توريد قصب السكر.. هل تنتهي الأزمة بالعودة لـ”تعاقد 1993″؟

أزمة توريد قصب السكر
أزمة توريد قصب السكر تدخل البرلمان من جديد - مصر فيوم

مشكلات لا تنتهي، وأزمات تتجدد كل عام، ومطالب بأسعار عادلة، تلك هي معاناة مزارعي قصب السكر في مصر، الذين إذا ما انتهوا من مشكلة حتى يدخلوا في غيرها، فضلا عن زيادة المخاوف من السعر الذي تحدده الحكومة لتوريد المحصول في نهاية الموسم.

والأزمة الأخيرة الدائرة الآن في فلك الريف المصري هي مطالبة الفلاحين بزيادة أسعار طن القصب من 720 جنيها للطن إلى 825 جنيها، والمطالبة باستيراد الدولة للمبيدات والتقاوي، حتى لا تترك الفلاح فريسة للتجار.

شركة السكر

مطالبات الفلاحين بتحقيق العدل وحصولهم على حقوقهم من أجل استمرار زراعة محصول قصب السكر الإستراتيجي، دفع لجنة الزراعة والري بمجلس النواب، للمطالبة بالعودة إلى التعاقد المبرم بين مزارعي قصب السكر وشركة السكر عام 1993، بما يصب في مصلحة المزارعين.

وقال العمدة صبري داود، عضو اللجنة: “إن الشركة عدّلت ذلك التعاقد، وألغت بعض المميزات التي كان يحصل عليها المزارعون”، مطالبا بوقف العمل بذلك التعاقد الجديد، والعودة للتعاقد السابق.

ولفت أشرف شوقي، عضو المجلس، إلى تجربة زراعة قصب السكر في صحراء غرب المنيا، لأول مرة، مشيرا إلى أنها جاءت بإنتاج عالٍ، وباستخدام نصف كميات المياه التي تستهلكها زراعة القصب في الأرض الطينية.

وأضاف: “القصب ده المتهم البريء، فهو ليس شرها للمياه كما يقال عنه”، الأمر الذي أشاد به محمد عبد الرحيم، رئيس شركة السكر، الذي أبدى إعجابه بالتجربة، وأشاد بنسبة السكر الموجودة في إنتاج القصب من التجربة.

الحشائش الصيفية

وخلال الأيام الماضية، تعالت صرخات المزراعين من كثرة الحشائش الصيفية التي خيّمت مثل ظلام الليل على آلاف الأفدنة من المحصول الإستراتيجي، وبخاصة أن مركز ملوي يحتل المرتبة الأولى من بين مراكز المحافظة في زراعة محصول قصب السكر، ويعتمد مصنع سكر أبو قرقاص على نسبة 80% من محصول مركز ملوي أثناء فترة تشغيل المصنع.

وأكد المزراعون أن الحشائش الصيفية هذا العام لا يمكن التغلب عليها من كثرتها، مشيرين إلى أن “العليق” يهجم على القصب بكل شراسة، حتى إن الحشائش تسبق القصب، فنقوم بـ “عزق” الأرض للقضاء عليه، وبعد وضع الأسمدة وري القصب، نجد الأرض يكسوها العليق أكثر من الأول.

ولفتوا إلى أن تكلفة مكافحة الحشائش الصيفية تصل لمبالغ مالية باهظة، تتراوح بين 4000 و6000 جنيه للفدان الواحد على حسب عدد المرات التي ينبت فيها العليق.

أزمات قصب السكر

ومع كل موسم للحصاد تتجدد الأزمات بين المزارعين والحكومة، بسبب سعر توريد قصب السكر، وتتزايد المخاوف من أن تكون زيادة الأسعار طفيفة مقارنة بالعام الماضي، وهو ما سيعود بمشكلات كثيرة على المزارعين، بسبب تكاليف زراعة القصب، وارتفاع أسعار المستلزمات الزراعية، والديون المتراكمة عليهم لدى بنك التنمية والائتمان الزراعي.

وشدد بعض مزارعي القصب على ضرورة حسم ملف أسعار توريد القصب في الوقت الحالي، مؤكدين أن تحديد سعر الطن بـ 720 جنيها كما كان العام الماضي غير مجدٍ، وأن رفع السعر المتوقع من جانب الحكومة بمقدار 50 إلى 80 جنيها يضر كثيرا بزراعة القصب، وطالبوا بزيادة سعره إلى ما بين 900 إلى ألف جنيه.

وقال الدكتور مصطفى عبد الجواد، رئيس مجلس المحاصيل السكرية، في مارس الماضي: “إن المزارعين يطالبون، من خلال مجلس النواب، بزيادة أسعار التوريد إلى 1000 جنيه، إلا أن تحقيق ذلك يعد أمرا صعبا”، على حد قوله.

واستبعد في تصريحات صحفية زيادة أسعار توريد محصول قصب السكر لموسم 2019، مرجحا في الوقت ذاته بأنه ليس هناك اتجاه لزيادة السعر على الموسم الماضي، بقيمة 720 جنيها.

ووصل أن قيمة طن قصب السكر كان قد وصل إلى 720 جنيها، وذلك بعد جدل واسع النطاق، خلال الموسم الماضي، ما استدعى تدخّل الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال زيارته لمحافظة بني سويف في شهر يناير من العام الماضي، بزيادة سعر توريد قصب السكر، من 700 جنيه إلى 720 جنيها، تشجيعا للمزارعين.

وتبدأ زراعة المحصول الجديد للموسم الربيعي في شهر فبراير، والخريفي في شهر سبتمبر، ويستمر لمدة عام، إذ تكون الإنتاجية أعلى مما لو جرت الزراعة في وقت متأخر، وتبلغ القيمة الاقتصادية لإنتاج سكر القصب، بمعدل أربعة أطنان سكر للفدان.

معركة السكر والبنجر

وهناك تحدٍّ آخر يواجه القصب، كشف عنه حسين أبو صدام، النقيب العام للفلاحين، يتلخّص في وجود معركة خفية تدور بين فريقين، أحدهما يرى ضرورة زراعة البنجر بدل قصب السكر، وتحويل مصانع إنتاج السكر من القصب إلى البنجر، لأسباب عديدة، أبرزها ترشيد استهلاك المياه.

ويستهلك ري فدان القصب نحو تسعة آلاف متر مكعب من المياه، وتزرع مصر 350 ألف فدان تقريبا، بما يعني أن محصول القصب يستهلك تقريبا ثلاثة مليار و150 ألف متر مكعب سنويا، بينما يستهلك زراعة فدان البنجر خمسة آلاف متر مكعب، وتزرع مصر 600 ألف فدان بنجر سنويا، أي: إن البنجر يستهلك ثلاثة مليار متر مكعب تقريبا.

رقية كمال

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *