تتجه وزارة التربية والتعليم لإعادة النظر في منظومة التغذية المدرسية، عقب المسح الشامل الذي أجرته وزارتا التعليم والصحة، للكشف المبكر عن الأنيميا والتقزم والسمنة لدى طلاب المدارس الابتدائية، في الفترة ما بين 16 إلى 20 ديسمبر الجاري.
وكشفت الدكتورة سهير عبد الحميد، رئيس هيئة التأمين الصحي بوزارة الصحة، عن أن 22% من طلاب المدارس مصابون بالأنيميا، بمعدل أكثر من سبعة آلاف طالب، وهو مؤشر خطير، و14% من طلاب المدارس مصابون بالسمنة، بينهم 11% من الفتيات.
وأوضحت عبد الحميد، في مداخلة هاتفية لبرنامج “اليوم”، أمس الأربعاء، أنه سيُجرى تغيير الوجبات المدرسية، للقضاء على مرض الأنيميا، من خلال التعاون مع وزارة التربية والتعليم، ونشر التوعية لحالات الأنيميا، عن الوجبات الغذائية السليمة، وإشراك أولياء الأمور في هذه الخطة التدريبية.
أسباب انتشار السمنة
الدكتورة إيناس عبد الحليم، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، أرجعت سبب انتشار مرض السمنة بين الطلاب إلى عدم ممارسة الرياضة في المدرسة، كما كانت تفعل الأجيال السابقة، خلاف طريقة الأكل الحديثة التي انتشرت مؤخرا.
وأضافت عبد الحليم، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج “همزة وصل”، أمس: “أن انتشار التقزم بين الطلاب بسبب الهرمونات التي تعد العامل الرئيسي له” مشيرة إلى أن هناك هرمونا معينا هو المسئول عن التقزم، ولا يتحكم فيه الأكل أو أي شيء آخر.
وأكدت أن انتشار السمنة بين الطلاب في المدارس الخاصة أكثر من الحكومية يعد شيئا غريبا وغير منطقي، خصوصا أن هذه المدارس تهتم بالرياضة أكثر من الحكومية، مشددة على ضرورة اهتمام المدارس الحكومية بالأنشطة الرياضية، لأن هذا يقع تحت نطاق عامل “التربية” الذي وقع قبل التعليم في لفظ “التربية والتعليم”.
الكشف عن الأنيميا
وفي 16 ديسمبر الماضي، أعلن وزيرا التعليم والصحة، طارق شوقي وهالة زايد، انطلاق حملة للكشف المبكر عن الأنيميا والتقزم والسمنة لدى طلاب المدارس الابتدائية لمدة أربعة أيام.
وقال طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني: “إن الهدف من المبادرة هو منع الأنيميا لدى الأطفال في المدارس، وأن يعيش الطلاب حياة صحية مختلفة” موضحا أنه في ضوء النتائج سيُجرى إعادة تنظيم الوجبة المدرسية.
وأشار وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، إلى أن الأمراض، مثل: السمنة والتقزم، لها علاقة بالاقتصاد، لأنها تكلّف الدولة، لافتا إلى أنه سيُجرى توعية الطلاب في المناهج بإطار بناء مناهج جديدة.
وكشفت هيئة التأمين الصحي عن نتائج المسح، إذ قالت الدكتورة سهير عبد الحميد، رئيس هيئة التأمين الصحي: “إنه تم إجراء المسح على ثلاث مدارس من كل محافظة، بإجمالي 81 مدرسة في محافظات الجمهورية”.
وذكرت أن عدد الطلبة في كل مدرسة وصل إلى 500 طالب، بواقع 1500 طالب لكل محافظة، متابعة: “استهدفنا إجراء المسح على 40 ألف طالب في المرحلة الابتدائية، جرى فحص نحو 35 ألف طالب، بنسبة إنجاز تصل إلى 85%”.
وأشارت إلى أن الحملة شملت أيضا:
- قياس الطول، والوزن، ونسبة الهيموجلوبين، وتوفير العلاج للطلاب المصابين بالأنيميا وقصر القامة، بعيادات التامين الصحي.
- تشكيل فريق عمل بالمدارس، يتكون من: طبيب المدرسة، وثلاث زائرات صحيات، أو ممرضة، وفني معمل، ومدخل بيانات.
- تصميم كارت يسجل فيه بيانات الطلاب ونتائج الفحص، ونموذج خطاب يُجرى تسليمه لولي الأمر، للحصول على موافقته على مشاركة الطالب في الحملة.
خطورة السمنة
وكانت دراسة جديدة أفادت بأن المدارس التي لديها سياسات وبرامج تغذية متطورة، من المرجح أن تعزّز من العادات الغذائية الصحية بين الطلاب، وتساعد على خفض مؤشر كتلة الجسم، ومعدلات البدانة بينهم.
وقال الباحثون، في دراستهم التي نُشرت في المجلة الأمريكية للطب الوقائي: “إن زيادة الوزن أو البدانة في وقت مبكر من الحياة تؤثر على الصحة في جميع مراحل العمر، ما يُسهم في مجموعة من الأمراض المزمنة، مثل ضغط الدم المرتفع، والسكر، الاكتئاب، الذي يقلّل من الإنتاجية.
وأشارت الدراسة إلى أن المدارس التي لديها سياسات التغذية هذه شهدت زيادة في نسبة كتلة الجسم المئوية، التي تقل عن 1%، مقارنة بالطلاب في المدارس التي ليس لديها مثل هذه السياسات التغذوية، إذ أظهرت زيادات في كتلة الجسم بنسبة 3 إلى 4%.
وتستند نتائج الدراسة إلى تجربة مدتها خمس سنوات، إذ حلل الفريق كلا من المؤشرات السلوكية والبيولوجية لـ600 طالب من 12 مدرسة في نيوهيفن بالولايات المتحدة الأمريكية.
أضف تعليق