آمال وتطلعات، وفرحة مصحوبة بشيء من الخوف والحذر، عمّت الأوساط الرياضية في مصر، عقب إعلان الاتحاد الإفريقي “كاف” أول من أمس فوز مصر بتنظيم بطولة كأس الأمم الإفريقية التي تقام خلال شهر يونيو المقبل.
وجاء التصويت لمصلحة مصر على حساب جنوب إفريقيا التي نافست مصر على التنظيم عقب استبعاد الكاميرون.
وتعد هذه المرة الخامسة التي تنظّم فيها مصر بطولة كأس الأمم الإفريقية على أرضها، إذ نظمت نسخة 1959، وتُوّجت باللقب، ونسخة 1974، ونسخة 1986 وفازت مصر بكأسها، إضافة إلى نسخة 2006 وتوّجت باللقب.
ولم يسبق لأي دولة إفريقية أن استضافت هذا العدد من بطولات كأس الأمم، ويشارك في تلك النسخة 24 منتخبا للمرة الأولى، لتعد الأضخم في تاريخ كأس الأمم حتى الآن.
فرحة المفاجأة
ويرى مراقبون أن عنصر المفاجأة زاد من فرحة المصريين بشكل عام والرياضيين بشكل خاص بتنظيم البطولة، إذ لم يكونوا يعوّلون على تنظيم الكأس الإفريقية لهذا العام.
وبسحب الاتحاد الإفريقي للتنظيم من الكاميرون، فتح المجال أمام كل من مصر وجنوب إفريقيا للمنافسة على التنظيم، لتفوز مصر بفارق واسع، وصل إلى 17 صوتا.
مكاسب
ويضيف محللون ومعنيون: أن تنظيم البطولة بالتأكيد يعني تحقيق كثير من المكاسب لمصر، لكنه أيضا يواجه بعض التحديات.
ويرى هشام مجدي، عضو لجنة الشئون الإفريقية بمجلس النواب، أن فوز مصر باستضافة البطولة، له انعكاسات كبيرة على مصر خلال الفترة المقبلة، أهمها:
- أن كرة القدم هي أحد أساليب القوى الناعمة التي يمكن من خلالها مصر أن تقود القارة السمراء.
- ارتباط كرة القدم بشكل كبير بالسياسة، وبالتالي فإن استضافة مصر لهذه البطولة، هو عامل قوى نحو تحقيق السياسة المصرية.
- حضور جماهير إفريقية لمتابعة منتخبات بلادهم سيكون له دور كبير في زيادة الارتباط بين مصر وجيرانها الأفارقة.
ويضيف نادر مصطفى، أمين سر لجنة الإعلام والثقافة بمجلس النواب: “أن استضافة مصر للبطولة يخدم سياسة الرئيس عبد الفتاح السيسي تحديدا، إذ يولي اهتماما كبيرا الآن بتعميق التعاون مع الشعوب الإفريقية”.
وفي السياق نفسه قال النائب سمير البطيخي، عضو حزب الحركة الوطنية: إن استضافة البطولة سيحقق:
- دعاية مجانية لمصر في كل دول العالم، وترويجا للسياحة المصرية.
- مكاسب على المستوى المادي، شريطة عودة الجمهور للمدرجات مرة أخرى.
- مكاسب رياضية كفتح آفاق جديدة لاحتراف عديد من اللاعبين المصريين في كافة الدوريات العالمية.
- اكتشاف عديد من المواهب الكروية مثل: محمد صلاح.
تحديات
وعلى صعيد آخر، سلّطت وكالة “فرانس برس” الضوء على التحديات التي سوف تواجه مصر خلال استضافتها لهذا الحدث المهم.
وقالت الوكالة الفرنسية: إن أهم التحديات التي تواجه مصر في تنظيم البطولة هي:
- الأمن: احتمال وقوع حوادث من شأنها تعكير الأجواء الأمنية، إذ وصفتها بإلارهابية.
- الطقس: من المتوقع أن يكون حارا ورطبا خلال البطولة.
- الحضور الجماهيري: واعتبرته أحد أهم التحديات، وأن مباريات الدوري المحلي تُجرى أمام جمهور محدود لدواعي أمنية.
لكن المسئولين باتحاد الكرة المصري قلّلوا من تلك المخاوف، مدللين على ذلك بالنجاح في إقامة مباريات المنتخب والأندية في التصفيات القارية بحضور جماهيري كبير.
الاستعداد والجاهزية
تحدٍّ آخر يواجه مصر، وهو الاستعداد والجاهزية في مقابل ضيق الوقت، بحسب محللون، وفي هذا السياق، يقول داني جوردان، رئيس اتحاد جنوب إفريقيا لكرة القدم: “إذا قارنا بين جنوب إفريقيا ومصر فمن المؤكد أننا نمتلك البنية التحتية والخبرات تفوق مصر”.
وتابع: “أن العوامل السياسية تحكّمت بقوة في عملية التصويت بين بلاده ومصر لاختيار أحدهما لتنظيم كأس الأمم”.
فيما نشرت صحيفة سيتي برس، تصريحا مماثلا، أشارت خلاله إلى وحدة الدول العربية إلى جانب ملف مصر ضد جنوب إفريقيا.
ويقول روسيل بول، المدير التنفيذي لاتحاد الكرة الجنوب إفريقي: “لا يوجد دولة في إفريقيا يمكنها أن تدخل في مقارنة معنا من ناحية الاستعداد أو البنية التحتية”.
ويضيف: “عندما دخلنا السباق لاستضافة كأس العالم 2010، جنوب إفريقيا كانت في المرتبة الأولى ومصر كانت الأخيرة”.
وبدوره أكد أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، استعداد مصر الكامل لاستضافة كأس الأمم الإفريقية 2019.
وقال الوزير: “إن مصر تتمتع ببنية تحتية على مستوى عالٍ، إضافة إلى توافر الملاعب والطرق والتنسيق الأمني الكامل، وعدا بأن تنظيم البطولة سيكون على أكمل وجه”.
ورشح الاتحاد المصري ثماني ملاعب لاستضافة أمم إفريقيا 2019، أربعة منها بالقاهرة الكبرى، هي: إستاد القاهرة (مدينة نصر) إستاد السلام (مدينة السلام) ملعب الدفاع الجوي (القاهرة الجديدة) وملعب الكلية الحربية بالقرب من مطار القاهرة.
كما رشح الاتحاد ملعب الجيش (الثالث) بمدينة السويس، وهناك إستاد مدينة الإسماعلية، وإستاد الإسكندرية، وكذلك ملعب مدينة برج العرب، غرب الإسكندرية.
أضف تعليق