تحتفل مصر والدول العربية في 21 مارس من كل عام بعيد الأم، الذي أُطلق عام 1956، ويحرص الأبناء على الاحتفاء بأمهاتهم، وإظهار الحب، وتقديم الهدايا، تعبيرا عن الامتنان لعظيم صنيع الأمهات.
كما تحرص الوزارات والجمعيات الأهلية والنوادي والمدارس، وغيرها من الجهات، على تنظيم فاعليات احتفالية باليوم، يشارك فيها فنانون ومشاهير، بالإضافة إلى الحفلات والعروض المسرحية المدرسية التي يكون أبطالها هم طلاب المدارس.
بداية الفكرة
وبدأت فكرة الاحتفال بعيد الأم في مصر قبل 63 عاما على يد الأخوين “مصطفى وعلي أمين”، مؤسسا جريدة أخبار اليوم، وذلك عندما وردت إلى علي أمين رسالة من أم تشكو له جفاء أولادها وسوء معاملتهم لها، وتتألم من نكرانهم للجميل.
وتصادف أن زارت إحدى الأمهات مصطفى أمين في مكتبه، وحكت له قصتها التي تتلخص في أنها ترمّلت وأولادها صغار، فلم تتزوج، وأوقفت حياتها على أولادها، لتقوم بدور الأب والأم معا، وظلت ترعى أولادها بكل طاقتها، حتى تخرّجوا من الجامعة، وتزوجوا، واستقلّ كل منهم بحياته، ولم يعودوا يزورونها إلا على فترات متباعدة للغاية.
تأثر الأخوان، وفي اليوم التالي كتبا في عمودهما الشهير “فكرة” يقترحان تخصيص يوم للأم يكون بمثابة تذكرة بفضلها، وأشارا إلى أن الغرب يفعل ذلك، وإلى أن الإسلام يحض على الاهتمام بالأم، وشارك القراء في اختيار يوم 21 مارس ليكون عيدا للأم، وهو أول أيام فصل الربيع، ليكون رمزا للتفتح والصفاء والمشاعر الجميلة.
واحتفلت مصر بأول عيد أم في 21 مارس سنة 1956، واستمر الاحتفال بعيد الأم في 21 مارس من كل عام ميلادي منذ ذلك التاريخ.
لقاءات وأغانٍ وهدايا
ومع بداية شهر مارس، تبدأ المحال التجارية بالاستعداد لعيد الأم، فتتزين الواجهات بالورود، وتمتلئ الأجواء بالأغاني التي تتحدث عن الأم وعطائها، وتحرص المحلات على عرض منتجاتها، وكل ما يصلح تقديمه كهدايا في هذا اليوم.
وارتبط الاحتفال بعيد الأم لدى المصريين بسماع عدة أغانٍ، لعل أكثرها تأثيرا أغنية “ست الحبايب” للفنانة الراحلة فايزة، وأغنية “يا ماما يا اماتي”، التي كتبها الراحل صلاح جاهين، وتغنت بها الفنانة الراحلة سعاد حسني، وحديثا أغنية “أمي ولحد آخر يوم” للمجموعة: تامر حسني، ويارا، وهيثم شاكر، وجنات، ورامي عياش.
ويحرص كثير من المصريين على الاحتفال بأمهاتهم، عن طريق تنظيم حفلات عائلية صغيرة وسط جو أسري دافئ، ويقدمون الهدايا لأمهاتهم وخالاتهم وجداتهم وحمواتهم.
تكريم المثاليات
وتزامنا مع احتفاليات عيد الأم، تحرص وزارة التضامن الاجتماعي، على تكريم الأمهات المثاليات على مستوى الجمهورية، وأعلنت الوزارة أمس في مؤتمر صحفي أسماء 32 أُمّا مثالية على مستوى الجمهورية.
وشهد المؤتمر إعلان اسم الأم المثالية الأولى على مستوى الجمهورية، وأم من ذوي الاحتياجات الخاصة، والأم لابن من ذوي الاحتياجات الخاصة، تميز في المجالات الرياضية والفنية والعلمية، وإعلان أسماء الأمهات المثاليات على مستوى الجمهورية.
وجاء إعلان أسماء الأمهات المثاليات وفقا للمعايير والشروط الموضوعة من قِبل اللجنة المركزية المشكّلة من جميع الأطياف والتخصصات من ممثلي الجهات المعنية.
ركود وعروض
ويرى البعض أن الاحتفال بالأم اختلف كثيرا عن الأعوام السابقة، بسبب ضغوطات الحياة، وارتفاع الأسعار، إذ تغيرت اتجاهات الأسرة المصرية فيما يتعلق بشراء هدايا عيد الأم، فبعد أن كان الأبناء يقدمون الهدايا الذهبية والملابس الغالية والأجهزة الكهربائية، أصبحوا يكتفون بشراء هدية رمزية بسيطة.
فمن جانبه، أكد خالد الشافعي، الخبير الاقتصادي، في تصريحات صحفية، أن فاتورة إنفاق المصريين علي شراء هدايا عيد الأم نحو 250 مليون جنيه العام الماضي، ويتوقع انخفاضها بشكل كبير هذا العام نظرا لسوء الأحوال الاقتصادية للمواطنين.
ويقول يحيى زنانيري، نائب رئيس الشعبة العامة للملابس الجاهزة: أن “وزارة التموين والتجارة الداخلية قررت مد الأوكازيون الشتوي حتى 21 مارس، لتنشيط المبيعات بعد شكاوى التجار من الكساد”.
وأضاف: أن المحلات تقدم تخفيضات خاصة على الملابس الشتوية والموديلات المتبقية من الموسم الصيفي السابق، تصل إلى 50% على بعض الموديلات، لتوفير السيولة اللازمة لشراء الموسم الصيفي.
تراجع رغم الخصومات
وفي السياق، يشير أشرف هلال، رئيس شعبة الأدوات والأجهزة المنزلية، إلى أن شركات الأجهزة الكهربائية والأدوات المنزلية بمختلف فئاتها، طرحت خصومات تتراوح من 5% إلى 10% مع بداية الشهر الحالي، وقدمت عروضا إلى التجار، لتحفيز المبيعات، وكسر حالة الركود التي يعاني منها السوق لمدة اقتربت من عامين.
وأكد شريف يحيى، رئيس شعبة الصناعات الجلدية بغرفة القاهرة: أن “معدلات الإقبال على شراء هدايا عيد الأم، من منتجات الجلود خلال الموسم الحالي تشهد تراجعا بنحو 50%، مقارنة بالفترة نفسها من الموسم الماضي، رغم العروض والتخفيضات”.
ويقول كاميل مراد، صاحب محل ذهب: إن “عيد الام لا يشهد أي رواج في حركة البيع والشراء، وأنها تظل مقتصرة علي المخطوبين لشراء الشبكة، بينما تتجه أغلب الأمهات إلى بيع الذهب، للوفاء بالتزامات تزويج بناتهن.
فيما كشف مجدي حنا، تاجر أجهزة كهربائية في تصريحات صحفية، أن الإقبال علي شراء الأجهزة قليل، وأنه يضطر إلى تقديم عروض التقسيط على 12 شهرا دون مقدم، وخصومات تصل إلى 30%، لحث الزبائن على الشراء.
العالم وعيد الأم
ويختلف تاريخ عيد الأم من دولة لأخرى، بحسب المناسبة التي أطلق من أجلها، فمثلا في العالم العربي كله يكون اليوم الأول من فصل الربيع، أما في النرويج فيحتفل به في الثاني من فبراير، بينما في الأرجنتين فهو يوم الثالث من أكتوبر، وجنوب إفريقيا تحتفل به يوم 1 مايو.
وفي الولايات المتحدة يكون الاحتفال في الأحد الثاني من شهر مايو من كل عام.
أضف تعليق