هشام عشماوي.. قصة ضابط صاعقة تمرد على الجيش

هشام عشماوي.. قصة ضابط صاعقة تمرد على الجيش
تفاصيل رحلة ضابط الصاعقة السابق هشام عشماوي المتهم بالإرهاب - مصر في يوم

ضجت وسائل الإعلام في مصر بالعديد من الأخبار والتحليلات، بعد القبض على ضابط الصاعقة السابق هشام عشماوي المتهم في قضايا “عنف وإرهاب”.

وتسلمت مصر هشام عشماوي من ليبيا، ليلة أمس، أثناء زيارة اللواء عباس كامل مدير المخابرات المصرية ولقائه المشير خليفة حفتر.

وفي أول تعليق له على عملية التسليم، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، عبر موقع “فيسبوك”: “الحرب ضد الإرهاب لم تنتهِ”، مثنيا على دور الجيش المصري في هذه الحرب.

تسليم هشام عشماوي

وتم الاتفاق على إجراءات تسليم هشام عشماوي خلال زيارة رئيس المخابرات المصرية إلى ليبيا، وكانت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية أعلنت في 8 أكتوبر الماصي، إلقاء القبض عليه، في عملية أمنية بمدينة درنة.

وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط في بيان عن الزيارة: إن اللقاء “جاء في إطار حرص مصر على دعم واستقرار دولة ليبيا”. مشيرة إلى عودة رئيس المخابرات العامة للقاهرة بعد زيارة قصيرة.

وأطلع حفتر رئيس المخابرات العامة على تطورات الأوضاع في ليبيا، مؤكدا قوة العلاقات مع مصر.

وفي 9 مايو الجاري، زار خليفة حفتر القاهرة، واجتمع مع الرئيس السيسي، في ثاني لقاء منذ إطلاقه هجوما على طرابلس مطلع أبريل الماضي.

وفي 22 من الشهر ذاته، كشف سامح شكري، وزير الخارجية، عن وجود مساعٍ للتوصل إلى اتفاق سياسي في ليبيا، قائلا: “نعمل بالتنسيق مع شركائنا للعودة إلى الإطار السياسي”.

رحلة هشام عشماوي

هشام عمشاوي أو كما يطلق عليه “أبو عمر المهاجر” والبالغ من العمر 41 عاما هو أحد أهم المطلوبين لدى السلطات في مصر التي تعتبر تسلمه انتصارا كبيرا لها في “الحرب على الإرهاب”.

ولد عشماوي في محافظة القاهرة عام 1978 بمدينة نصر، وانضم لسلاح “الصاعقة”، وفي الفترة ما بين عام 2006 و2009 بدأت علاقة هشام عشماوي بالجيش المصري في التفكك، فتم نقله للأعمال الإدارية.

وبسبب نشره عبارات تحريضية ضد الجيش، أُحيل للمحاكمة العسكرية فى عام 2007، التي انتهت بقرار فصله من الجيش عام 2009، فخرج ليعمل في التجارة وبالتحديد في مجال “الاستيراد والتصدير”.

وفي عام 2012 شكل خلية من أربعة ضباط شرطة مفصولين من الخدمة، وانضم إليهم عدد من العناصر التكفيرية.

وفي وقت لاحق انشق هشام عشماوي عن تنظيم “داعش”، الذي سبق أن أعلن الولاء له ونفذ عمليات باسمه، وأسس تنظيم “المرابطون” في ليبيا والموالي لتنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي، ونصب نفسه أميرا للتنظيم، وتولى عملية تدريب عناصره.

وقال ناجح إبراهيم، الخبير في الحركات الإسلامية، في تصريحات صحفية: إن عشماوي التحق بالجيش المصري في التسعينيات، ثم التحق بالصاعقة، واعتنق بعض الأفكار التكفيرية على يد الضابط السابق طارق أبوالعزم “المحكوم عليه بالمؤبد حاليا” فتم فصله من الخدمة.

اتهامات وأحكام بالإعدام

ويواجه هشام عشماوي حكمين صدرا غيابيا ضده بالإعدام في قضية “كمين الفرافرة” و”أنصار بيت المقدس 3″، كما يتداول داخل أروقة المحاكم جلسات محاكمته في القضايا التالية:

  • محاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق، في سبتمبر 2013، حيث تعرض موكبه لانفجار أسفر عن إصابة 21 شخصا.
  • تفجير مديرية أمن الدقهلية فى 24 ديسمبر 2013 ما أسفر عن استشهاد 16 من رجال الشرطة والمواطنين.
  • استهداف قوات الأمن في عرب شركس بالقليوبية والاشتباك معهم.
  • استهداف كمين الفرارة في يوليو 2014، ما أسفر عن استشهاد 21 جنديا.
  • اتهم في واقعة كرم القواديس فى سيناء أكتوبر 2014 التي استشهد فيها نحو 28 جنديا.
  • استهداف الكتيبة 101 بمدينة العريش، يناير 2015، وعدد من النقاط الأمنية ما أدى لاستشهاد 29 من رجال الأمن.
  • اغتيال النائب العام الراحل هشام بركات، يونيو 2015 بعد تفجير استهدف موكبه فى حي مصر الجديدة.
  • استهداف حافلة تقل مواطنين أقباط في مايو 2017، ما أدى لاستشهاد 29 شخصا.
  • أحداث الواحات التي أسفرت عن استشهاد 16 من رجال الشرطة وإصابة آخرين.

وبشأن موقفه القانوني من الاتهامات الموجهة ضده، كشفت مصادر قانونية عن أنه من المقرر أن تشرع النيابة في إجراءات إعادة محاكمته فى القضيتين المحكوم عليه فيهما أمام محكمة الجنايات العسكرية.

وأضافت المصادر، في تصريحات صحفية، أنه في حال إدانته بحكم الإعدام مجددا، يمكنه التقدم بطعن لنقض الحكم أمام محكمة الطعون العسكرية العليا، وفي حال رفضه يكون الحكم نهائيا وباتا ولا يجوز الطعن عليه بأي وجه من الوجوه.

صيد ثمين

واعتبر مراقبون أن تسلم مصر هشام عشماوي بمثابة صيد ثمين وكنز معلوماتي في غاية الأهمية، ورسالة قوية للتنظيمات الإرهابية العالمية.

وقال خالد عكاشة، عضو المجلس القومي لمكافحة الإرهاب: “إن تسلم السلطات المصرية الإرهابي هشام عشماوي أمر يتجاوز أهميته القاهرة ويمتد إلى النشاط الإرهابي لجميع التنظيمات الإرهابية على مستوى العالم”.

ورأى عكاشة في تصريحات صحفية، أن “هذه العملية ضربة قاصمة للتشكيلات الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة، وفروعها الممتدة في شمال إفريقيا، والمغرب العربي”.

وأوضح أن “هشام عشماوي أحد الأوراق الأكثر فاعلية، إذ تنقل بين تنظيمات إرهابية عديدة، فبدأ مع تنظيم أنصار بيت المقدس في سيناء وأصبح قائدا عسكريا له، ثم انتقل إلى ليبيا وهناك بدأ مع تنظيم القاعدة، فكان يدرب العناصر الإرهابية، ثم انتقل إلى تنظيم المرابطون وتواصل مع قيادات فروع تنظيم القاعدة في تونس والجزائر”.

رقية كمال

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *