الذبابة البيضاء تهاجم الفاصوليا.. هل يكون موسما للأمراض الفطرية؟

محصول الفاصوليا
هل تواجه الفاصوليا نفس مصير الطماطم بعد إصابتها بالذبابة البيضاء-أرشيف

“التقاوي الفاسدة” أصبحت كلمة السر في فساد المحاصيل الزراعية الإستراتيجية لمصر، فبعد أزمة إصابة محصول الطماطم التي لم ينتهي تأثيرها في الأسواق بعد، دخل على الخط إصابة محصول الفاصوليا بالذبابة البيضاء، التي ضربت مئات الأفدنة بمحافظات المنوفية، والبحيرة، والجيزة، ما يهدد أكثر من 50% من المحصول.

وكلّف أمس عز الدين أبو ستيت، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، بضرورة متابعة المزارعين، للوقوف على المشكلات التي قد تواجههم، وحلها على الفور، ومنها محاصيل الخضراوات التي تشكل أحد الاحتياجات الاستهلاكية للمواطن المصري، بعد إصابة 287 فدان “فاصوليا” بمركز أبو المطامير بمحافظة البحيرة.

في الوقت الذي حذّر فيه خبراء زراعيين من أن يكون موسم شتاء 2019 هو سنة الأمراض الفطرية والبكتيرية، مثلما كان صيف 2018 هو عام الآفات الحشرية.

محصول الفاصوليا

ويحتل محصول الفاصوليا المرتبة السادسة من حيث الإنتاج العالمي، بمتوسط إنتاج قدر بنحو 270.8 ألف طن، وتحتل مصر المركز العاشر من بين أهم الدول المصدرة لمحصول الفاصوليا على مستوى العالم، وذلك بمتوسط كمية صادرات بلغت نحو 11 ألف طن تقريبا، وهو ما يعادل 4% من إجمالي الصادرات العالمية للمحصول.

وتعد الفاصوليا من محاصيل الخضر ذات العائد الاقتصادي العالي، وذلك لصغر دورتها بالأرض، إذ تزرع على ثلاث عروات:

  • الأولى صيفية تبدأ من أول فبراير حتى الأسبوع الأول من شهر مارس باختلاف المنطقة.
  • أما العروة النيلية فتبدأ من آخر أغسطس حتى الأسبوع الأول من سبتمبر، وتكون أكثر العروات إصابة بذبابة الفاصوليا.
  • وهناك العروة التصديرية “تحت الصوب” من منتصف أكتوبر حتى منتصف نوفمبر.

التقاوي المغشوشة

وأجمع الفلاحون أن السبب الرئيس في انتشار الذبابة البيضاء وإصابة محصول الفاصوليا بالأمراض هي التقاوي المغشوشة، إذ أكد حسين عبد الرحمن أبو صدام، نقيب عام الفلاحين، أن السبب وراء انتشار الذبابة البيضاء وتجعّد الأوراق، التقاوي والمبيدات المغشوشة، التي توجد في الأسواق.

وقال أبو صدام، في تصريحات صحفية: “إن وزارة الزراعة تقوم بجهد كبير، ولكن يجب أن يكون هناك توفير للتقاوي والمبيدات السليمة بالجمعيات الزراعية”.

وأضاف نقيب الفلاحين: “أن التغييرات المناخية أيضا تؤثر على المحاصيل الزراعية، وتؤدي إلى إعطاء الأرض الزراعية إنتاجا قليلا من المحاصيل الزراعية، وارتفاعا في الأسعار”.

وأكد محمد فرج، رئيس اتحاد الفلاحين، أن محصول الفاصوليا في محافظة البحيرة تعرض للإصابة بالذبابة البيضاء، كما أصيبت عدة محاصيل في المحافظات الأخرى بـ”الهباب الأسود”.

موسم الأمراض الفطرية

ومع بداية موسم الشتاء أطلق خبراء زراعيين تحذيرات من أن يكون موسم شتاء 2019 هو سنة الأمراض الفطرية والبكتيرية، مثلما كان صيف 2018 هو عام الآفات الحشرية.

فمن جانبه أوضح الدكتور محمد علي فهيم، وكيل المعمل المركزي للمناخ، أن شتاء 2019 هو عام الندوة (اللفحة) المتأخرة على البطاطس الشتوية والصيفية، وإعفان التقاوي على البطاطس الصيفية والجرب العادي، والعفن الرمادي وتبقعات ولفحات الأوراق في الفراولة، والبياض الزغبي واللفحة الأرجوانية على البصل، والتبقع البكتيري والندوة المبكرة على الطماطم.

وأشار إلى أن أنظمة التنبؤ بالأمراض سيكون لها دور فعال جدا خلال هذه السنة، لتوقع حصول “الدورة” الأولى من هذه الإصابات، خاصة لمحصول الفاصوليا، وهو من المحاصيل التصديرية الهامة لمصر، مشيرا إلى العلاقة بين الإصابة بذبابة الفاصوليا بأعفان منطقة التاج والجذور في الفاصوليا.

وأوضح “فهيم” أن ذبابة الفاصوليا تتبع رتبة ديبترا أو ثنائية الأجنحة، وهي الوحيدة من أجناس الرتبة التي تسلك سلوكا مختلفا عند التعذير، إذ تتجه اليرقات في عمرها اليرقي الأخير عبر إنفاقها من الورقة إلى العنق، ثم الفروع، وأخيرا الساق الرئيسة، محدثة جروحا طولية، ثم تعذر في المنطقة الملاصقة لسطح التربة.

انتشار الذبابة البيضاء

وألمح الخبير الزراعي إلى أنه بمجرد الري وملامسته لهذه الجروح تهاجمها الفطريات الجرحية، وتبدأ في تحلل الانسجة، ويمتد العفن للجذور والشعيرات الجذرية، وبعدها يضعف الامتصاص، وتصفر النباتات، ثم تجف وتموت.

وأرجع الإصابات الوبائية هذا الموسم إلى زيادة تعداد الذبابة بسبب المناخ المناسب، واتصال واستمرار الأجيال، لأن الفاصوليا منزرعة تباعا، وأغفل معظم مزارعيها مكافحة الذبابة، بالإضافة إلى التوسع في زراعات الفاصوليا بمساحات أكبر من أي موسم، فأصبحت مرتعا للذبابة.

وأضاف: “كان الحل من البداية هو مكافحة الذبابة جماعيا، بمبيد مناسب، مع مانع انسلاخ، ويكون الرش بعد المغرب مباشرة، وكان يكفي رشتين فقط للتخلص من الذبابة، ولكن ما حدث كان جهلا من المزارع بمخاطر ذبابة الفاصوليا”.

ولفت إلى أنه قام بجولة تفقدية لمناطق شمال الجيزة ناحية الخطاطبة، وكذلك بعض قرى المنوفية، وفوجئ بالانتشار الجنوني لذبابة الفاصوليا على الزراعات بهذه المناطق، ولأول مرة في تاريخ هذه الحشرة أن تتداخل عشرة أجيال كاملة.

وشدد على أهمية وضع الخطط العاجلة، لحماية الإنتاج الزراعي، اعتمادا على مبدأ الإدارة المتكاملة لمكافحة الآفات، للسيطرة على غزو الآفات الزراعية لمختلف المحاصيل.

رقية كمال

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *