مدرسة الوزير “الوهمية”.. هل يعيد الطلاب ثلاث سنوات؟

مدرسة الوزير الثانوية
أزمة تهدد مستقبل مدرسة الوزير الثانوية المشتركة بدار السلام

بعد أربع سنوات قضتها مدرسة الوزير الثانوية المشتركة بدار السلام في استقبال الطلاب، ومنحهم الشهادات التي تؤهلهم للالتحاق بالمرحلة الجامعية، تحولت المدرسة إلى وهم ورقم مزيف.

وأثار اكتشاف زيف المدرسة غضب أهالي الطلاب ومخاوفهم، فمصير أبنائهم أصبح مهددا، فبدلا من الوصول إلى الجامعة أصبح على الطلاب العودة للخلف ليس لعام واحد فقط، بل ثلاثة أعوام.

أربعة أعوام وهم

وتعود قصة مدرسة الوزير الوهمية وفقا لشهادات الأهالي إلى أربع سنوات مضت، إذ استأجر صاحب المدرسة مقرّا لها بجوار مجمع مدارس دار السلام، وأمام مستشفى دار السلام، لاستقبال طلاب الثانوية، مدعيا حصوله على التصاريح اللازمة.

وقال أولياء الأمور: “إن القائمين على المدرسة التي كُتب عليها “مؤسسة الوزير التعليمية” أكدوا حصولهم على تراخيص لازمة ومعتمدة من وزارة التربية والتعليم، وأنها خرجت دفعات منها التحقت بكليات في جامعتي عين شمس وحلوان.

وتقع المدرسة في جراج خاص بعقار يشغل مساحة تصل لـ350 مترا هي مساحة العقار بأكمله، ويبدأ دوامها من الساعة الثامنة صباحا وحتى الـ12 ظهرا، ثم تستقبل نشاطات تعليمية أخرى نحو الدروس الخاصة.

وأشار ذوو الطلبة إلى أن المدرسة أقنعتهم أنها تابعة لمدرسة نور الخطيب الخاصة بحي السلام، واستخدمت أختاما وشهادات نجاح باسم هذه المدرسة وشعارها، ليطمئنهم أن أبناءهم ملتحقون بمدرسة معترف بها بالفعل من وزارة التربية والتعليم.

شهادات مختومة

وقال محمود أيمن، الطالب في الصف الثالث ثانوي بمدرسة الوزير الوهمية: “أنه لم يشك على الإطلاق في زيف للمدرسة” معللا ذلك بوجود أقارب له تخرجوا من المدرسة، والتحقوا بالجامعات.

وأضاف في تصريح صحفي: “أنا طلعلي شهادات مختومة وممضي عليها ومعتمدة، إزاي الشهادات دي مزورة، وإزاي الناس متخرجة منها، أنا البطاقة بتاعتي طالعة طالب وممضية من المدرسة”.

وتساءل محمود: “لو الأختام على الشهادات مزورة، فكيف استطعت استخراج بطاقة رقم قومي بها، وكيف استطاع طلبة سابقين الالتحاق بالجامعات”.

ولفت إلى أن الوزارة طلبت منهم يوم الاثنين الماضي تقديم أوراقهم من أجل امتحان قدرات، مضيفا: “إحنا مش عارفين الامتحان دا أيه، وهل الكلام دا قيل لنا عشان نمشي؟”.

تشميع المدرسة

وقالت عبير حسن، ولية أمر إحدى الطالبات في مدرسة الوهمية: “إن ابنتها استخرجت استمارة بطاقة رقم قومي، عن طريق إدارة المدرسة، بالإضافة لالتحاق طلبة الصف الثالث الثانوي، العام الماضي، بكليات مختلفة” الأمر الذي جعلها تندهِش من تزييف أوراق المدرسة.

وأضافت عبير: “الكلام الآن أن المدرسة كانت مسجلة، لكن حدثت مشكلة بين مدير مدرسة (نور الخطيب) ومدير مدرسة (الوزير)، وانفضّت الشراكة بين المدرستين، ومستقبل العيال ضاع.. إحنا عاوزين حل”.

وأشارت عبير إلى أن الدراسة بالمدرسة كانت مستمرة بشكل طبيعي حتى بداية الأسبوع الماضي، مضيفة: “الكارثة بدأت من أسبوع، اكتشفنا أن المدرسة اتشمّعت وقبضوا على المدير”.

البحث عن حل

وتواصل خمسة من أولياء أمور طلاب المدرسة الوهمية مع وزارة التربية والتعليم للبحث عن حل للطلاب، وكان أبرز مطالبهم “إثبات حق الطلبة، وقيدهم بمدرسة حكومية في نفس سنواتهم، كي لا يفقد الطلاب ثلاث سنوات من عمرهم هباء”.

وقال عبد الغني محمود، أحد أولياء الأمور: “إن المتضررين من أزمة مدرسة الوزير الوهمية التقوا بمسئولين في وزارة التربية والتعليم” مضيفا: “أن رد الوزارة عليهم كان: القانون لا يحمي المغفلين، وإحنا منقدرش نعمل لكم حاجة”.

وأضاف في تصريح تلفزيوني لبرنامج انفراد، أول من أمس الخميس: “أنه عقب رد الوزارة سادت حالة من الغضب أمام الوزارة، وقام عدد من الطلاب بالبكاء والصريخ والاشتباك مع الأمن”.

وتابع: “تراجعت الوزارة مرة أخرى بعد ربع ساعة، وطلبوا من أولياء أمور مدرسة الوزير الوهمية الصعود مرة أخرى، وأخبرونا أنه سيتم إجراء اختبار قدرات الاثنين المقبل للطلاب، لتحديد العام الدراسي الذي سيلتحق به كل طالب”.

وتساءل محمود: لماذا تراجعت الوزارة بعد ربع ساعة فقط من ردها الأول؟! متخوفا أن يكون رد فعل لتهدئة الطلاب فحسب.

ولفت محمود إلى أن الطلاب يمتلكون شهادات مختومة بأختام صحيحة، وأن هناك طلاب تخرجوا من المدرسة، والتحقوا بالجامعات، وأن الأزمة جديدة لهذا العام، ولم تحدث من قبل.

وقام أهالي الطلبة بوقفتين احتجاجيتين أمام مقر وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، احتجاجا على عدم تسجيل أبنائهم الطلاب بالإدارة التعليمية أو المديرية نظرا لكون المدرسة “غير مرخصة”.

فيما قررت الإدارة العامة للتعليم الخاص والدولي بالوزارة تشكيل لجنة قانونية عاجلة، لتفقد المدرسة، وحل الأزمة، حرصا على مصلحة الطلاب.

تظاهرات طلاب مدرسة الوزير

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *