تحت شعار “كن على علم بحالتك الصحية التي تتعلق بفيروس نقص المناعة” يحتفل العالم اليوم السبت بـ”الذكرى الثلاثون” لأول يوم عالمي للإيدز، للدعوة إلى اتخاذ إجراءات أكثر اتساقا، للوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية، وتوفير العلاج للمتعايشين مع الفيروس.
ويوم الإيدز العالمي مناسبة سنوية عالمية، يجرى إحياؤها في 1 ديسمبر من كل عام، وبدأ إحياء هذه المناسبة سنويا نتيجة قرار من منظمة الصحة العالمية.
ويعد مرض الإيدز من الأمراض الخطيرة، كما أن معدلات الإصابة به لا تزال مرتفعة، خاصة في دول العالم النامي.
ما هو المرض؟
الإيدز هو مرض مزمن يشكّل خطرا على الحياة، وهو ناجم عن فيروس يسبب قصورا في الجهاز المناعي لدى البشر (فيروس نقص المناعة البشري- HIV) أو باختصار فيروس الإيدز.
ويسلب فيروس الإيدز الجسم قدرته على محاربة ومقاومة الفيروسات، والجراثيم، والفطريات من خلال إصابته للجهاز المناعي، فيجعل الجسم عرضة للإصابة بأمراض مختلفة.
ويعرّض الإيدز جسم الإنسان للإصابة بأنواع معينة من السرطان والالتهابات، التي كان بإمكان الجسم -بشكل عام- محاربتها، والتغلب عليها، مثل: الالتهاب الرئوي، والتهاب السحايا.
في يونيو 1981، أعلن علماء في الولايات المتحدة أول دليل سريري لمرض عُرف لاحقا باسم “متلازمة نقص المناعة المكتسب” أو “الإيدز”، وفي عام 1983، اكتُشف سبب الداء، وهو فيروس نقص المناعة البشرية، حسب تعريفات منظمة الصحة العالمية.
ومنذ بداية اكتشاف المرض، أصيب نحو 78 مليون شخص، وتوفى نحو 39 مليون شخص من الأمراض المرتبطة بالإيدز.
أرقام صادمة بمصر
وقال الدكتور أحمد خميس، مدير برنامج الأمم المتحدة المُشترك لمكافحة الإيدز في مصر: “إن الدراسات تُشير إلى أن هناك 16 ألف متعايش مع الفيروس في مصر”.
وأضاف خميس، في تصريحات لوكالة “أسوشيتيد برس” الأمريكية: “أن 50% من المرضى بالإيدز في مصر يعلمون أنهم مصابون، وبالتالي هناك حاجة ملحة لزيادة الوعي بأهمية الكشف والتحليل، وهناك نسبة أخرى لا تعلم بإصابتها بالمرض”.
وتابع: “أن هناك زيادة في أعداد المصابين بفيروس الإيدز في مصر، تتراوح بين 25% و30% سنويا، وهذا أمر مقلق، بسبب زيادة انتشار الوباء، وقلة التمويل لمواجهته”، وفقا لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.
وأشار إلى أنه في الآونة الأخيرة “نرى بعض الأشخاص من فئات عمرية صغيرة مصابة بالفيروس، ما يدل على أن هناك خطرا على المراهقين والشباب أكبر مما كان عليه في الماضي”.
وأوضح: “ليس لدينا أرقاما دقيقة، ولكن هذا هو الدليل الذي نراه على أرض الواقع”، مشيرا إلى أن نقص الأموال يعرقل قدرة مصر على تقدير أرقام دقيقة.
وبلغ عدد المصابين التراكمي من عام 1986 حتى نوفمبر من العام الجاري عشرة آلاف و550 مصابا، بنسبة 0.01% من المصابين بالفيروس عالميا، طبقا لبيانات منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة.
وأفادت المنظمة في تقرير لها بأن الوصمة الاجتماعية ونقص التمويل لمعالجة المرض، يعيقان الجهود المبذولة للمكافحة.
ولفتت إلى أن الفيروس المسبب للمرض يصيب عددا أكبر من الشباب والمراهقين عن أي فئة عمرية أخرى، وأن مصر تأتي في المركز الرابع بالشرق الأوسط بعد إيران والسودان والصومال، من حيث زيادة معدلات الانتشار.
بينما تقدّر وزارة الصحة المصرية العدد بنحو سبعة آلاف حالة مسجلة، تحصل على علاج ومتعايشة مع المرض، في حين تؤكد مراكز وجمعيات متخصصة في مكافحة الفيروس أن النسب تخطّت 230 ألف حالة (باعتبار أن كل حالة مسجلة يقابلها واقعيا نحو 20 حالة غير مسجلة).
وتؤكد هذه المراكز أن الوباء في مصر “مكثف”، بتخطيه حاجز 5% بالنسبة للفئات الأكثر عرضة للمرض، ذلك بينما لا يوجد خلاف بشأن معدل تزايد الإصابات الجديدة.
أول إصابة
وأبلغت مصر عن أول حالة إصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) في عام 1986، ومن بين الحالات المُبلغ عنها كانت العلاقات الجنسية هي الوسيلة الرئيسية للانتقال (49.1%) ونقل الدم (6.2%) وغسيل الكُلى (6.2%) والعلاقات المثلية (22.9%).
وشكّلت معدلات الإصابة بين مدمني المخدرات بالحقن نسبة 20.9%، وانتقال العدوى من الأم إلى الطفل بنسبة 1.6%، و5.2% من أسباب “غير معروفة”.
جهود حكومية
وفي سبتمبر الماضي، أعلنت وزارة الصحة والسكان وضع خطة للقضاء على “الإيدز” بحلول عام 2030، تحت شعار “الصحة للجميع – منع الوصم بالمرافق الصحية”.
وأكدت الوزارة في بيان لها، أن معدل الإصابة بمرض الإيدز العام الجاري انخفض لأقل من 0.02%، ما يعد من أقل المعدلات بدول العالم، بناء على البيانات الرسمية الصادرة من منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة للإيدز.
وأوضح الدكتور خالد مجاهد، المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان، أن الوزارة تولّي أهمية قصوى لمكافحة العدوى بفيروس نقص المناعة البشري المسبب لمرض الإيدز، وتقديم الرعاية للمصابين بهذا الفيروس.
وأضاف مجاهد، في بيان له: “أنه جرى وضع العديد من الخطط الإستراتيجية التي تهدف إلى تقليل معدلات الإصابة بالفيروس حتى يجرى القضاء عليه بحلول عام 2030”.
ومن جانبه أوضح الدكتور علاء عيد، رئيس قطاع الطب الوقائي، أن البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز وفّر العلاج بالأدوية المضادة لفيروس نقص المناعة البشري بمعدل تغطية 100% لكل المتعايشين المسجلين من خلال 15 مركزا متخصصا بالمجان.
أضف تعليق