الثعابين تهاجم المحافظات مجددا.. والصحة: الأمصال متوفرة

انتشار الثعابين في المحافظات
الثعابين تهاجم المحافظات من جديد - أرشيف

لم تتوقف هجمات الثعابين المستمرة منذ أشهر على محافظات مصر، ما يثير حالة من الرعب والفزع بين المواطنين، وبخاصة في القرى والنجوع التي تبعد أميالا عن المدينة، ولا يتوفر فيها أمصالا لإنقاذ حياة المصابين.

وشهدت محافظة السويس مؤخرا حالة من الهلع بين المواطنين، بعدما عثر العاملون في إدارة الأمن بمديرية الصحة الواقعة في منطقة الملاحة السكنية على ثعبان طوله ثلاثة أمتار، وقضوا عليه في الحال.

وفي حي الأربعين، شهدت منطقة المثلث السكنية هجوم عدد من الثعابين، بينما تمكن الأهالي من قتل ثلاثة منهم، أحجامهم تصل إلى ثلاثة أمتار.

كما جرى العثور على ثعبان بأحد المدارس التجريبية بالسويس، خلال قيام مديرة المدرسة بعمل معسكر نظافة بالجهود الذاتية من التلاميذ وأولياء الأمور وبعض المدرسين.

تكرار حوادث اللدغ

وخلال السنوات الثلاث الماضية، أصيب العديد من المواطنين، وتوفى البعض الآخر نتيجة لدغات الثعابين:

  • في أكتوبر 2016: توفى عبد الرحمن عمر إثر تعرضه للدغة ثعبان بكورنيش النيل الشرقي، بناحية جزيرة محروس، بمحافظة سوهاج.
  • في 2017: توفى عاشور جمال “50 عاما”، في قرية مير التابعة لمركز القوصية بمحافظة أسيوط، متأثرا بلدغة ثعبان.
  • في سبتمبر 2017: توفى الطفل أشرف مجدي في قرية بني عبيد، التابعة لمركز أبو قرقاص بمحافظة المنيا، متأثرا بلدغة ثعبان.
  • في مايو 2018: توفى شاب في قرية المناشي التابعة لمركز ديروط بمحافظة أسيوط، متأثرا بلدغة ثعبان.
  • في يوليو 2018: لقي طالب مصرعه أثناء عمله في أرضه الزراعية، في عزبة الصافي حميدة، التابعة لمركز الدلنجات بالبحيرة، كما توفى إبراهيم عبد الرازق بقرية شبرا بخوم، التابعة لمركز قويسنا بالمنوفية، متأثرا بلدغة ثعبان.
  • في أغسطس 2018: توفى رجب محمود، في قرية عطف حيدر، التابعة لمركز العدوة بالمنيا، متأثرا بلدغة ثعبان.

تزايد المعدلات العالمية

وتشير تقارير دولية إلى أن هناك خمسة ملايين نسمة يتعرضون سنويا للدغات ثعابين، يصاب نصفهم تقريبا بحالات تسمم، ينتج عنها وفاة نحو 100 ألف حالة، إضافة إلى حالات بتر الأطراف والعجز الدائم المقدرة بثلاثة أضعاف عدد الوفيات.

وبحسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية فإن:

  • إفريقيا يقع بها سنويا نحو مليون لدغة.
  • أغلب اللدغات بين النساء والأطفال والمزارعين الذين يعيشون في المجتمعات المحلية في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.

أسباب الانتشار

ويري مراقبون أن الخلل البيئي أحد أسباب زيادة انتشار الثعابين، إذ يجرى قتل الكلاب، والقطط، والذئاب، والقرود، والحيوانات المتوحشة المفترسة التي تتغذى على الثعابين.

كما أن التوسع في البناء والعمران بالمدن الجديدة يُحرّك الثعابين، بحثا عن الأماكن التي لا يوجد بها إنشاءات، وأثناء تحركها تقابل المواطنين، وبخاصة العاملين بتلك الإنشاءات.

ويشير الخبراء إلى أن ظاهرة تغيّر المناخ أحد أهم أسباب هجوم الثعابين على القرى في المحافظات المختلفة في الوقت الحالي، هو الهجوم عليها بهدم أوكارها وجحورها وتهديدها.

وتلجأ الثعابين إلى مأوى آخر، لكنها تحاول لدغ الضحية، لإيمانها بأنه سبب هدم أوكارها، إذ تتحول إلى أكثر عدوانية على الإنسان بعد ذلك، وبخاصة خلال الطقس الحار الذي يدفعها طوال الوقت للبحث عن المياه والرطوبة، لتجد في الزراعات والمستنقعات ملاذها الآمن.

أمصال العلاج

وعلاج المصابين بلدغات الثعابين في مصر يكون غالبا عن طريق المصل “ترياق الثعبان” والمعروف باسم “سناك فينم فاكسين” وهو من إنتاج محلي، إذ يقلل خطر لدغات الثعبان نهائيا إذا أخذ المصاب الجرعة في الوقت المناسب، بحيث لا يزيد الفارق الزمني للدغ والعلاج عن ساعتين.

ويفضل أن يكون الجزء الذي أصيب باللدغ مربوطا، إذ ينصح الخبراء بضرورة تنظيف مكان اللدغ برفق إلى جانب ربطه بشدة كأحد الإسعافات الأولية قبل الوصول لمكان تلقي المصل للعلاج.

وعن طرق وكيفية العلاج من لدغات الثعبان، قالت الدكتورة إيمان عبد المنعم، مديرة المركز القومي للسموم: “إنه لا يوجد حد معين لعدد الأمصال التي قد يحتاجها المريض، وأن المعيار الوحيد هو تحسن الحالة”.

وأوضحت عبد المنعم، في تصريحات صحفية، أن أقل عدد أمصال قد يحتاج إليه المصاب بلدغة ثعبان أو لدغة عقرب هو ثلاث عبوات من المصل، وأن هناك أنواعا من اللدغات تكون البداية معها بعشر عبوات دفعة واحدة.

وبيبنت أن لدغة الثعبان السام تختلف من حيث نوعها ومن حيث تأثيرها، فاللدغة قد تكون جافة، وفيها لا يخرج السم مع العضة، وأزمة المصاب هنا تنحصر في الالتهابات الموضعية، وتكون أهون بكثير من اللدغة السامة.

توافر الأمصال

وبعد انتشار الثعابين أكدت وزارة الصحة والسكان توفير مصل الثعبان في المستشفيات العامة والمركزية، مع توفير الخدمات الطارئة للأعراض الجانبية التي تظهر على الشخص الذي يحصل على المصل.

وقال مصدر مسئول بوزارة الصحة والسكان في تصريحات صحفية: “إن المستشفيات العامة والمركزية مؤهلة للطوارئ وإسعاف الشخص إذا تعرض لمضاعفات بعد الحصول على المصل”.

وأضاف المصدر: “أن هناك كميات كبيرة من الأمصال، وتصرف بالمجان للشخص المصاب، لحمايته من الآثار الخطرة لعض الثعبان” مؤكدا أن مراكز السموم بها نفس المصل.

اقرأ أيضا:

رقية كمال

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *