اتفاق واشنطن بشأن سد النهضة.. ماذا حقق لمصر؟

اتفاق واشنطن بشأن سد النهضة.. ماذا حقق لمصر؟
اتفاق واشنطن خرج بالإعلان عن اجتماع يوميْ 28 و29 يناير - مصر في يوم

التعثر والعودة للاجتماع مرة أخرى، هذا باختصار ملخص اتفاق واشنطن بشأن سد النهضة، بعد إعلان وزراء الخارجية والموارد المائية في مصر وإثيوبيا والسودان عدم التوافق على حل لأهم نقاط الخلاف.

وفي سياق نتائج اتفاق واشنطن، قال عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والمياه بكلية الدراسات الإفريقية العليا بجامعة القاهرة: “إن الاجتماع الأخير لم يحسم الخلافات الموجودة، بل يعدّ تأجيلا لاجتماع آخر في نهاية الشهر الجاري”.

نتائج اتفاق واشنطن

الخبير الجيولوجي، أوضح في تصريحات صحفية، أن اتفاق واشنطن فعليا “لم يسفر عن شيء” بخلاف وجود رغبة في الاتفاق والتعاون من أجل مصلحة الشعوب الثلاثة، إضافة إلى وعود دبلوماسية باجتماعات أخرى، مشمولة بأمل أن يُجرى الوصول إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف”.

أما وزارة الخزانة الأمريكية، فأعلنت، مساء الأربعاء، أن الوزراء وافقوا على الاجتماع مرة أخرى في واشنطن يوميْ 28 و29 يناير لوضع اللمسات الأخيرة على الملء والتشغيل لسد النهضة، موضحة أنه سيكون هناك مناقشات فنية وقانونية في الفترة المؤقتة.

وأشارت وزارة الخزانة الأمريكية إلى أن مسودة اتفاق واشنطن تضمنت ست نقاط، تُحدد آليات تشغيل وملء سد النهضة، لافتة إلى أن النقاط الست لم تقدم جديدا في حسم النقاط الخلافية.

فيما اعتبر السفير أسامة عبد الخالق، مندوب مصر لدى الاتحاد الإفريقي، وسفير مصر بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أن البيان ونتيجة المفاوضات يُعدان خطوة في الاتجاه الصحيح، وخاصة المعايير المتفق عليها أمس في العاصمة الأمريكية واشنطن من قِبَل وفود مصر وإثيوبيا والسودان، بشأن ملء وتشغيل سد النهضة.

وعبّر عن تفاؤله في تغريدة له على موقع التدوينات القصيرة “تويتر”، صباح الخميس، بما ورد في البيان الختامي المشترك لمفاوضات السد بواشنطن.

ووصف يوميْ 28 و29 يناير الجاري المقررين لعقد اجتماعات أخرى، بأنهما تواريخ حاسمة للتوصل إلى اتفاق شامل، وهو ما سيُجرى التوصل إليه مع العمل الشاق المستمر، وتوافر حسن النية، وفقا له.

البنود ونقاط الخلاف

ورغم تفاؤل مندوب مصر لدى الاتحاد الإفريقي، فإن شراقي، أستاذ الجيولوجيا والمياه، أكد أن أهم نقاط الخلاف لم تُحسم في هذا اللقاء، وهي كيفية الملء الأول والمتكرر.

وانتقد شراقي نقاطا عديدة، تناولها البيان الختامي لاجتماع واشنطن، منها:

  • أن كيفية الملء الأول والمتكرر ستكون حسب مبادئ عامة غير محددة قابلة للخلاف.
  • لم يذكر البيان الاتفاق على طريقة لتشغيل سد النهضة، بما يضمن التدفق الطبيعي بعد الملء الأول.
  • تضمن الاتفاق فقط توليد الكهرباء من سد النهضة، طبقا للمستهدف الإثيوبي، وتجاهل مستوى خزان السد العالي والسدود السودانية.
  • لم يأخذ في الاعتبار التخفيف من أثر الجفاف أو الجفاف الممتد على مصر والسودان.
  • لم يُحدد ماهية التدابير المناسبة لتخفيف أثر الجفاف أثناء الملء أو التشغيل لسد النهضة من كمية معينة من تصريف النيل الأزرق كحد أدنى أو تحديد نسبة مئوية أو غيره.
  • عدم تحديد طريقة تسوية النزاعات.

وفنّد الخبير الجيولوجي بنود اتفاق اجتماع واشنطن، موضحا أن البند الأول الذي نصّ على أنه ستُنفذ عملية الملء على مراحل، وستنفذ بطريقة تكيفية وتعاونية، تأخذ في الاعتبار الظروف الهيدرولوجية للنيل الأزرق، والتأثير المحتمل للملء على خزانات دول المصب، لكن لم يُجرَ توضيح آلية التنفيذ في الملء سوى وضع مبادئ عامة غير محددة.

وعن الملء خلال موسم الأمطار، أشار إلى أن هذا البند لم يقدّم جديدا، إذ إن الملء سيُجرى في أشهر المطر، وهذا أمر طبيعي، ولم يُحدد ماهية ظروف الملء، أو حالة التخزين في السد العالي والسدود السودانية.

وفيما يخص البند الثالث، وهو مرحلة الملء الأولي للسد، قال: “إنه لم يحدد فيها كمية ما سيُجرى حجزه كمخزون ميت، وما يصرف لتوليد الكهرباء”.

وحذر الخبير من البند الرابع، الذي تضمن أن توليد الكهرباء في سد النهضة لن يتأثر بالجفاف، وتأثير الجفاف سيكون على مصر والسودان فقط، مع الأخذ في الاعتبار تخفيف الأثر عليهما في حالة الجفاف الممتد.

وتحفّظ شراقي على البندين الخامس والسادس، مؤكدا أن الملء على المدى البعيد يعتمد على قواعد الملء اللاحق نفسها، ولا فرق بينهما، منتقدا عدم تحديد طريقة تسوية النزاعات.

تعليق وزارة الخارجية

وبدورها، علقت وزارة الخارجية المصرية، اليوم، على الاتفاق المبدئي، الذي انتهى إليه اتفاق واشنطن بشأن أزمة سد النهضة، والذي عُقد بين مصر وإثيوبيا والسودان، برعاية وزارة الخزانة الأمريكية والبنك الدولي.

وقال أحمد حافظ، المتحدث باسم وزارة الخارجية، عبر صفحة الوزارة على موقع فيسبوك: “إن البيان الختامي الصادر عن اجتماع واشنطن تضمّن العناصر والمحددات الرئيسية للاتفاق النهائي عن سد النهضة، بما يؤمّن عدم الإضرار بالمصالح المائية المصرية“.

وفي نهاية اجتماع واشنطن الرابع أمس، صدر بيان يتضمن اتفاق الدول الثلاث على الآتي:

  • عقد اجتماع وزاري في واشنطن خلال الفترة 28 – 29 يناير 2020، للتوصل لاتفاق شامل حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة.
  • يسبق الاجتماع الوزاري إجراء مشاورات بين الخبراء الفنيين والقانونيين بالدول الثلاث، بمشاركة ممثلي الولايات المتحدة والبنك الدولي للتحضير للاجتماع الوزاري المقبل، المقرر عقده في واشنطن.
  • أن يتضمن الاتفاق النهائي آلية للتنسيق بين الدول الثلاث، لمتابعة تنفيذ الاتفاق، بالإضافة إلى آلية لفض المنازعات.

رهف عادل

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *