لماذا ينتقد السيسي أوزان المصريين؟

السيسي ينتقد أوزان المصريين
السيسي علّق على أوزان طلاب الجامعات بقوله: الولاد والبنات في الجامعة لازم وزنهم يقل - أرشيف

علّق الرئيس عبد الفتاح السيسي، على زيادة أوزان المصريين ، للمرة الثانية، وذلك خلال عرض نتائج المسح الطبي لمبادرة “100 مليون صحة” في افتتاح عدد من المشروعات قبل يومين.

وانتقد الرئيس السيسي الأوزان الزائدة للشباب، مطالبا المجتمع ومؤسسات الدولة بالتدخل لحل المشكلة، قائلا: “الجمعيات الأهلية ومؤسسات الدولة خدوا بالكم ببرنامج نصر عليه.. حد يقولي أنا هخلي التعليم الرياضة فيه مادة أساسية للنجاح، المرحلة محتاجة كده”.

وفي نوفمبر الماضي، كانت المرة الأولى التي تحدث فيها السيسي عن زيادة الأوزان، عندما علق على أوزان طلاب الجامعات خلال مشاركته في ندوه بعنوان “كيف نبني قادة المستقبل” في مؤتمر شباب العالم.

وقال خلال المنتدى: “الولاد والبنات في الجامعة لازم وزنهم يقل، نص الوزن عايز يتشال”.

ويفتح حديث الرئيس الباب أمام تساؤلات عديدة بشأن السمنة، خاصة فيما يتعلق بمخاطرها وأسباب انتشارها، في بلد أظهرت الإحصائيات أن ما يقرب من ثلث سكانه، حوالي 27 مليون، يعانون الفقر، ويجدون صعوبة في الحصول على لقمة العيش.

إحصائيات

كما صرحت هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، أن من بين 17 مليون مصريا خضعوا للمسح الطبي، يوجد 75% يعانون من زيادة الوزن، بينما 25% فقط يتمتعون بأجساد صحية.

وفي ذات السياق، أشارت دراسة نشرتها مجلة “نيو إنجلاند الطبية” مؤخرا، إلى أن 19 مليون مصري مصاب بالسمنة، وأن مصر تتصدر نسبة البدناء البالغين، بواقع 35% من إجمالي السكان، بينما 3.6 مليون، أو 10.2% من عدد الأطفال المصريين يعانون من السمنة.

أسباب

واعتبر علي مقداد، مدير مبادرات الشرق الأوسط في معهد مقاييس الصحة والتقييم بجامعة واشنطن، أن أكثر من واحد من كل ثلاثة مصريين يعانون السمنة.

وأضاف مقداد: أن السمنة تقود لإصابة الشخص بالعديد من الأمراض، معظمها أمراض مزمنة، أهمها أمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، ومرض السكر، والاضطرابات العضلية الهيكلية، وبعض أنواع مرض السرطان.

ورأى مقداد أنه يتعيّن على الدولة النظر لأسباب ارتفاع نسبة السمنة وعلاجها أولا، وتهيئة العوامل البيئية والاقتصادية، لمعالجة آثارها ثانيا.

وتابع: “أنه إلى جانب العوامل الوراثية والأمراض العضوية كوجود خلل في الهرمونات، هناك أسباب لا يمكن إغفالها منها الفقر، والعادات الغذائية الخاطئة”.

الفقر ونوعية الغذاء ​​​​

وعن أهم الأسباب التي تؤدي للسمنة عند المصريين، يشير خبير الصحة أن هناك وجهة نظر ترجع زيادة الوزن بين المصريين -لا سيما الشباب- إلى تدني مستوى المعيشة، وتردي معدلات الدخول، التي لا تمكّن غالبية الأسر من الاشتراك في أندية رياضية أو تناول أطعمة صحية متنوعة.

كما يؤكد مقداد أن هذا ما خلصت إليه دراسة طبية أجراها باحثون بريطانيون، وامتدت لأكثر من 55 عاما، إذ وجدت أن مستويات السمنة تتزايد كلما زاد الفقر، إذ يميل آباء أطفال الطبقات الدنيا إلى تقديم طعام أرخص وغني بالدهون أكثر، ويشعر بالشبع لأطفالهم.

لكن الدكتور محمد جودة، عضو الجمعية المصرية البريطانية لدراسة السمنة، يرى أن ذلك ربما لا ينطبق بشكل كبير على المجتمع المصري، مشيرا إلى أن أكثر الأسباب التي أدت إلى ارتفاع نسب السمنة، هي تناول الوجبات السريعة خارج المنزل.

الفقر والحركة

ومن جانبه، يضيف رامي صلاح الدين، استشاري السمنة والتغذية العلاجية، سببا آخر لارتفاع معدلات السمنة بين المصريين، وهو قلة الحركة، فعدد كبير من المصريين لا يمارسون الرياضة، خاصة الفقراء منهم، نظرا لعجزهم عن الاشتراك في أندية رياضية.

ويفرق صلاح الدين بين العمل وممارسة الرياضة، فيقول: “إن إنجاز أعمال شاقة ليس كافيا، لأنه يمثل أعباء إضافية يتحملها الجسم، تؤدي لشعور الإنسان بالجوع أكثر، بينما عضلات الجسم لا تتحرك”.

وأضاف صلاح الدين: “أن غالبية المصريين يعملون أكثر من 12 ساعة في اليوم، وليس لديهم مواعيد محددة لتناول الطعام، وهو ما يتسبب في إصابتهم بالسمنة” مؤكدا أن ذلك يعود بنتائج كارثية على الجهاز الهضمي.

قلة ساعات النوم

وخلصت دراسة طبية أُجريت في بريطانيا، ونشرت نتائجها صحيفة “إندبندنت” في يوليو الماضي، إلى وجود ارتباط وثيق بين قلة النوم وزيادة الوزن، إذ وجد الباحثون أن قلة النوم تؤدي إلى السمنة.

ويرتبط عدد كبير من المصريين بأعمال لساعات، تمتد لأكثر من 15 ساعة يوميا، تعيق انتظام النوم.

ولفت صلاح الدين إلى أن فرصة الإصابة بالسمنة تزداد إذا كان أحد الوالدين أو كلاهما يعاني من السمنة، وتلعب الجينات دورا مهمّا في زيادة فرصة الإصابة بالسمنة، نتيجة تأثيرها في عمل الهرمونات، التي تنظم عملية تخزين السعرات الحرارية.

التعليم تستجيب

وفي استجابة سريعة لنداء الرئيس، أطلقت وزارتا التربية والتعليم والتعليم الفني، والصحة والسكان، مبادرة الكشف المبكر عن السمنة والأنيميا والتقزم، لدى طلاب المدارس الابتدائية على مستوى الجمهورية، وذلك بحضور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، وهالة زايد، وزيرة الصحة، وعدد من قيادات الوزارتين.

وأوضح شوقي أن الحملة تستمر حتى يوم 20 ديسمبر الجاري، لتطبيق تجربة استطلاعية بواقع 81 مدرسة و500 طالب في كل إدارة، بإجمالي 1500 طالب في كل مديرية.

وفيما يتعلق بمطالبة الرئيس باعتبار مادة التربية الرياضية كمادة أساسية، وإضافة درجاتها للمجموع، أكد شوقي أن الوزارة ستعمل على تنفيذ تكليف الرئيس.

تحديات

ومن جانبها، لفتت ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بالبرلمان، إلى أن الأمر سيواجه تحديا بخلاف تدني الأوضاع الاقتصادية لمعظم المواطنين، وهو أن أغلب المدارس ألغت الملاعب للاستفادة بالحيز المكاني لبناء فصول جديدة.

اقرأ أيضا:

رهف عادل

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *