كما هي العادة خلال السنوات والأشهر الماضية، تتكرر ظاهرة انهيار العقارات بمحافظة الإسكندرية، إذ شهدت منطقة ميدان المساجد بحي الجمرك وسط الإسكندرية انهيار عقارين بشارع الشيخ البنا، أحدهما قديم خالٍ من السكان، والثاني مأهول.
وتمكنت قوات الحماية المدنية في الإسكندرية من إنقاذ ستة أشخاص من أسفل أنقاض المنزلين المنهارين بالمنطقة، فيما أعلن حي الجمرك أن المنزلين سبق أن صدر بشأنهما قرار إزالة لم ينفذ.
فمن جانبها قالت سحر شعبان، رئيس حي الجمرك: إن قوات الحماية المدنية أنقذت أربعة أشخاص، جرى احتجازهم داخل العقار الثاني، فيما جرى استخراج اثنين آخرين من أسفل الأنقاض”.
قرار إزالة
وأضافت: أن الحادثة لم تسفر عن أي وفيات أو إصابات، مشيرة إلى أن العقارين صادر لهما قرارات إزالة حتى سطح الأرض منذ عام 2015.
وكان قسم شرطة الجمارك تلقي بلاغا يفيد بانهيار عقارين بشارع الشيخ البنا بمنطقة ميدان المساجد، وانتقل مأمور وضباط القسم وقوات الحماية المدنية بمعداتها ومسئولي الحي إلى موقع البلاغ.
وتبيّن من المعاينة انهيار عقار قديم مكون من طابقين، خاليين من السكان، أمام رقم 25 بشارع البنا، ما تسبب في انهيار أجزاء من عقار آخر ملاصق له مكون من طابقين ومشغول بالسكان.
تكرار الحوادث
وكانت منطقة مينا البصل غربي الإسكندرية، شهدت بداية مارس الجاري انهيار عقارين، وذلك بسبب الأمطار والطقس السيئ، فيما قرر حي غرب إخلاءهما من السكان.
وفي 18 فبراير الماضي، لقي ثلاثة أشخاص مصرعهم، فيما أُصيب شخص آخر في انهيار عقار قديم، بمنطقة كرموز في محافظة الإسكندرية.
وأرجع الدكتور أسامة حمدي، أستاذ هندسة الإنشاءات بجامعة عين شمس، أسباب انهيار بعض العقارات وخاصة في الإسكندرية، لسببين وهما:
- عدم صيانة العقارات القديمة.
- الخلل في التصميم والتنفيذ، أو ضبط جودة المواد، الذي قد يؤدي لانهيار عقار حديث.
وأضاف “حمدي”، في تصريحات تلفزيونية أبريل الماضي: أن العمر الافتراضي للعقار أثناء تصميمه هو 100 عام، موضحا أن الصيانة الدورية للعقار هي الضمانة لتحقيق ذلك، منوها إلى أن قانون البناء ينظم هذا الأمر بما يسمى اتحاد الشاغرين، والمنوط به تقرير أعمال الصيانة بشكل دوري.
مبانٍ آيلة للسقوط
وفي سبتمبر الماضي، كشف الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، أن هناك 97353 عقارا قد تنهار بين لحظة وأخرى فوق رءوس قاطنيها، ولم تتّخذ الجهات الحكومية والمحلّيات أي إجراء لهدم هذه المباني قبل وقوع الكارثة.
وتتنوع أوضاع المباني الآيلة للسقوط كالتالي:
- 11340 عقارا مصنّفة تحت بند “غير قابلة للترميم، ومطلوب هدمها”، ولم يُجرَ إصدار أو اتخاذ أي إجراءات للهدم حتى الآن.
- 11215 عقارا “تحت الهدم”، وهي عقارات جرى البدء في اتخاذ إجراءات هدمها، ولم تكتمل إزالتها، بعضها ما زالت آهلة بسكانها، لعدم وجود مأوى آخر، ما يُشكّل خطرا على حياتهم وحياة جيرانهم.
أضف تعليق