كثُرَ الحديث في الآونة الأخيرة عن بناء القصور الرئاسية الجديدة في مصر وذلك على خلفية مجموعة من التصريحات والفيديوهات، بثها المقاول والفنان المصري محمد علي، الذي قال: “إنه شارك في بناء مجموعة من القصور والفيلات بتكاليف باهظة”، ما دفع الرئيس عبد الفتاح السيسي للرد بأنه “يُجرى بالفعل بناء قصور جديدة، وأن ذلك لصالح مصر”.
وقال الرئيس السيسي في كلمته بجلسة “تأثير نشر الأكاذيب على الدولة في ضوء حروب الجيل الرابع”، ضمن فعاليات المؤتمر الثامن للشباب تعليقا على بعض مقاطع الفيديو التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي: “عامل قصور رئاسية وهعمل، هي ليّ؟ أنا بعمل دولة جديدة، أنتم فاكرين لما تتكلموا بالباطل هتخوفوني ولا إيه؟ لا هعمل وأعمل بس مش لي ولا باسمي”.
القصور الرئاسية في مصر
واستطرد: “مفيش حاجة باسمي، دا باسم مصر، يا خسارة، أنا متوقع دا ولم ينتهِ هذا الكلام من أول ما توليت الأمر، وهو بيحصل، واللي يهمني إن أنتم تبقوا مطمئنين ومتأكدين”.
وقال السيسي: “إنه يبني في العاصمة الإدارية الجديدة دولة سيشاهدها العالم”، مشيرا إلى أنه يعمل على بناء مدينة للثقافة هي الأكبر في العالم، واختتم كلمته مازحا بأنه “لا يجوز أن تكون كافة القصور الخاصة بمحمد علي”.
وأمام الجدل الذي أثارته تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتأكيده بناء القصور الرئاسية في مصر وأنه بصدد بناء المزيد منها، واختلاف وجهات نظر المصريين، حول أولويات المرحلة، تطرّق بعض المسئولين والإعلاميين إلى التعليق على الأمر، لتوضيح وتبرير رؤية الرئيس والمغزى منها.
وقال محمد الباز، رئيس مجلس إدارة وتحرير جريدة الدستور: “إن مصر ليست دولة صغيرة، وفكرة بناء قصور رئاسية هو أمر طبيعي في دولة بحجم مصر”، موضحا “أن القصور الرئاسية ستتحول إلى كنز وثروة تاريخية في المستقبل”.
وأوضح في برنامجه 90 دقيقة، المذاع على فضائية المحور، أنه لا يوجد قصور رئاسية سرية يُجرى بناؤها في مصر، وكل القصور التي تُبنى يُجرى بناؤها في العلن.
وتابع: “أنه يجرى بناء قصر رئاسي في العاصمة الإدارية الجديدة، ومدينة العلمين الجديدة”، مشيرا إلى أن موازنة الدولة لا يوجد فيها بند مخصص لبناء قصور الرئاسة، ولا تتحمل منه أي شيء، ولكن يُجرى طرح الأراضي في هذه المدن، واستغلال الأموال في بناء وتشييد وتطوير هذه المدن، ولا تتحملها موازنة الدولة.
وقال الإعلامي عمرو أديب: “إن القصر الرئاسي بالعاصمة الإدارية هو مقر الحكم، فهو مبنى حكومي للحاكم، يقوم منه بحكم البلاد أو تسيير أمور البلاد”، مضيفا: “دا مبنى زي مبنى وزارتيْ الداخلية والسياحة في العاصمة الإدارية”.
فيما قال خالد محجوب، أمين عام لجنة جرد القصور الرئاسية في مصر في مداخلة هاتفية ببرنامج الباز: “إن هناك لجنة جرى تشكيلها بعد 2011 من قِبَل وزير العدل، لإجراء جرد كامل لكل القصور الرئاسية في مصر”.
وأشار إلى أن القصور كان أغلبها في القاهرة، ولكن الإسكندرية كانت تحتوي على بعض الاستراحات فقط، مكونة من طابقين، التي جرى إنشاؤها في عهد الرؤساء السابقين، خلال فترة الرئيس الراحل “جمال عبد الناصر” و”محمد أنور السادات”.
وأضاف محجوب: “أن الاستراحات في الإسكندرية جرى هدمها قبل عام 2011، من بينها استراحة المعمورة”.
وخلال الأيام الماضية، نشر رجل الأعمال والفنان المصري محمد علي سلسلة فيديوهات، تحدث فيها عن حجم نفقات كبيرة في مؤسسة الرئاسة.
وادعى على أنه كان من ضمن من جرى تكليفهم ببناء قصر للرئيس، وخمس فلل لمعاونيه بمنطقة الهايكستب العسكرية، على حد وصفه.
وعلى الرغم من عدم توفّر معلومات رسمية عن القصور الرئاسية الجديدة التي يُجرى بناؤها في مصر والتي أشار إليها الرئيس في مؤتمر الشباب، فإن هناك بعض القصور جرى الإشارة إليها ضمن إنجازات المرحلة، عبر بيانات، ومنها: القصر الرئاسي في مدينة العلمين الجديدة، وآخر في العاصمة الإدارية الجديدة، بخلاف إعادة بناء الاستراحة الرئاسية بالمنتزه في الإسكندرية.
العاصمة الإدارية والعلمين الجديدة
وصمّم القصر الرئاسي بمدينة العلمين الجديدة على طراز قصر رأس التين بالاسكندرية، الذي ورد ذكره في سياق الحديث عن مشروعات تعمير الساحل الشمالي الغربي، وإنشاء مدينة العلمين الجديدة، ضمن سلسلة مدن عالمية جديدة، سيُجرى إنشاؤها بطول الساحل حتى السلوم، لاحتواء 40 مليون مربع.
قصر رئاسة الجمهورية فى مدينة العلمين الجديدة
Gepostet von مدينة العلمين الجديدة – Alamein New City am Sonntag, 13. Januar 2019
وجرى الإعلان عن بناء قصر الرئاسة بمدينة العلمين الجديدة في أغسطس العام الماضي، على لسان مساعد وزير الإسكان، خالد عباس.
وتبعد العلمين الجديدة عن مدينة الإسكندرية مسافة 120 كيلو مترا، والمسافة نفسها عن مدينة مرسى مطروح تقريبا، وعن مدينة السادات مسافة 140 كيلو مترا، وتبلغ مساحتها 50 ألف فدان، وتكفي لتوطين ثلاثة إلى أربعة ملايين نسمة.
أما القصر الرئاسي بالعاصمة الإدارية الجديدة فقد ترددت أنباء عن إنشائه منذ وقت الإعلان عن المدينة عام 2015، وتناولت الصحف مراحل إنشائه.
ونشرت شركة “بيراميد كابيتال” للعلاقات العامة المتعاقدة مع الحكومة المصرية، صورا لتصميمات القصر الرئاسي بالعاصمة الإدارية الجديدة.
مقر الرئاسة بالعاصمة الإدارية الجديدة علي الطراز الفرعوني تصميم واجهة القصر مستوحى من الرمز المصرى القديم قرص الشمس…
Gepostet von العاصمة الإدارية الجديدة – New Capital Egypt am Samstag, 19. Januar 2019
وتقع العاصمة الجديدة بين إقليم القاهرة الكبرى وإقليم قناة السويس، بالقرب من الطريق الدائري الإقليمي وطريق القاهرة – السويس.
وتخطّط الحكومة المصرية لنقل مقر مجلس النواب والرئاسة والوزارات الرئيسية، وكذلك السفارات الأجنبية إلى العاصمة الجديدة.
ويتضمن المشروع أيضا متنزها رئيسيا ومطارا دوليا، ويُقام المشروع على مساحة إجمالية 170 ألف فدان.
ومن المقرر أن يكون عدد السكان عند اكتمال نمو المدينة نحو 6.5 ملايين نسمة، وفرص العمل المتولدة حوالي مليوني فرصة عمل، بحسب صحف محلية.
أضف تعليق