“المكان: المرج.. الزمان: منذ عام ونصف.. الجريمة: أب قتل أبناءه الثلاث، لشكّه في نسبهم إليه”، فصل جديد من جرائم قتل الأبناء على يد الآباء بدم بارد، إذ اشتعل فضاء مواقع التواصل الاجتماعي غضبا، ليلة أمس الأحد، بعد أن رصدت الأجهزة الأمنية بالقاهرة، استغاثة ربة منزل على أحد البرامج التلفزيونية، مفادها قيام زوجها بقتل أبنائه الثلاث، وإصابتها بالعمى.
على الفور جرى تشكيل فريق بحث، وبتفتيش المنزل عُثر بداخله على فلاش ميموري، يحتوي على مقطع فيديو، أخذه الأب القاتل بكاميرا موبايل، يُوثق لحظة ارتكاب أب جريمة بشعة بحق ثلاثة أطفال، أعمارهم بين عامين وعشرة أعوام، ثم وضعهم داخل جوال، تمهيدا لإلقائهم في ترعة الرشاح.
غيرة قاتلة
كشفت التحريات أن الأب القاتل متزوج من سيدتين، الأولى تكبره في العمر، ولم ينجب منها أولادا، فاقترحت عليه الزواج من أخرى، فتزوج وأنجب ثلاثة أطفال، عاشوا جميعا في شقة واحدة، إلا أن الزوجة الأولى أصابتها الغيرة، فحرضت الزوج على قتل أبنائه، مدعية أنهم ليسوا من صلبه، وأنه ليس له القدرة على الإنجاب، وأنها سوف تعطيه أموالا بجانب تسجيل شقة له باسمه.
ولم تستبعد التحقيقات اشتراك أم الأطفال مع المتهم وزوجته الثانية في ارتكاب الواقعة، إذ أشارت إلى أن سبب الجريمة الخلافات الأسرية، وأن المتهم وإحدى زوجتيه قاما بقتل الأطفال بوضعهم داخل برميل مملوء بالمياه والبوتاس، حتى تأكدا من غرقهم، ثم أحضرت جوالا، ووضع المتهم أطفاله الثلاث به، وألقاهم في رشاح بمنطقة المرج، ظنا منه بأن الجريمة سوف تنتهي، ولم يُحرر أي بلاغات تفيد بتغيبهم، حتى جرى كشف الجريمة، واعترف بالتفاصيل.
وألقت أجهزة الأمن القبض على المتهم، وزوجتيه، إحداهن والدة الأطفال الثلاث، وأوضحت التحريات أن المتهم هدد الأم بالقتل، إذا أفصحت عن تفاصيل الجريمة، وحينما ألقي القبض على والدة الأطفال، وبمناقشتها، اعترفت بتفاصيل الجريمة، إذ تبيّن أن الأب متزوج من سيدة أخرى (جرى ضبطها) وأكدت وقوع الجريمة.
وعن مصير جثث الأطفال الثلاث، أوضح مصدر أمني، أن المتهم وثّق أبناءه بحبال قبل إلقائهم في رشاح بالمرج، مؤكدا صعوبة العثور على الجثث، بسبب مرور عام ونصف على الواقعة، ما يرجح تحللها الآن.
أضف تعليق