هدايا عيد الأم تصطدم بميزانية الأسرة: فخ لأولياء الأمور

هدايا عيد الأم
هدايا عيد الأم تثقل كاهل الأسرة بأعباء إضافية - مصر في يوم

يحتفل العالم اليوم الخميس 21 مارس بـ”عيد الأم” أو يوم المرأة العالمي، الذي يتزامن مع أول أيام الربيع، تقديرا لتضحيتها ودورها الأساسي الذي لا ينتهي أبدا، ولهذا اليوم طابع خاص يحتفل به جميع المواطنين، بل إنهم يتسابقون لشراء الهدايا من أجل الاحتفال بهذه المناسبة كل عام.

وتظل هدية كل عام أمرا يؤرق جميع الأبناء، بحثا عن الهدية الأفضل للأم، على حسب الظروف المادية، فالبعض يلجأ لشراء ورود أو أجهزة كهربائية ومنزلية، أو شراء الذهب، فيما يشتري آخرون مستحضرات العناية بالبشرة والجسم، أو الملابس الأنيقة أو قضاء يوم في منتجع صحي.

ويُعد هذا اليوم موسما بالنسبة للتجار، فمثل هذه المناسبات تبعث الرواج مرة أخرى في الأسواق، خصوصا في ظل حالة الركود التي يعاني منها السوق، نتيجة ارتفاع الأسعار خلال الفترة الماضية، وتراجع القوة الشرائية للمواطنين.

وبدأ الاحتفال بعيد الأم في مصر والعالم العربي عام 1965، بعد مقال الصحفي الراحل علي أمين، مؤسس صحيفة “أخبار اليوم” في مقاله اليومي، بتاريخ 6 ديسمبر 1955، الذي قال فيه: “لِمَ لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه يوم الأم، ونجعله عيدا قوميا في بلادنا وبلاد الشرق”.

هدايا عيد الأم

مثلها مثل أي شيء، مرت هدايا عيد العيد بمراحل تطور، فكانت هدايا الزمن الجميل -كما يسميه البعض- عبارة عن علبة بلاستيك ملفوفة بشريط ملون، بداخلها منديل قماش مزخرف، وزجاجة عطر و(بوك).

وكان الصغار يكتفون بكارت معايدة ووردو، وتابلوه حائط كبير بالزيت، أو مشغولات ذهبية، حتى تطورت إلى ملابس، وأدوات مطبخ، وأجهزة كهربائية.

ومع دخول عصر التكنولوجيا، وارتفاع أسعار الذهب، أصبح الأبناء يفكرون في هدايا أكثر حداثة ومتنوعة، من بينها شراء تليفون محمول أو تابلت، ونظرا لصعوبة ظروف المعيشة، وضيق الحياة المادية، يكتفي اﻷبناء بتهنئة أمهاتهم عن طريق رسالة أو فويس نوت على الواتس آب، أو بمشاركة صورة مع أمهاتهم على موقع انستجرام بكلمات رقيقة يعبرون بها عن حبهم.

وجه آخر

ورغم فرحة كثير من الأمهات بقدوم عيد الأم، فإنه أصبح همّا يؤرق الكثير منهن، بعدما جرت التقاليد فور قدوم شهر مارس من كل عام أن يذهب الأطفال برفقة أولياء أمورهم، للتسوق من أجل شراء هدية عيد الأم، وإهدائها لمُعلماته.

وتحول موسم عيد الأم، إلى موسم لمدرسات المدرسة والدروس الخصوصية وفخ لأولياء الأمور بشأن كيفية توفير أموال الهدية، التي أصبحت عبئا زائدا على ميزانياتهم، فمنهم من رأى أن الهدية ضرورة، لأن عدم تقديمها سيضع ذويهم في موقف حرج، هم في غنى عنه، وآخرون رأوا أنها تعتبر شيئا رمزيا يعبر عن وفاء التلاميذ.

العطور والورود

وما بين الإقبال المحدود والمتوسط شهدت محلات العطور والأدوات المنزلية والهواتف وحتى محلات الذهب رواجا، وصل إلى 40%، بعد استعدادهم بزيادة المعروض، واستخدام تشكيلة جديدة لجذب العملاء.

وقال عبد الرحمن الشريف، مدير أحد فروع “ماء الذهب للعطور”: إن موسم الاحتفال بعيد الأم يمثل ما يقرب من 20% من إجمالي مبيعات الشركة سنويا.

وأضاف: أن نسبة الإقبال ارتفعت بالفعل منذ بداية شهر مارس الجاري، بنسب تترواح بين 10 و15%، متوقعا ارتفاع النسبة لتصل إلى 30% خلال “عيد الأم”.

وأوضح أن أكثر أنواع العطور مبيعا خلال الموسم “العطور الفرنسية مثل: “روبرت كافالي، ومون سباركل وايلي صعب وليدي مليون وباراديسو” بالإضافة إلى العطور الخليجية.

وأوضح الشريف أن الشركة تقدم زجاجة هدية حال الشراء بمبلغ معين يجرى تحديده من قِبل الإدارة، مشيرا إلى أن متوسط أسعار الزجاجات يتراوح بين 200 و350 جنيها على العطور الفرنسية.

الملابس والأحذية

وشهدت محلات الورود اليوم إقبالا كبيرا، وتراوح أسعار بوكيه الورد من 50 جنيها وحتى 400 جنيه.

وشهد الإقبال على “العبايات الحريمي” في موسم عيد الأم إقبالا كثيفا، خاصة وأن أغلب الفتيات المخطوبين يقبلن على شرائها للحمى، وتراوحت سعر العباءة الواحدة من 200 جنيه وحتى 1000 جنيه، بحسب جودة الخامة وماركتها.

وتشهد محلات الشنط والأحذية تخفيضات، إذ يتراوح سعر الحذاء ما بين 100 جنيه وحتى 300 جنيه، وتختلف على حسب الخامة والماركة.

الأدوات المنزلية

وبحسب تقارير للغرفة التجارية، شهدت محلات الأدوات المنزلية إقبالا على أنواع معينة من الأجهزة “المايكرويف” و”الثلاجات” و”شاشات” و”غسالة الأطباق”، وكذلك شراء أطقم حلل أو أجهزة كهربائية أو أطقم كاسات.

فتحي الطحاوي، نائب رئيس شعبة الأدوات المنزلية بالغرفة التجارية، أعلن انخفاضا في أسعار هدايا عيد الأم هذا العام بنسبة تتراوح ما بين 5 إلى 7% بالأسواق.

وأكد في تصريحات له أن هذا التخفيض ناتج عن المبادرة التي اتخذتها الغرفة التجارية خلال الفترة الماضية، بهدف خفض أسعار السلع خصوصا عقب هبوط سعر الدولار الأمريكي أمام الجنيه المصري في البنوك، إلى جانب تنشيط المبيعات عقب حالة الركود.

رقية كمال

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *