معايير جديدة لـ”تصنيف الفنادق”.. هل تتحسن السياحة؟

معايير جديدة لـ"تصنيف الفنادق".. هل تتحسن السياحة؟
تفعيل نظام “النزيل الخفي” الذي يقوم بزيارة الفندق، للتفتيش عليه دون معرفة إدارته - مصر في يوم

أعلنت وزارة السياحة، بالتعاون مع غرفة المنشآت الفندقية، يوم الاثنين الماضي، عن معايير جديدة لـ”تصنيف الفنادق المصرية” وذلك في ضوء خطة وزارة السياحة، لإعادة هيكلة القطاع.

ويضم القطاع الفندقي 1200 منشأة، منها 250 ألف غرفة تعمل فعليا، و250 ألف غرفة أخرى تحت الإنشاء، مع العلم أن منظومة معايير تصنيف الفنادق  كانت ثابتة على مدار 13 عاما، ولم يُجرَ تحديثها منذ عام 2006.

المعايير الجديدة لتصنيف الفنادق تأتي وسط ترقب وأمل في تحسُّن قطاع السياحة وخروجه من كبوته، التي يعيشها منذ سنوات، في ظل حديث الوزارة عن التطوير الذي يعلن عنه مع وجود أزمات كبيرة تواجهها السياحة رغم مقوماتها وإمكاناتها الهائلة.

تصنيف الفنادق

وتشير المعايير الجديدة والمستحدثة من منظومة تصنيف الفنادق المصرية، والتي جرى وضعها بالتعاون مع خبراء منظمة السياحة العالمية، التابعة للأمم المتحدة، إلى محاولات لتنفيذ خطة التطوير الهيكلي لقطاع السياحة كأحد أهم مصادر الدخل الوطني.

وفي المؤتمر الذي عُقد لهذا الغرض، استعرضت رانيا المشاط، وزيرة السياحة برنامج الإصلاح الهيكلي لتطوير قطاع السياحة، الذي بدأ تنفيذه أواخر العام الماضي، ويستهدف إزالة العقبات التي تواجه قطاع السياحة، والتأكيد على الاستثمار في العنصر البشري ورفع كفاءة العاملين من جهة، ورفع كفاءة البنية التحتية للمنشآت السياحية من جهة أخرى، على حد قولها.

كما أضافت الوزيرة خلال لقاء لها على فضائية “TeN”، أن معايير تصنيف الفنادق تعتبر حجر الزاوية في محور الاستثمار والبنية التحتية في برنامج الإصلاح الهيكلي.

وتابعت: “قطاع السياحة يقوم على عنصرين في غاية الأهمية، وهما العنصر البشري، ويتمثل في العاملين في القطاع، والبنية التحتية وهي الفنادق”.

وأشارت إلى أن “كثيرا من البلدان تقوم بتحديث معايير تصنيف الفنادق كل خمس سنوات”، مضيفة: “نسعى في الوقت الحالي لتطوير قطاع السياحة لخلق قوة تنافسية للفنادق المصرية حتى تنافس نظيرتها في الدول الأخرى”.

المعايير الجديدة

وفي تعليقه على المعايير الجديدة بمنظومة تصنيف الفنادق في مصر، أعرب الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية، زوراب بولوليكاشفيلى، عن تهنئته وتقديره لجهود مصر في تنمية قطاع السياحة، مؤكدا أن التصنيف الجديد للفنادق سيجعلها أكثر قدرة على المنافسة، وتوقع أن يكون لذلك أثر إيجابي على دفع عجلة النمو الاقتصادى وتوفير المزيد من فرص العمل.

وتضمنت المعايير الجديدة والمستحدثة لتصنيف الفنادق المصرية ما يلي:

