استمعت النيابة الليبية، أمس السبت، لأقوال 14 عاملا مصريا من قرية الهردة التابعة لمركز مطوبس في محافظة كفر الشيخ، بشأن واقعة احتجاز المواطن الليبي باسط أبو سعرانة لهم لأربعة أيام بمنزله، وذلك على خلفية احتجاز 16 مصريا بليبيا، نتيجة خلافات مالية مع مقاول مصري آخر.
ونفى “أبو سعرانة” احتجازه العمال المصريين بمنزله، مؤكدا أنه كان مستضيفا لهم، لحمايتهم من ليبيين، لهم أموال لدى سلامة الفالح، مصري الجنسية من قريتهم الهردة التابعة لمركز مطوبس بكفر الشيخ، الذي اختفى فجأة، وبحثوا عنه كثيرا ولم يجدوه.
وقال أبو سعرانة: “إن الفالح يقوم بتشغيل الـ16 عاملا في أعمال البناء” مضيفا: “أنه مديون بأموال لدى ليبيين، من بينها 100 ألف دينار خاصة به” مشيرا إلى أن الليبيين طالبوا الـ16 عاملا بالأموال، ورغبوا في احتجازهم حتى ينالوا حقهم، ولكنه رفض طلبهم، ليكونوا في حمايته.
تسجيل صوتي
وكان تسجيل صوتي لرجل الأعمال الليبي أبو سعرانة قد انتشر الأسبوع الماضي، قال فيه: “إنه احتجز 16 مصريا كرهينة، بسبب النصب عليه من مقاول مصري، ما دفع أهالي العمال بتحرير محضر في محافظة كفر الشيخ”.
وقال رجل الأعمال الليبي خلال المقطع المنشور، الذي أرسله شقيق أحد المحتجزين في مدينة طبرق الليبية: “إن رجلا مصريا نصب عليه في أموال تتعدى الـ100 ألف دينار ليبي”.
وأضاف: “حاولوا تخلصوا بدري علشان لو الناس حست بيهم مش هنخلص منهم، هيقولوا سلمهم لينا، ولو مسلمتهمش فلوسنا عندك، فأنا بقولهم ادفعولي فلوسي وامشوا، وليكم عليّ لما تخلصوني هوديهم لحد الجمرك المصري معززين مكرمين”.
وأكد الليبي وفقا للمقطع الصوتي المنتشر أنه سيقوم بإيصالهم بسيارته حتى بوابة الجمرك المصرية حال استلام أمواله، والبالغة 85 ألف دينار ليبي، بالإضافة إلى 15 ألف دينار آخرين.
وتابع: “قرايبكم شاهدين وعارفين، والراجل بتاع التاكسي شاهد، ولحد دلوقتي لسة جايلي في مشكلة بسبب سلامة، وامبارح ابن عمه مضروب بالنار في رجله بسبب مشكلة من ورا سلامة، فحاولوا شوفوا الأمور، لأن الولد ده واكل ناس لحد دلوقتي في 380 ألف دينار ليبي”.
تحرير محاضر
وعقب انتشار التسجيل قام عدد من الأهالي في قرية الهردة بتحرير محاضر بمركز شرطة مطوبس بكفر الشيخ، يتهمون فيه رجل أعمال من ليبيا باحتجاز 16 عاملا من أبنائهم بمدينة طبرق الليبية، لإجبار كفيلهم المصري تسديد 125 ألف دينار ليبي له.
وبحسب المحاضر التي جرى تحريرها احتُجز كلّا من:
- محمد عبد الله أبو الخير (34 عاما).
- جابر عبده مهني (25 عاما).
- عبده عبد الهادي الحداد (33 عاما).
- إبراهيم عبده شيبون (20 عاما).
- أحمد عبد المهيمن قمر (33 عاما).
كما احتجز:
- كريم محمد عبد الباري أبو الخير (25 عاما).
- حسام حسن صبره محروس (25 عاما).
- نعمان عبد القادر شلبي (26 عاما).
- عبد الفتاح محمد موسي شلبي (30 عامً).
- إبراهيم عماد مرسي (27 عاما).
ومن بين الأسماء:
- محمد مخيمر البدوي (20 عاما).
- عبد الله بركات البدوي (30 عاما).
- مصطفى عبده الجدي (20 عاما).
- خالد عيد أبو خليل (17 عاما).
- محمد عبده عريف (25 عاما).
- أحمد ماضي زوين (35 عاما).
وأكد الأهالي في المحضر رقم 10974 إداري 2018 مركز مطوبس أن رجل أعمال ليبي، احتجز أبناءهم في مدينة طبرق الليبية، للضغط على صاحب عملهم المصري، لسداد 125 ألف دينار ليبي له، بعد عودته لمصر رافضا دفع الأموال، فقام رجل الأعمال باحتجاز العمال لحين دفعها.
رد المقاول المصري
وألقت الشرطة في كفر الشيخ القبض على أحد الشباب المتهمين بالتسبب في اختطاف المصريين من أبناء مسقط رأسه، وتعريض حياتهم للخطر، على خلفية حدوث مشكلات بينه وليبيين، بسبب تعاملات مالية، وتباشر الشرطة التحقيق معه.
وأنكر سلامة الفالح، المقاول المصري، الاتهامات التي وجهها له رجل الأعمال الليبي، قائلا: “إنه كان يريد منه مبلغ 18 ألف دينار ليبي، على سبيل الإتاوة، وأرغمه على توقيع شيكات على بياض، لأنه كان يريد احتكاره، فحينما رفض ابتزازه افتعل تلك القصة، فاضطر للهرب إلى مصر، وأنكر جميع الاتهامات الموجهة إليه”.
الإفراج عن العمال
وأفرج رجل الأعمال الليبي عن الـ16 عاملا عقب توصل جزء من الأهالي لاتفاق بين الشريك الليبي والمختطفين المصريين، بالتوقيع على شيكات مالية، والعمل معه بموجبها، أو تسديد أموال بشكل مباشر.
فيما كفل ليبون خمسة آخرين، وقاموا بتسديد أموال مقابل عمل “المكفولين” معهم، بينما تمكن اثنين آخرين من الفرار بعد توقيع إيصالات أمانة.
وقال شقيق أحد المخطوفين لوكالة فرانس برس: “إنه جرى الإفراج عن المخطوفين، فيما أصبح بعضهم في عهدة متعاقدين ليبيين محليين، دفعوا أموالا نيابة عنهم، في حين وقّع الباقون تعهدات بالبقاء في ليبيا والعمل لسداد مطالب المسلحين”.
أضف تعليق