المدارس التجريبية في مصر.. أزمات عديدة ومستقبل غامض

المدارس التجريبية في مصر.. لماذا تمر بمستقبل غامض؟
المدارس التجريبية تشهد إقبالا كبيرا نتيجة البحث عن تعليم أفضل بمصاريف مناسبة- مصر في يوم

المدارس التجريبية في مصر تمر بمستقبل متأرجح بين الاستمرار على حالها أو التعريب لمناهجها ما يعني إلغاءها، وذلك بعد تصريحات متضاربة وقرارات جرى التراجع عتها في العام الماضي من وزير التعليم.

قبعدما صرح طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، في أواخر أبريل من العام الماضي، أنه لا وجود للمدارس التجريبية واللغات، في العام الجديد 2019، حفاظًا على الهوية العربية لمصر، وتأكيده على نية الوزارة دمج هذه المدارس في نظام تعليم حكومي موحد يعتمد العربية كلغة تدريس، عاد بعدها لينفي ما قاله جملة وتفصيلًا، ليصنع حالة من الجدل حول مصير المدارس التجريبية في مصر.

وتعد المدارس التجريبية التي تدرس العلوم والرياضيات باللغة الإنجليزية بديلا وسطا بين المدارس الحكومية المتهالكة بمستواها الضعيف، والمدارس الخاصة بمصاريفها الباهظة.

ويرى البعض فيها تجربة تعليمية بها قدر من التميز وحلم في تعليم أفضل، وهو ما فسر غضب أولياء الأمور من تفكير الوزارة في إلغائها العام الماضي.

المدارس التجريبية في مصر

تخضع المدارس التجريبية في مصر لنظام التعليم المصري في جانب الاختبارات الدراسية ونظام الثانوية العامة، ويجرى تدريس المناهج المصرية بها.

ويميز هذا النوع من مدارس اللغات ما يلي:

  • الاهتمام باللغة في المقام الأول، فيجرى تدريس اللغة للطفل منذ دخوله للمدرسة، والتي تكون في الأغلب اللغة الأولى هي اللغة الإنجليزية.
  • دراسة لغة ثانية الفرنسية والألمانية ولكن في مراحل متقدمة في المستوي الدراسي.
  • تناسب أولياء الأمور ذوي الدخل المتوسط.
  • الفصول ذات كثافة طلابية أقل من المدارس العامة، حيث لا يتعدى عدد طلاب الفصل الواحد 36 طالبا.
  • تبدأ الدراسة بها عند مرحلة رياض الأطفال من 4 سنوات.

كما توجد مدارس تجريبية متميزة، تقل كثافة الفصول فيها عن 29 طالبا، ومصاريفها ضعف مصاريف المدارس التجريبية العادية.

مشكلات

ونظرًا للإقبال الكثيف من الأهالي على إلحاق أبنائهم بالمدارس التجريبية؛ فإنها شهدت عدة أزمات منها:

  • عدم انتشارها بالمدن والمراكز.
  • التكدس الشديد للطلاب بها.
  • عدم وجود الأعداد الكافية من المدرسين المؤهلين للعمل بها.
  • يعتمد أغلب المدارس علي الحفظ والتلقين.
  • مصاريفها أعلى بعض الشئ عن المدارس العامة التي تناظرها.

وذلك قبل أن تظهر المشكلة الجذرية وهي مشكلة التعريب التي ارتبطت بقرار الوزير، والتي عبرت عنها أم مصرية بقولها: “تأخرت في التقديم لابني سنتين عن المدارس الحكومية العادية حتى يحصل على قبول في المدرسة التجريبية، والآن الوزارة تريد إلغاء هذه المدارس، وبعد أن درس لثلاث سنوات باللغة الإنجليزية يريدون أن يدرس باللغة العربية.. كيف؟”.

وكان الوزير قد قال في تصريحات تلفزيونية سابقة: “لا توجد أي دولة في العالم تدرس بدون لغتها، والوجاهة الاجتماعية هي أن يتقن الطالب العربية، وليست الإنجليزية”. مؤكدا أن التعليم الحكومي في مصر سيكون “بلغة الدولة”.

من جانبه دافع عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، فايز بركات، عن قرار الوزير إلغاء تدريس الرياضيات والعلوم باللغة الإنجليزية للطلاب في المرحلة الابتدائية في المدارس التجريبية، وقال: إن “من اسمها يتبين أن المدارس التجريبية كانت عبارة عن تجربة، والتعليم فيها لم يكن جيدا، لأن المدرسين غير أكفاء مئة بالمئة، والناس يدخلون أولادهم هذه المدارس للتباهي بأن أولادهم يتعلمون باللغة الإنجليزية”.

وأشار إلى أن هذا الأمر يشكل “تكلفة على الدولة من غير فائدة، مضيفا أن خطة “تطوير التعليم” عرضت على صندوق النقد الدولي ووافق عليها، وأنه “لا رجعة في تطبيقها” على حد قوله.

عدد المدارس التجريبية

وبحسب وزير التربية والتعليم فإن نسبة المدارس الرسمية لغات “التجريبية” تمثل 1% من المدارس، والتي يبلغ عددها حوالي 57 ألف مدرسة.

ونشر الوزير، توزيع المدارس من خلال رسم توضيحي، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وذلك على النحو التالي: 49 ألف مدرسة حكومية، و7000 مدرسة خاصة لغات، و750 مدرسة تجريبية لغات، و250 مدرسة دولية “تمنح شهادة أجنبية”.

المدارس التجريبية
لكن عددا من أولياء أمور الطلاب اعترضوا على الأرقام التي أعلنها الوزير، وأشاروا إلى أنه وفقًا لآخِر إحصاء رسمي صادر من وزارة التربية والتعليم للعام الدراسي 2016 – 2017، فإن عدد المدارس الرسمية لغات “التجريبية” يبلغ 2397 مدرسة.

ويشير الإحصاء إلى أن عدد المدارس كالتالي:

  • مرحلة ما قبل الابتدائي: 824 مدرسة تضم 186 ألفًا و994 طالبًا.
  • مدارس المرحلة الابتدائية: 726 مدرسة تضم 388 ألفا و284 طالبًا.
  • مدارس المرحلة الإعدادية: 507 مدرسة تضم 104 ألف و27 طالبًا.
  • مدارس الثانوي: 338 مدرسة تضم 692 ألفا و83 طالبا.
  • مدرسة شئون فندقية 5 سنوات: تضم 668 طالبًا.

مصروفات المدارس التجريبية

وأعلنت مديرية التربية والتعليم بمحافظة القاهرة، بيانا تفصيليا بالمصروفات الدراسية للمدارس الرسمية للغات (المدارس التجريبية) 2019 / 2020، وذلك على النحو التالي:

رياض الأطفال المستوى الثاني: 947.43 جنيه.

المرحلة الابتدائية:

  • الصف الأول: 970.65 جنيه.
  • الصف الثاني :973.47 جنيه.
  • الصف الثالث: 975.75 جنيه.
  • الصف الرابع: 538.32 جنيه.
  • الصف الخامس: 540.61 جنيه.
  • الصف السادس: 540.61 جنيه.

المرحلة الإعدادية:

  •  الصف الأول: 653.08 جنيه.
  • الصف الثاني: 657.59 جنيه.
  • الصف الثالث: 648.7 جنيه.

المرحلة الثانوية:

  • الصف الأول: 777.75 جنيه.
  • الصف الثاني علمي: 783.94 جنيه.
  • الصف الثاني أدبي: 700.94 جنيه.
  • الصف الثالث علمي علوم: 813.03 جنيه.
  • الصف الثالث علمي رياضة: 839.83 جنيه.
  • الصف الثالث أدبي: 707.15 جنيه.

ورغم أن المدارس التجريبية تقدم تعليما يعتمد على الحفظ والتلقين بما يؤثر بالسلب على مستوى الطلاب، إلا أنه مع الارتفاع الكبير في مصروفات المدارس الخاصة، ورغبة أولياء الأمور في مستوى أفضل من التعليم لأبنائهم، عن التعليم الحكومي، بدأ الاتجاه نحو المدارس التجريبية، من أجل تعليم أفضل وتكلفة أقل، فشهدت المدارس التجريبية إقبالا كبيرا.

إلا أن قرار الوزير بالتعريب، بما يعني إلغاءها، ثم عودته في قراره، أحدث حالة من الجدل والقلق، حول استمرارية المدارس، خاصة مع تضاؤل فرص إيجاد البديل حال إغلاقها.

عمر الطيب

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *