وفيات وإصابات.. هل البطيخ فيه سم قاتل؟

وفيات وإصابات.. هل البطيخ فيه سم قاتل؟
لقي طفلان مصرعهما فيما أصيبت والدتهما وشقيقتهما، إثر تناولهم وجبة "بطيخ"- مصر في يوم

يعتبر البطيخ من الفواكه الصيفية المحببة عند المصريين في فصل الصيف، لما له من مذاق طيب، إضافة إلى التخفيف من الشعور بالعطش، نظرا لاحتوائه على كميات كبيرة من السوائل والسكريات والألياف.

واعتاد المصريون ترقب ظهور بشاير البطيخ كل عام لشرائه، نظرا لاعتدال سعره مقارنة بغيره من أصناف الفواكه الصيفية، وكذلك للتخفيف من شعورهم بالحر، خاصة مع الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة، إلا أن الرياح أتت بما لا تشتهيه السفن، لتتحول الفاكهة المحببة إلى سم قاتل.

البطيخ فيه سم قاتل

فقبل ساعات، لقي طفلان مصرعهما فيما أصيبت والدتهما وشقيقتهما، إثر تناولهم وجبة “بطيخ” فاسدة داخل منزلهم بقرية “سنهوا” التابعة لمركز منيا القمح، بمحافظة الشرقية.

وفاة الطفلين وإصابة الأم والأخت لم تكن الواقعة الأولى من نوعها، فقبل يوم واحد أصيب تسعة أشخاص مقيمون بقرية كفر مساعد، بدائرة مركز إيتاي البارود بحالة تسمم غذائي، إثر تناول وجبة بطيخ مع العشاء، وجرى نقلهم لمركز السموم بالمستشفى العام تحت تصرف النيابة.

وفي قرية الكوامل بسوهاج، أصيب خمسة أطفال من أسرة واحدة قبل ثلاثة أسابيع، باشتباه تسمم إثر تناولهم بطيخا، وجرى إيداعهم مستشفي سوهاج العام لتلقي العلاج، وفق تصريحات مدير أمن سوهاج.

حالات متكررة

وفي الثامن عشر من يونيو الماضي، أصيب 16 شخصا يعملون داخل إحدى مزارع مدينة السادات بمحافظة المنوفية، بالتسمم عقب تناول بطيخ وأناناس مرشوش بمواد سامة، وجرى نقلهم لمستشفى السادات العام لتلقي العلاج والإسعافات اللازمة.

وفي الثاني من مايو الماضي، شكا مواطنون من انتشار بطيخ يحتوي على مادة بيضاء من الداخل بالأسواق فيما ترددت أنباء أنه مسرطن.

ومن جهته ذكر المركز الإعلامي لمجلس الوزراء، في تقرير له أن وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، أوضحت أن وجود بعض ثمار بطيخ بلون أبيض أو مجوفة من الداخل هي ظاهرة فسيولوجية طبيعية تسمى (القلب الأجوف).

 أهم الأسباب

وذكرت الزراعة أن أهم أسباب ظاهرة (القلب الأجوف) هي:

  • الإفراط في الري.
  • تعرض البطيخ لموجات دافئة يليها موجات باردة مع زيادة فرق الحرارة بين الليل والنهار.
  • استخدام المركبات الكيماوية التي تحتوي على منظمات نمو (السيتوكينين cytokinine) لتحجيم الثمرة.

فيما يرى الباحثون أن البطيخ والطماطم من الفاكهة والخضراوات التي تحتوي على الكثير من الماء، كما أنها تمتص جميع الأسمدة الضارة، لذا يجب الابتعاد عن هذه الفاكهة والخضراوات من قبل الأطفال والنساء وكبار السن.

وفى هذا السياق، كشف تقرير نشره الموقع الإلكتروني الأذربيجاني “azernews”، أن احتواء البطيخ على النيترات أو وجود الكثير من المواد الكيميائية على سطحه قد يؤدي إلى الإصابة بالتسمم الغذائي من البطيخ وقد يحوله إلى سم قاتل.

احتياطات

ومن جهتها، لفتت مها رادميس، استشاري التغذية إلى أن أعراض تسمم البطيخ قد تظهر بعد أربع إلى ست ساعات من التناول، حسب كفاءة جهاز الفرد المناعي.

ونصحت رادميس بضرورة الانتباه إلى بعض العلامات التي يجب توفرها في البطيخ الصحي أبرزها:

  • غمقان لون البطيخ من الخارج.
  • احتواؤه على اللون الأحمر الداكن من الداخل.
  • قلة الماء داخل البطيخ.
  • المذاق الطيب المعتاد.
  • أن تخلو قشرتها من عيوب مثل الثقوب.
  • عدم وجود بقع صفراء وهو مؤشر على نضارة البطيخة.

وينصح الباحثون الزراعيون بالطرق على البطيخ، الخبط، إذ إنها تعد أفضل طريقة لمعرفة البطيخ الجيد، وعند سماع صدى صوت أو الإحساس بفراغ فإن ذلك يدل ذلك على نضج البطيخ.

اللون الطبيعي

ويشيرون إلى أن اللون الطبيعي للب البطيخ هو الأسود، فإذا كان لونها غير ذلك، على الرغم من كبر حجم البطيخة فهذا دليل على عدم صحتها للجسم.

وكلما كان مذاقها حلوا كان نضجها طبيعيا من دون مواد كيميائية أو هرمونات تحيل البطيخ من فاكهة محببة إلى سم قاتل، لأن درجة حلاوة البطيخ تحدد درجة نضجها.

كما يعد انتشار المياه بشكل كبير داخل البطيخة، دليلا على عدم نضجها بالشكل الطبيعي، وإضافة إلى ذلك ينبه الخبراء إلى ضرورة غسل البطيخ جيدا من الخارج قبل تقسيمه لنصفين، للتخلص من أي مواد كيميائية تتواجد على سطحه.

زراعة البطيخ في مصر

وتحتل مصر المرتبة السادسة في قائمة أكثر الدول إنتاجا لمحصول البطيخ، وفق آخر تحديث لموقع chartsbin المتخصص في الدراسات الإحصائية.

وتزرع مصر سنويا مساحة تقدر بـ66 ألف هكتار- نحو 163 ألف فدان- بينما تتصدر الصين القائمة بـ2 مليون و113 هكتارا، ثم تركيا بـ137 ألفا، وروسيا 133 ألفا، وإيران 132 ألفا، والبرازيل 96 ألفا.

ويعتبر نوع “جيزة”، أفضل وأغلى أنواع البطيخ المصري، الذي تصل نسبة السكر فيه إلى 11%، وهي نسبة عالية، يليه “عياش”، و”النمس” و”سكاته”، ويشتهر سوق البطيخ في منطقة أثر النبي بالقاهرة بأنه جمهورية البطيخ في مصر.

وبحسب حسين عبد الرحمن أبو صدام، نقيب الفلاحين فإن سعر البطيخة الواحدة، التي تتراوح أحجامها من 6 إلى 8 كيلو جرامات، ثلاثة جنيهات فقط في المزرعة، وتصل للمستهلك من 10جنيهات إلى 15 جنيها، نتيجة للحلقات الوسيطة والنقل والعمولة.

ويزرع البطيخ خلال أشهر الخريف من أواخر أغسطس وأوائل سبتمبر في صعيد مصر، حيث الجو الدافئ، وينتج المحصول في أوائل الشتاء، وتنتشر زراعة البطيخ في هذا الميعاد في قنا وسوهاج وأسوان، ويصلح زراعته في المناطق الجديدة في توشكى وشرق العوينات في هذا الميعاد.

وتزرع عروة خلال شهر ديسمبر حتى أوائل يناير في المنيا والبرلس والوادي الجديد، كما تزرع عروة صيفية في أراضي الوادي خلال النصف الثاني من شهر فبراير وحتى أواخر مارس، ويمكن زراعة عروة صيفية متأخرة خلال شهر أبريل في بعض مناطق البحيرة والإسكندرية.

رهف عادل

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *