كيف تحول يوم العيد من الثلاثاء إلى الأربعاء؟

كيف تحول يوم العيد من الثلاثاء إلى الأربعاء؟
الإفتاء توضح أن الحساب الفلكي القطعي لا يعارض الرؤية الصحيحة، فهو للاستئناس به- مصر في يوم

ساعات من الحيرة والترقب قضاها المصريون ليلة أمس، بسبب ما أثاره استطلاع رؤية هلال شهر شوال وتحديد يوم العيد في مصر من جدل غير مسبوق وما شابه من تضارب الأنباء واختلاف الآراء.

ولأول مرة تعددت بيانات دار الإفتاء حول تحديد موعد أول يوم العيد، وتناثرت الأقاويل وضجت منصات التواصل الاجتماعي بالحيرة، فبات الجميع لا يدري ما إذا كانت هذه ليلة العيد فيحتفلون، أم أنها ليلة رمضانية فيقيمونها ويصلون التراويح، ويستعدون لتناول السحور لصيام اليوم التالي.

البداية كانت بإعلان معمل أبحاث الشمس التابع للمعهد القومي للبحوث الفلكية، والهيئة المصرية العامة للمساحة التابعة لوزارة الري، قبل ثلاثة أيام أن يوم الثلاثاء الموافق الرابع من يونيو، هو أول أيام عيد الفطر المبارك (فلكيا).

وقال بيان للبحوث الفلكية: طبقا لنتائج الحسابات الفلكية، فإن هلال شهر شوال لهذا العام، سيولد في تمام الساعة 12 و3 دقائق ظهر يوم الاثنين 29 رمضان 1440 هـ، الموافق الثالث من يونيو بتوقيت مصر.

تأكيد البحوث دفع أغلب المواطنين للاستعداد لاستقبال العيد يوم الثلاثاء، وتوفيق أوضاعهم لقضاء إجازة تمتد من الثلاثاء حتى السبت.

تحديد يوم العيد

واعتبرت الغالبية العظمى أن إعلان دار الإفتاء سيكون تأكيدا لرأي البحوث الفلكية، إلا أن دار الإفتاء المصرية أعلنت أن كل ما جرى نشره عن موعد بداية العيد على المواقع الإخبارية وصفحات التواصل الاجتماعي غير صحيح.

وقالت الدار، في بيان، عبر صفحتها الرسمية على “فيسبوك”، أمس الاثنين: “لم تعلن رؤية هلال حتى الآن والنتيجة سيعلنها فضيلة المفتي بنفسه في بث مباشر على الصفحة وعلى التلفزيون المصري”.

وأكدت الدار أنها الجهة الوحيدة صاحبة الاختصاص في إعلان موعد بداية الشهر وفق رؤيتها للهلال من عدمه.

تضارب أنباء وبيانات

وعقب صلاة المغرب فاجأ شوقي علام، مفتي الديار المصرية الجميع أنه لم تثبت رؤية هلال شهر شوال وأن الثلاثاء هو المتمم لرمضان، والأربعاء هو أول أيام العيد، وفق بيان متلفز.

وبعد تحديد يوم العيد بوقت قليل، نشرت وسائل إعلام رسمية أن مصادر أعلنت أنه سيجرى متابعة استطلاع ظهور هلال شهر شوال من عدمه مرة أخرى عقب صلاة العشاء، دون تفاصيل أكثر.

الخبر أثار حيرة وجدلا واسعا، ظهر في تعليقات رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ليعود الجميع للانتظار والترقب وانتظار بيان جديد من الإفتاء.

ونقلت وكالة الأنباء المصرية الرسمية بيانا ثالثا لنفي دار الإفتاء، قالت فيه: إن “دار الإفتاء المصرية تنفي ما يتردد من شائعات حول إعادة استطلاع رؤية هلال شهر شوال”، وأكدت أن “ما يتردد هو أكاذيب لا صحة لها، وأنها أعلنت من قبل أن غدا الثلاثاء هو المتمم لشهر رمضان الكريم، وأن يوم الأربعاء المقبل هو أيام عيد الفطر”.

البيان الرابع

وفي بيان رابع لها، متعلق بتحديد يوم العيد أيضا، قالت دار الإفتاء: إن الحسابات الفلكية التي تحدد بدايات الشهور العربية مقدما لسنين يجوز الاستئناس بها.

وأوضحت اليوم الثلاثاء، أن بداية الشهر العربي لا تتحقق شرعا إلا بالرؤية الشرعية، وأن القواعد في هذه المسألة تتلخص في النقاط التالية:

  • الحساب الفلكي القطعي لا يعارض الرؤية الصحيحة، فهو للاستئناس به مع الاعتماد على الرؤية البصرية الصحيحة، وهذا يعني أنه ينفي ولا يثبت، فإذا نفى طلوع الهلال فلا عبرة بقول من يَدَّعِيه، وإذا لم ينفِ ذلك فالاعتماد حينئذٍ على الرؤية البصرية.
  • أنَّ شهر رمضان إما 30 يوما لا يزيد عليها، وإما 29 يوما لا ينقص عنها.
  • يجب على كُل أهل بلد متابعة إمامهم في رؤية الهلال من عدمه، بشرط إمكان الرؤية بالحساب الفلكي.
  • أن منهج دار الإفتاء المصرية يتمثَّل في عدة خطوات هي: أن الرؤية تكون لجميع الشهور، وذلك من أجل الوصول إلى أصوب تحديد لأوائل الشهور الثلاثة ذات الأهمية في عبادة المسلمين.

وأكملت أن الرؤية تكون عن طريق اللجان الشرعية العلمية التي تضم شرعيِّين وتضم مختصين بالفلك، وأن هناك رؤية بصرية نعتمدها مع الحساب الفلكي الدقيق.

تعذر الرؤية

وفي سياق تحديد يوم العيد بناء على رؤية هلال شهر شوال، قال أسامة رحومة، رئيس معمل الشمس بالمركز القومي للبحوث: إن عدم التمكن من رؤية هلال شهر شوال (عيد الفطر) مساء أمس الاثنين، يعود إلى عدم استقرار الأحوال الجوية في مناطق لجان رصد الهلال بمختلف المحافظات.

وأضاف أن انتشار الشبورة والسحب بمختلف الأنحاء أعاق الرؤية، مؤكدا: “الناس تطمن مفيش أي مشكلة والأمر حسم من قبل دار الإفتاء على أن يكون الأربعاء أول أيام العيد وفق حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “إِذا رأيتم الهلال فصوموا، وإِذا رأيتموه فأفطروا، فإن غُمَّ عليكم فصوموا ثلاثين يوما”.

وبشأن اختلاف موعد العيد في مصر عن السعودية، أوضح رئيس معمل الشمس، أن هذا الأمر طبيعي والاعتقاد بأننا نتبع السعودية لزاما غير صحيح، كما أن توقيت العيد مختلف في دول العالم الإسلامي، وأن الأمر لا يتعلق بمصر فقط.

رهف عادل

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *