كشف معمل أبحاث الشمس بالمعهد القومي للبحوث الفلكية عن أن الكرة الأرضية على موعد مع خسوف كلي قمري، تُرى نهايته في مصر والدول العربية، بعد غروب يوم 21 يناير المقبل .
وقال ياسر عبد الهادى، أستاذ أبحاث الشمس بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، في تصريحات صحفية: “إن سكان القاهرة بإمكانهم رؤية الخسوف شبه الظلي منذ بداية حتى شروق الشمس من ذلك اليوم في الساعة السادسة و51 دقيقة، أي بعد بداية الخسوف الكلي بعشر دقائق تقريبا.
خصائص ظاهرة الخسوف
وأوضح محمد غريب، أستاذ أبحاث الشمس بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، خصائص أول ظاهرة خسوف يترقبها العالم في أول شهر بالعام الجديد، وأهمها:
- أن الخسوف الكلي للقمر سيتفق وسطه مع توقيت بدر شهر جمادى الآخرة لعام 1440 هجريا.
- يغطي ظل الأرض 120% تقريبا من سطح القمر.
- يمكن رؤيته في: “منطقة الشرق الأوسط – أوروبا – إفريقيا – الأمريكتين – معظم شرق آسيا – المحيط الباسفيكي.
- سوف يستغرق الخسوف بجميع مراحله، منذ بدايته وحتى نهايته خمس ساعات و15 دقيقة، ويستغرق الخسوف الكلي منذ بدايته وحتى نهايته ساعة وثلاث دقائق.
- يعرف خسوف القمر الكلي المرتقب باسم القمر الدموي.
- لن يكون هناك خسوف كلي آخر حتى عام 2021.
القمر العملاق
وأشار معمل أبحاث الشمس بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، إلى أن خسوف القمر الكلي في يناير المقبل سيكون مميزا، لأن القمر سيكون أيضا “عملاقا” ((Supermoon وهي ظاهرة يتزامن فيها وقوع القمر البدر عند أقرب نقطة له في مساره حول الأرض، التي تعرف باسم “الحضيض”، مما يجعله يبدو أكبر من المعتاد
فوائد الخسوف
وفي شرح مبسط لظاهرة الخسوف، قال عبد الهادى: “إن خسوف القمر هو ظاهرة فلكية، تحدث عندما يحجب ظل الأرض ضوء الشمس المنعكس من القمر في الأوضاع العادية” لافتا إلى أن هذه الظاهرة عندما تكون الشمس والأرض والقمر في حالة اقتران كوكبي كامل (فيكون خسوفا كليا) أو تقريبي (فيكون خسوفا جزئيا).
وأوضح أن الخسوف الكلي يحدث عندما يدخل القمر كله منطقة ظل الأرض، وفي هذه الحالة ينخسف كامل قرص القمر، ما يؤدي إلى فقدان الرؤية نهائيا في أوقات منتصف الليل، لافتا إلى أن المعهد يدرس الاستعداد بفريق علمي وبحثي من معمل أبحاث الشمس لمتابعة ورصد الظاهرة.
وأوضح أن هناك فوائد عديدة من ظاهرة الخسوف، وهي:
- ضبط التقويم والوقت.
- التأكد من بدايات ونهايات الأشهر القمرية أو الهجرية.
- تعكس بوضوح حركة القمر حول الأرض وحركة الأرض حول الشمس.
- دراسة وتصوير بعض الأجرام السماوية التي تتطلب غياب القمر لتسهل ملاحظتها.
- ودراسة شافية الغلاف الجوي.
- متابعة التغيرات المناخية على سطح كوكب الأرض.
- يستعان به لدراسة بعض الأحداث التاريخية.
القمر في 2018
واستقبلت مصر أول أيام عام 2018 بظاهرة فلكية جديدة ضمن أجمل الظواهر التي يتابعها سكان العالم باستمرار، وهي ظاهرة القمر العملاق أو “super moon”.
وتشير التسمية إلى أن قرص القمر يظهر أكبر قليلا من قرصه في الشهور العادية، لذلك يسمى القمر السوبر أو “القمر العملاق”.
ويعزي العلماء هذه الظاهرة لمرور القمر بالقرب من نقطة “الحضيض” في مداره حول الأرض، إذ تبلغ المسافة بين القمر والأرض حوالي 360 ألف كيلو متر فقط.
وتكررت الظاهرة في سماء مصر 31 يناير الماضي، وشهدت مصر والوطن العربي، يوم الجمعة 27 يوليو الماضي، خسوفا كليّا للقمر.
كما ظهرت جميع مراحله بسهولة للعين المجردة، وكان أول خسوف كلي بعد غياب سبع سنوات، منذ 15 يونيو 2011 محليا، واعتبره العلماء الأطول خلال القرن الحادي والعشرين، إذ استمر في شكلة الكلي لمدة ساعة و43 دقيقة، وغطى ظل الأرض 161% تقريبا من سطح القمر.
واستغرق خسوف القمر الكلي في جميع مراحله منذ بدايته وحتى نهايته “شبه ظلي – جزئي – كلي – شبه ظلي” مدة قدرها ست ساعات و14 دقيقة تقريبا.
بينما استغرق الخسوف منذ بداية الخسوف الجزئي الأول حتى نهاية الخسوف الجزئي الثاني “جزئي – كلي – جزئي” مدة قدرها ساعتين و12 دقيقة.
وأقام معهد البحوث الفلكية والجيوفيزيقية احتفالية لرصد الخسوف التاريخي للقمر، يوم الجمعة 27 يوليو الماضي، في مرصد حلوان، في تمام الساعة الخامسة عصرا، واستمرت حتى الثانية عشر صباح اليوم التالي.
وأتاح المعهد حضور رصد الخسوف مجانا دون رسوم للأفراد العاديين، كهدية من المعهد لزواره ومتابعيه، بغرض إثراء المعرفة العلمية لجميع الأعمار.
اقرأ أيضا:
أضف تعليق