بعد انخفاض دام قرابة الثلاثة أشهر، شهدت أسعار الذهب خلال الأيام القليلة الماضية، قفزات جنونية متتالية، متأثرة بارتفاع الأسعار عالميا، وسط تحذيرات من قفزات جديدة خلال الأسابيع المقبلة.
هذا الارتفاع المفاجئ أثار العديد من التساؤلات حول أسباب الارتفاع في أسعار المعدن النفيس، ومدي تأثير هذه الزيادات على السوق المحلية.
أعلى مستوى له
وكانت أسعار الذهب عالميا قد أغلقت تعاملات الأسبوع الماضي على أعلى مستوى لها في أكثر من ثلاثة أشهر، وسجلت رابع أسبوع من المكاسب، بحسب وكالة رويترز.
وقالت الوكالة: “إن إقبال المستثمرين على المعدن الأصفر، جاء وسط هبوط حاد في أسواق الأسهم العالمية، إذ سجّل رابع زيادة أسبوعية في أطول سلسلة مكاسب منذ يناير”.
وقفز الذهب حوالي 1% في المعاملات الفورية إلى 1243.32 دولارا للأوقية (الأونصة) وهو أعلى مستوى منذ منتصف يوليو، قبل أن يقلص مكاسبه إلى 0.26% عند 1234.84 دولارا في أواخر جلسة التداول بالسوق الأمريكي.
فقزات في الأسعار
ويتوقع مراقبون حدوث زيادة ملحوظة في أسعار الذهب المحلي خلال الفترة المقبلة، إذ قال نادي نجيب، سكرتير عام شعبة الذهب بغرفة القاهرة التجارية: “إن أسعار الذهب تنتظر موجة ارتفاع جديدة خلال الأيام المقبلة، مع زيادة الأسعار العالمية”.
وأضاف نجيب، في تصريحات: “أن الذهب عيار 21 سجل اليوم 615 جنيها، وهي نفس أسعار الأمس” مشيرا إلى أن السعر الحالي استوعب زيادة الأسعار في السوق العالمية الجمعة، لذلك لم يحدث تغيير جديد مع بداية تعاملات اليوم.
وقال: “إن سعر الذهب عالميا وصل نهاية تعاملات الجمعة 1235 دولارا للأوقية، مقابل 1232 دولارا للأوقية ببداية التعاملات، وهي زيادة غير مؤثرة في الأسعار المحلية”.
ساهم انخفاض أسعار الذهب في انتعاش حركة البيع والشراء في الأسواق المحلية، وزاد حجم المبيعات لنحو 20% خلال الفترة الماضية، بحسب تجار ذهب.
أسباب التراجع والارتفاع
وقال ايهاب واصف، عضو شعبة المعادن الثمينة في الغرفة التجارية بالقاهرة، وتاجر ذهب: “إن هناك تأثيرا مباشرا على سوق الذهب عالميا إذا حدث أي تغير في أسعار العملات الخمسة الرئيسية، وهي: الدولار، واليورو، والين، واليوان، والجنيه الاسترليني، خاصة الدولار”.
ولفت في تصريحات صحفية، إلى أن حديث الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بشأن نظام الاحتياطي الفيدرالي أدت إلى تراجع الدولار، ومن ثم حدوث انتعاشة للمعدن النفيس وسط تراجع كبير في أسعار الأسهم بأمريكا.
وأضاف: “أن انخفاض الدولار يتبعه بصورة مباشرة تعافي سعر الذهب، نتيجة حدوث إقبال عليه، وعزوف المستثمرين عن الاستثمار في الدولار”.
ورفع البنك الفيدرالي الأمريكي الفائدة بنسبة 1 % الأسابيع الماضية للمرة الثالثة خلال عام، وهو ما اعتبره محللون علامة على زيادة الثقة في الاقتصاد الأمريكي، ورغم رفع الفائدة التي أدت إلى انتعاش الدولار مؤقتا، لكن العملة الأمريكية تراجعت مع تراجع الأسهم الأمريكية، الأمر الذي دفع ترامب لإطلاق تصريحاته بأن البنك الفيدرالي يرتكب أخطاء كبيرة، وهو ما كان بمثابة صاروخ أدى إلى مزيد من التراجع للدولار.
إنتاج مصر
ويوجد في مصر خمس شركات للتنقيب عن الذهب، المنتج منها فعليا في الوقت الحالي “منجم السكري”، وأعلنت شركة شلاتين للثروة المعدنية مؤخرا عن بدء الإنتاج التجريبي من ثلاثة مناجم، ودخول 13 منجما للإنتاج التجريبي خلال عام 2017.
وكشف تقرير صادر من البنك المركزي المصري، عن تراجع حجم احتياطي الذهب المصري بنهاية شهر يونيو الماضي، ليسجل نحو 2.64 مليار دولار، في مقابل نحو 2.73 مليار دولار خلال شهر مايو 2018، بينما تراجع حجم احتياطي الذهب المصري بقيمة 30 مليون دولار بنهاية شهر ديسمبر الماضي، لتصل قيمته لنحو 2.67 مليار دولار بنهاية عام 2017.
وسجل حجم الصادرات المصرية من الذهب والحُلي والأحجار الكريمة، نحو 2.09 مليار دولار خلال عام 2017، مقابل نحو 2.5 مليار دولار خلال العام السابق عليه 2016، بنسبة انخفاض بلغت نحو 19%، وجاءت الإمارات العربية المتحدة في المرتبة الأولى من حيث الدول الأكثر استيرادا للذهب المصري، إذ بلغت الصادرات لها نحو 1.6 مليار دولار خلال عام 2017، مقابل 1.5 مليار دولار خلال عام 2016.
أضف تعليق