  • إضافة المفاهيم الحديثة، ومنها: أن تراعي الفنادق مفاهيم السياحة الخضراء، وحماية الموروثات الطبيعية والتراثية.
  • وضع عشر نقاط تخص السياحة الميسرة، التي تعتني بذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن والأطفال، وإذا قام الفندق بتطبيقها ستساعده في الحصول على نقاط إضافية في التقييم لرفع درجة نجوميته.
  • مصفوفة المعايير الجديدة، التي وضعها الخبير الدولي آلان فيوتر، سيُجرى تطبيقها على الفنادق باختلاف درجة نجوميتها (ثلاثة، أربعة، خمسة نجوم) وكذلك وفقا لأنواع الفنادق المختلفة (فندق ثابت– فندق عائم– فندق بيئي).
  • عقد عدة برامج لتدريب وتأهيل مفتشي الوزارة على استخدام هذه الألواح الإلكترونية Tablets.
  • تأهيل عدد 23 مفتشا من قطاع الرقابة على المنشآت الفندقية بالوزارة على المنظومة الجديدة، وتأهيل ستة مدربين TOT لضمان استمرارية التأهيل والتطوير.
  • وضع ملحق خاص عن ضوابط سكن العاملين في المعايير الجديدة، للتأكيد على مراعاة الضوابط المنظمة لسكن العاملين بهذه الفنادق، بحيث تكون ملائمة لطبيعة العمل، وتوفّر كل سبل الراحة والأمان.
  • منح جميع الفنادق فترة لتوفيق أوضاعها وفق معايير التصنيف الجديدة، ما يجعلها في وضع تنافسي مع الفنادق العالمية.
  • سيُجرى تطبيق هذه المنظومة بشكل تكنولوجي حديث، باستخدام الألواح الإلكترونية Tablets، ونظام تشغيل Soft ware خاص بها.
  • تفعيل نظام “النزيل الخفي” (Mystery guest) الذي يقوم بزيارة الفندق، للتفتيش عليه دون معرفة إدارته، وقياس مدى جودته في القطاعات كافة بداية من النظافة، وحتى التجهيزات والخدمة والعمالة وجودة الطعام.

أزمات السياحة

كانت السياحة المصرية قد مرت بعدة أزمات في السنوات الأخيرة، أبرزها في نهاية عام 2016، بعد إسقاط الطائرة الروسية في سيناء، والذي شهدت عائدات السياحة فيه تراجعا بنسبة 45%، ليصل أعداد السياح الوافدين إلى خمسة ملايين سائح مقابل 14 مليون سائح في عام 2010.

ورصد مراقبون خمس أزمات أضرّت بالقطاع، وهي:

  • الإرهاب: فظهور المصطلح وترديده على الدوام تسبب في تراجع السياحة، حيث يعتبر العامل الأمني المعيار الأول للسياحة في العالم.
  • تحذيرات الدول من السفر إلى مصر: وهي ترسل انطباعات سيئة للغاية بالخارج، وتبث مشاعر الخوف وعدم الأمان داخل قلوب المسافرين.
  • الصورة السيئة في الخارج: من خلال الأخبار السلبية وعدم وضوح الرؤية لما يحدث داخل الدولة، وهو ما أدى إلى عزوف الأجانب عن القدوم إلى مصر وتوجيه أنظارهم نحو الدول الأكثر هدوءا وبالتالي أكثر أمانا.
  • تدني مستوى الخدمة السياحية: وتتضمن تراجع الاهتمامات وعدم تفعيل الرقابة بالمناطق السياحية والمحال التي تتعامل مع الأجانب، وضعف رواتب العاملين بالقطاع وتهالك وسائل النقل.
  • تراجع تحديث التكنولوجيا في القطاع، والاعتماد على الطرق القديمة دون مراعاة سوق السياحة التنافسي في الدول الأخرى.

مقومات السياحة المصرية

يذكر أن مصر تملك كل مقومات الجذب السياحي، فبالإضافة إلى سحر الطبيعة وروعة المناخ، تضم مصر حوالي ثلث آثار العالم، وتزخر بتراث عريق وحضارة تضرب بجذورها في أعماق التاريخ على مدار أكثر من سبعة آلاف سنة.

ويتنوع المنتج السياحي في مصر بين السياحة الأثرية والتاريخية، والدينية والثقافية، إلى جانب سياحة المؤتمرات والمعارض الدولية، وسياحة السفاري الصحراوية، وسياحة اليخوت، والسياحة البحرية والبيئية والعلاجية والرياضية والريفية.

بالإضافة إلى سياحة المهرجانات والفعاليات الترفيهية والثقافية، وسياحة مراكز الغوص وسياحة، الجولف والمحميات الطبيعية، وهي مقومات قادرة على تلبية احتياجات السائح باختلاف توجهاته ورغباته.

عمر الطيب

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *