إلا صيحة تعبير عن أقوى الثوابت المصرية، وأشدها رسوخا، وهو انتماء ملايين المصريين لبلادهم، التي احتضنتهم وآباءهم وأجدادهم على مدار آلاف السنين”.

وفي 28 فبراير 2017، علق السيسي، على سؤال وجهه له أحد شباب البرنامج الرئاسي، عن تقييم الرئيس لما يُعرف بالربيع العربي، مؤكدا أن الشعب المصري أراد التغيير دون تعليق على ثورات الدول الأخرى.

وأضاف السيسي، خلال زيارته المفاجئة لطلبة الدورة الثانية للبرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة: “أن التغيير إذا لم يكن تحت السيطرة، فلا نضمن نتائجه”.

ومنذ نحو أسبوع، اندلعت المظاهرات في مصر مجددا ببعض الميادين الرئيسية بالمحافظات، ومنها: محيط ميدان التحرير بالقاهرة، وميدان الأربعين بالسويس، وميدان الشون بالمحلة، وكورنيش الإسكندرية، للمطالبة برحيل الرئيس عبد الفتاح السيسي أثناء وجوده في نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

ودعا محمد علي، مقاول وفنان، منذ عدة أيام إلى الخروج في مظاهرات، ونشر العديد من الفيديوهات التي يحكي فيها مغالطات إدارية، وفسادا وسرقات ونهبا للمال العام.

رهف عادل

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *