يوافق اليوم الأربعاء الذكرى الثانية عشرة بعد المائة لميلاد الشاعرة المصرية الراحلة “جميلة العلايلي“، واحتفى محرك البحث جوجل بهذه الذكرى، إذ غيَّر صورته إلى صورة كاريكاتورية لها، لتتصدر مؤشرات البحث.
وولدت الشاعرة جميلة العلايلي في 20 مارس 1907 بمدينة المنصورة، وتوفِّيت في 11 أبريل 1991، عن عمر ناهز 84 عاما.
رحلة جميلة العلايلي
انتقلت جميلة العلايلي إلى القاهرة، بعدما استقبل الدكتور أحمد زكي أبو شادي رائد مدرسة “أبولو” الشعرية، والدكتور إبراهيم ناجي، وعلي الجندي، والدكتور زكي مبارك، والدكتور محمد مندور، وصالح جودت، وغيرهم من النقاد، شعرها بطريقة طيبة، وأثنوا عليها، فشجعها ذلك على الانتقال من المنصورة إلى القاهرة للإقامة الدائمة فيها، بعد أن كانت زياراتها خاطفة ومحدودة، وتقتصر على دار الأوبرا الملكية.
وللشاعرة جميلة العلايلي، عدد كبير من الدواوين المنشورة، تكتب لها منزلة فريدة في الحياة الشعرية المعاصرة، كما كانت لها مقالات شهرية في مجلة “الأهداف” تتناول قضايا الأخلاق والآداب والأمومة، وكتبت العديد من الروايات الطويلة التي يمتزج فيها السرد القصصي مع الشعر.
وكانت تهوى الكتابة الشعرية والقصائد، حتى أصبحت صوتا من الأصوات الشعرية المؤثرة في الحركة الأدبية، فكانت أول سيدة تلتحق بجماعة أبولو الشعرية، التي أسسها أحمد زكي أبو شادي عام 1932.
وكان للشاعرة مخطوطات لم تُنشر، مثل: “همسات عابدة” و”آخر المطاف”، لترحل جميلة بعد صراع مع أمراض الشيخوخة وآلام الروماتيزم، تاركة سيرة ذاتية أغفلها كثيرون، ولم تأخذ حقها من البحث.
دراسة عن الراحلة
وفي يناير 2008، حصل الباحث أحمد محمد الدماطي على درجة الماجستير بتقدير ممتاز، من كلية دار العلوم جامعة القاهرة، عن رسالته في دراسة عن حياة “جميلة” وشعرها، بعنوان: “جميلة العلايلي، حياتها وشعرها: دراسة فنيّة”.
والرسالة مقسمة إلى ثلاثة أبواب:
- الباب الأول: “حياة جميلة العلايلي”.
- الباب الثاني: “الدراسة الموضوعية” يدرس فيه موضوعات شعرها (حب – طبيعة – شكوى وألم – تأمل فلسفي – شعر اجتماعي، ووطني، وشعر الرثاء…).
- الباب الثالث: “الدراسة الفنية” بدراسة أدوات التشكيل الفني (اللغة والأسلوب والمعجم الشعري – الصورة الفنية – الموسيقى الشعرية).
وكشفت تلك الدراسة عن كثير من الجوانب التي كانت مجهولة في التاريخ الأدبي لحياة الشاعرة الراحلة، وحياة كثير من الأعلام ممن كانوا على صلة بها.
وأوضحت الدراسة ما تمتعت به جميلة العلايلي من جرأة أدبية في التعبير من مكنونات المرأة الشاعرة في أشعارها الوجدانية، بصورة لا تتنافى مع العفاف الذي ينبغي للمرأة التحلي به.
ودعت الدراسة الباحثين للالتفات لدراسة حياة وشعر كثير من الأعلام الذين جحدهم عصرهم، فغابت عنهم الأضواء، ليبقوا في الظل حقبا طويلة.
أضف تعليق