هل تلحق مصر بركب دول خليجية وتخفض أسعار الوقود؟

هل تلحق مصر بركب دول خليجية وتخفض أسعار الوقود؟
هل سيعود انخفاض أسعار البترول عالميا بفائدة على المواطنين - أرشيف

انخفاض أسعار النفط، واتخاذ دول عدة خطوات جديّة لتقليل أسعار الوقود، يدفع البعض للتفاؤل بشأن تأثيره على السوق المحلية، كما يثير تساؤلات، أبرزها هل سترفع الحكومة أسعار الوقود خلال الربع الأول من العام المقبل كما هو مقرر سابقا أم لا، وهل سيعود انخفاض أسعار البترول عالميا بفائدة على المواطنين أو موزانة الدولة.

وشهدت أسواق النفط العالمية انخفاضا حادا على مدار الأيام الماضية، ليصل سعر خام برميل النفط العالمي إلى 54.52 دولارا، بنهاية تعاملات اليوم، على خلفية انخفاض البرنت بنحو 20 بالمائة عام 2018، بعد ارتفاع لعامين.

وبالتزامن مع هبوط أسعار النفط عالميا، التي سيبدأ تطبيقها في يناير من العام الجديد 2019، خفضت ثلاث من دول الخليج أسعار الوقود، تبعتها دولتا المغرب والأردن.

تراجع أسعار الوقود

في الإمارات، من المقرر أن تشهد أسعار البنزين تراجعا إلى أدنى مستوى لها في عام:

  • إذ ستبلغ أسعار البنزين الممتاز نحو درهمين (0.54 دولارا) بعد أن كان 2.25 درهم (0.61 دولارا) في ديسمبر 2018.
  • والبنزين العادي إلى سعر 1.89 درهم (0.51 دولارا) بعد أن كان 2.15 درهم (0.58 دولارا).

كما ستخفّض قطر أسعار البنزين الممتاز والديزل بأكثر من 16% في شهر يناير المقبل مقارنة بشهر ديسمبر الجاري:

  • سيتراجع سعر بيع لتر البنزين الممتاز بنسبة 16.7% إلى 1.50 ريال ( 0.42 دولار).
  • كما سينخفض سعر بيع لتر البنزين العادي بنسبة 16.2% إلى 1.55 ريال للتر ( 0.425 دولارا).

فيما تشهد سلطنة عمان تراجعا في أسعار البنزين، بنسبة تبلغ 6%:

  • حيث ستبلغ أسعار البنزين الممتاز 209 بيسات ( 0.54 دولارا) في يناير 2019، بعد أن كانت 223 بيسة (0.57 دولار) في ديسمبر الماضي.
  • وسينخفض سعر البنزين العادي عند 198 بيسة (0.51 دولار) بعد أن كانت 211 بيسة (0.55 دولار) في ديسمبر الماضي.

وفي السياق ذاته، نقلت مواقع صحفية، عن مصادر رسمية اليوم، أن شركات توزيع الوقود في المغرب ستخفّض أسعار البنزين والسولار مع بداية العام الجديد 2019، فيما ينتظر أن يعلن مجلس المنافسة في يناير المقبل رأيه في وضع سقف لأسعار شركات التوزيع.

وقالت لجنة تسعير المشتقات النفطية الأردنية في بيان صحفي: إنه جرى تخفيض أسعار البنزين “90” من 75 قرشا للتر إلى 69.5 قرشا، وتخفيض بنزين “95”من 96.5 قرشا للتر إلى 90.5 قرشا، وتخفيض أسعار مادتي الديزل والجاز من 60.5 فلسا للتر إلى 56 فلسا.

السوق المصرية

وكانت الحكومة قد حدّدت سعرا استرشاديا لبرميل النفط في موازنة (2018-2019) عند 67 دولارا، وهو الأمر الذي يكلّف الدولة 89 مليار جنيه سنويا.

وتتحمل الموازنة عبئا إضافيا للوقود بمبلغ 20 مليار جنيه، إذ يبلغ متوسط السعر الذي تتحمله الحكومة لتغطية الاحتياجات المحلية وفقا للكميات المشتراه منذ أول يوليو وحتى الآن 73 دولارا للبرميل.

كما أن إجمالي دعم المنتجات البترولية والغاز الطبيعي خلال السنوات الخمسة الماضية بلغ 517 مليار جنيه، لم يستفد منها المستحقين الحقيقيين للدعم.

ليس له مردود

من جانبه كشف الخبير البترولي، الدكتور جمال القليوبي، أنه حتى تتمكن الدولة من تخفيض فاتورة دعم الوقود، البالغة 89 مليار جنيه في موازنة العام المالي الجاري، لابد أن يستمر الانخفاض في أسعار خام النفط حتى فبراير المقبل.

ونقلت مواقع صحفية، عن القليوبي قوله: إنه يجب ألا يتجاوز خام النفط 50 دولارا للبرميل، حتى تتمكن الدولة من تصحيح متوسط سعر البرميل، وبالتالي تخفيف عبء الموازنة.

وأشار الخبير البترولي، إلى أن انخفاض الأسعار الحالية لا يظهر مردوده في السوق حاليا، وإنما سيظهر في العقود المستقبلية التي ستتعاقد عليها الدولة مستقبلا.

الزيادة الخامسة

وتقترب الحكومة من إقرار رفع أسعار المواد البترولية خلال الربع الأول من العام المقبل، مع الاتجاه لتحرير أسعار الوقود، حسب وكالة “بلومبرج” الأمريكية، التي كشفت مؤخرا، موعد تحرير سعر البنزين في مصر.

ونقلت الوكالة، عن مصدر مسئول قوله: “إن الحكومة تُخطّط للإعلان عن آلية تسعير بنزين 95 نهاية الشهر الجاري، على أن يُجرى تنفيذ تلك الآلية في مارس المقبل، كما أنه من المخطط أيضا الإعلان عن آلية تسعير درجات البنزين الأخرى في يونيو المقبل، بعد رفع الدعم عنها، ليبدأ التنفيذ اعتبارا من سبتمبر المقبل”.

وفي تصريحات سابقة، أعلن طارق الملا، وزير البترول، أنه سيجرى إلغاء الدعم نهائيا عن المواد البترولية مطلع العام المقبل، ما يعني رفع أسعار الوقود مجددا.

وأشار إلوزير إلى أن سعر برميل النفط عالميا تجاوز الثمانين دولارا، ما كان له تداعيات سلبية، من أبرزها ارتفاع تكاليف إنتاج البنزين بنسبة تجاوزت 25%.

أربع زيادات للبنزين

وشهدت أسعار البنزين أربع زيادات، خلال الأعوام الأربعة الماضية، متأثرة بخطة الإصلاح الاقتصادي، التي تتضمّن تحرير سعر صرف الجنيه، وخفض دعم الطاقة والمياه والسلع الأساسية تدريجيّا، حتى يُجرى رفعه نهائيا.

  • ففي يونيو 2014، أعلنت الحكومة زيادة قدرها 50% على البنزين والسولار، وقفز سعر لتر بنزين 80 من 90 قرشا إلى 160 قرشا، وبنزين 92 ارتفع سعر لتره إلى 180 قرشا، كما حددت سعر بنزين 95 حينها عند 625 قرشا.
  • وفي نوفمبر 2016، ارتفعت أسعار البنزين عقب إعلان الحكومة تحرير سعر الصرف، تنفيذا لشرط الموافقة على قرض من صندوق النقد الدولي، بقيمة 12 مليار دولار لمصر.
  • وفي يونيو 2017، أعلنت الحكومة زيادة أسعار البنزين مجددا، ضمن خطة رفع الدعم عن المحروقات والوقود.
  • و في يونيو 2018، قفز سعر بنزين 80 من 3.65 جنيهات إلى 5.5 جنيهات للتر الواحد، وارتفع سعر بنزين 92، الأكثر استخداما، من 5 جنيهات إلى 6.75 جنيهات، وارتفع سعر بنزين 95، الأقل استخداما، من 6.6 جنيهات إلى 7.75 جنيهات.

رقية كمال

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *