تكرار الزلازل في مصر مؤخرا.. ما الأسباب؟

تكرار الزلازل في مصر مؤخرا.. ما الأسباب؟
تكرار تعرض البلاد لظاهرة الزلازل يثير مخاوف المواطنين إذ يعيد الأذهان إلى ذكريات زلزال 1992 - مصر في يوم

أثار تكرار الزلازل في مصر وكذلك الهزات الأرضية، وبالأخص في منطقة شرق القاهرة، على مدار الشهرين الماضيين، قلق ومخاوف المواطنين، رغم تأكيد محطات الشبكة القومية لرصد الزلازل أنها خفيفة، ولا تسبب خسائر.

وأعلنت محطات الشبكة القومية لرصد الزلازل، أن زلزالا بقوة 3.43 على مقياس ريختر، بعمق 18 كيلو مترا تحت سطح الأرض، ضرب منطقة شرق القاهرة مساء أمس السبت، ولم يُرصد وقوع أية خسائر.

وكان نصيب منطقة شرق القاهرة من الزلازل والهزات الأرضية في غضون شهرين، بخلاف زلزال الأمس، هزة أرضية سطحية أخرى، حدثت أول من أمس الجمعة، بقوة 2.7 ريختر، على بُعد 13 كيلو مترا، جنوب شرق القاهرة، شعر بها سكان المعادي وزهراء المعادي، وحلوان، والمدن الجديدة، وفقا لمحطات الرصد.

الزلازل في مصر

وفي الخامس من مايو الماضي، قال محمد جاد القاضي، عميد المعهد القومي للفلك، في تصريح صحفي: “إن محافظتيْ بور سعيد ودمياط تعرضتا لهزة أرضية (زلزال) الساعة 6.52 بتوقيت القاهرة، بقوة 4.8 على مقياس ريختر، شرق منطقة البحر المتوسط، وشعر به بعض المواطنين”، مؤكدا في الوقت نفسه عدم تأثير تلك الهزة على المنشآت.

وفي 16 مايو الماضي، كشف القاضي، عن أن المعهد يرصد يوميا زلازل في مصر، ولا يُعلن عنها، لأنها ما بين متوسطة وضعيفة، ولا يشعر بها المواطنون.

وفي 13 يوليو الماضي، قال أحمد بدوي، رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية: “إن الشبكة سجّلت هزة أرضية بقوة 2.7 ريختر في محافظة القاهرة، تمام الساعة 11 و37 دقيقة مساء، بها سكان المقطم وزهراء المعادي والمعادي والتجمع ومدينة نصر”.

وفي الخامس من ذات الشهر، تعرضت مصر إلى زلزال بقوة 4.4 ريختر، مركزه البحر المتوسط، متوسط الشدة، على بُعد 230 كيلو شمال حلوان، و92 كيلو من رشيد، و130 كيلو من الإسكندرية، وشعر بها عدد من سكان القاهرة،”، بحسب قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية.

وودّع عام 2018 مصر بحدوث هزة أرضية، بقوة أربع درجات على مقياس ريختر، شمال غرب القطامية، سجلته الشبكة القومية للزلازل في الساعة 12.35 ظهر يوم 31 ديسمبر.

وشعرت بالهزة الأرضية، عدة مناطق ومن بينها: القطامية، والعاشر من رمضان، والعاصمة الإدارية الجديدة، ومناطق شمال وشرق القاهرة، وبعض محافظات الدلتا.

مخاوف وأسباب

تكرار التعرض لظاهرة الزلازل في مصر يثير مخاوف المواطنين، إذ يُعيد إلى الأذهان ذكريات الزلزال الذي ضرب مصر في 1992، وما خلّفه من دمار وخسائر، ويطرح تساؤلات بشأن احتمالات تكراره، الأمر الذي دفع الخبراء للحديث عن حجم الظاهرة، وأسبابها، ومدى خطورتها.

ومن جهته قال، أحمد بدوي، رئيس الشبكة القومية للزلازل وعضو لجنة الكوارث بمجلس الوزراء: “إن ما حدث أمس السبت، عبارة عن هزة أرضية، وأن هذه المنطقة معروف عنها أنها تتعرض لهزات أرضية بهذا الحجم، وشهدت هزة أرضية في 2013، وأخرى في 2017 لم تتعدَّ قوتها الـ4.5 ريختر”.

وفي السياق، قال أبو العلا أمين، أستاذ الزلازل بمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية: “إن حدوث الزلازل والهزات الأرضية في أي منطقة بالعالم أمر طبيعي، وتقع الهزات الأرضية باختلاف أماكنها ومصادرها، وقوة درجتها، وأن تكرارها لا يعد مؤشرا لدخول مصر في حزام الزلازل”.

ولفت الخبير إلى أن الخطورة الحقيقية التي تواجه مصر في الهزات الأرضية، هي ارتفاع عدد السكان، وكثافة العدد بمنطقة وادي النيل، وتمركزهم بالقاهرة، ما يجعل منها منطقة هشة غير متماسكة، قابلة لوقوع هزات بها.

وأضاف: “أن الطبيعة الزراعية، والتجمع السكاني، والعمق القليل، وغياب الوعي لدى الكثيرين في التعامل أثناء الكوارث الطبيعية، ضاعف الخسائر البشرية والدمار الذي لحق بالمباني في زلزال 1992”.

وحول السبب العلمي لتكرار وقوع الزلازل في مصر والهزات الأرضية المتتالية في المنطقة نفسها، أوضح أمين أن الجُزر اليونانية هي المصدر الرئيسي للهزات الأرضية التي تتعرض لها مصر، مؤكدا أن جزيرتيْ قبرص وكيرت هما أكثر الجزر بالبحر المتوسط المُصدِّرَة للزلازل في مصر.

وأوضح حاتم عودة، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية: “إن مصر بها مناطق نشطة زلزاليّا، وتعد الأكثر تأثرا بجزر اليونان، ويُجرى التركيز عليها في الرصد، وتشمل: أسوان، دهشور، نطاق القاهرة والسويس، خليج العقبة، جنوب وشمال خليج السويس”.

ولفت بدوي إلى أن الحديث عن الهزات الأرضية أمر مختلف عن الزلازل، إذ إن الهزة الأرضية عبارة عن هزة سطحية، بعمق زيرو تحت الأرض، ناتجة تدخلات بشرية من أعمال المحاجر وتفجيرات ديناميت للصخور وغيرها، بينما الزلازل ظاهرة طبيعية.

أما أبو العلا، أمين أستاذ الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية وعميد المعهد السابق، فقال: “إن الهزة الأرضية التي تعرضت لها القاهرة هي لطف وكرم من ربنا”.

وأوضح أمين، في تصريحات صحفية، أن وقوع هذه الزلازل في مصر يحدث تفريغا للطاقة التي تتجمع على الصخور في باطن الأرض أولا بأول، وهذا أفضل.

زلزال 1992

وأمام تكرار حدوث ظاهرة الزلازل في مصر والهزات الأرضية، يطالب عودة بتوعية المواطنين، خاصة طلاب المدارس، عبر وسائل مختلفة  عن كيفية مواجهة الزلزال، والتعامل معها بهدوء، دون أية خسائر في الأرواح، موضحا أن الخوف من الزلزال أو الهزة الأرضية وطريقة التعامل معه أخطر بكثير من قوة الزلزال، مدللا على ذلك بتعامل المصريين والمسئولين مع زلزال 1992.

ويعد زلزال 1992، الزلزال الأقرب إلى أذهان المصريين، ووقع يوم 12 أكتوبر 1992 في الساعة الثالثة وتسع دقائق عصرا تقريبا، أي: في الـ13:09 بالتوقيت العالمي “جرينتش” وكان مركزه السطحي بالقرب من دهشور، على بُعد 35 كيلو مترا (22 ميلا) إلى الجنوب الغربي من القاهرة.

واستمر الزلزال لمدة نصف دقيقة تقريبا، وبلغت قوته 5.8 درجات على مقياس ريختر، وتسبّب في وفاة 545 شخصا، وإصابة 6512 آخرين، وتشريد حوالي 50000 شخص، وشهدت مصر عدة توابع له، استمرت على مدار الأربعة أيام التالية.

رهف عادل

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *