“كان الانفجار مروعا.. اندلعت نيران ضخمة، التهمت كل شيء على الرصيف.. شاهدنا أهلنا وأصداقائنا يحترقون أحياء حتى ماتوا.. عجزنا عن إنقاذهم، ولم نستطع فعل أي شيء.. صوتهم وهم بيموتوا مش هننساه”، بهذه الكلمات عبّر بعض الناجين من حادثة قطار محطة مصر الذي وقع صباح اليوم عن هول ما شاهدوه.
ومنيت مصر صباح اليوم بحادثة مروعة، ليست الأولى من نوعها، وإن اختلفت التفاصيل، إذ اندلع حريق في محطة مصر برمسيس، نتيجة اصطدام جرار قطار رقم 2302، بجدار خراساني على أحد الأرصفة، أسفر عن وفاة 25 شخصا، بعضهم تفحمت جثته من شدة النيران، وإصابة نحو 40 آخرين، بحسب آخر إحصائية رسمية أعلنها التلفزيون المصري.
الحادثة
وبحسب مصدر في السكة الحديد: إن “الحريق وقع داخل المحطة، نتيجة اصطدام جرار دون عربات، قادم من الورشة، بالمصد الخاص برصيف رقم 4 التابع لأرصفة الوجه القبلي، ما أدى إلى انفجار خزان الوقود الخاص بالجرار، نتيجة اصطدامه بالمصدات وأحد أبنية المحطة، نتج عنه اشتعال حريق كبير”.
وتبيّن بالفحص المبدئي نشوب حريق في أحد القطارات، نتيجة اصطدامه بالرصيف، وجرى الدفع بنحو 20 سيارة إسعاف للمكان، وألقت المباحث القبض على سائق الجرار، كما توافد المسئولون على مكان الحادثة والمستشفيات التي نُقل إليها المصابون، لمتابعة الموقف.
وتقدم هشام عرفات، وزير النقل، باستقالته عقب ساعات من وقوع الحادثة، إلى مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الذي قبلها على الفور.
وتعيد ملابسات الواقعة الأليمة إلى الأذهان مشاهد وقائع أخرى مشابهة، تنوعت ما بين اندلاع حرائق، وانقلاب عربات، خلّفت مئات الضحايا، وأطاح بعضها بوزراء ومسئولين من مناصبهم.
عرفات وست حوادث
وشهدت فترة تولي هشام عرفات، مسئولية النقل (من 16 فبراير 2017 إلى أن تقدم باستقالته اليوم) عدة حوادث، بخلاف حادثة اليوم، الذي وقع في محطة قطارات مصر، أشهرها:
- في 16 أكتوبر الماضي، خرج جرار قطار 80 العادي “المميز” المتجه للصعيد عن القضبان بمركز الفشن ببني سويف، أثناء عمل مناورة بمنطقة تجديدات السكة بين المنيا وبني سويف، ما تسبّب في تعطل حركة قطارات الصعيد، لمدة تزيد عن ثماني ساعات، ولم تسبب الحادثة أي إصابات بشرية.
- في يوليو الماضي، خرج القطار الأسباني رقم 986 القادم من القاهرة والمتجه إلى قنا، عن القضبان، وانقلبت منه أربع عربات، وتسبب في 61 إصابة دون وفيات.
- في فبراير 2018، اصطدام قطاري البحيرة، ما أسفر عن مصرع 12 شخصا، وإصابة 49 آخرين.
- وفي 12 أغسطس 2017، توفّى ما لا يقل عن 50 شخصا، وأُصيب 100 آخرين، في اصطدم قطارين في منطقة خورشيد بالإسكندرية، وانتهت التحقيقات في الحادثة إلى أنه نتج عن خطأ في التحويلة.
- وفي سبتمبر 2016، خرج قطار الركاب رقم 80 عن القضبان بقربة أبو العزايم بالعياط، ما أدى إلى انقلابه، وأسفر عن مصرع خمسة أشخاص، وإصابة 27 آخرين، وقالت التحقيقات: “إن خطأ بالتحويلة هو السبب”.
إقالة وزراء
في 2013، تقدم حاتم عبد اللطيف، وزير النقل وقتها، باستقالته، إثر حادثة انقلاب قطار البدرشين، الذي راح ضحيته 19 شخصا، وأصيب 11 آخرين، وقدم استقالته على خلفية الحادثة.
وفي 2012، قدم محمد رشاد المتيني، وزير النقل آنذاك، استقالته على خلفية حادثة قطار أسيوط، الذي اصطدم بأتوبيس لنقل الأطفال، وأسفر عن مصرع 47 طفلا، وخلف 13 مصابا.
وفي 25 أكتوبر 2009، تسببت حادثة تصادم قطار العياط، ثالث حادثة قطار في الموقع نفسه خلال عامين، في الإطاحة بوزير النقل وقتها محمد لطفي منصور، الذي رفض الاتهامات الموجهة له ولإدارته، وأتبعها برفض الاستقالة في مجلس الشعب، وبصبيحة اليوم التالي 27 أكتوبر طالبه أحمد نظيف بتقديم استقالته على الفور.
أسوأ حودث العالم
وفي فبراير 2002، جرت إقالة إبراهيم الدميري، وزير النقل السابق، بعد حادثة قطار الصعيد الشهير، الذي احترق بالكامل، وراح ضحيته 373 شخصا، وجرى تصنيفه ضمن أسوأ عشر حوادث قطارات في العالم.
وتسببت حادثة سقوط سيدة من حمام قطار، بعام 2000، في إقالة الوزير سليمان متولي، وزير النقل وقتها، الذي تولى المنصب لمدة 20 سنة من عمر وزارة النقل.
زيادة حوادث القطارات
وكشف تقرير للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، العام الماضي، عن أن إجمالي حوادث القطارات في مصر ارتفع إلى 1082 حادثة، مقابل 793 حادثة في الفترة نفسها من عام 2017، بنسبة قدرها 36.4%.
وأكد التقرير أن اصطدام عربات القطار ببوابة المنافذ (المزلقانات) يُعد أهم أسباب ارتفاع معدل حوادث القطارات، إذ بلغ عددها 879 حادثة بنسبة 81.2% من إجمالي عدد حوادث القطارات.
ولفت إلى أن معدل قسوة حوادث القطارات بلغ 66.0 متوفّى لكل 100 مصاب، كما بلغ معدل الخطورة 0.1 متوفى أو مصاب في الحادثة الواحدة.
أضف تعليق