تسويق الفوسفات.. هل تستفيد مصر من الثروات المدفونة؟

تعرف على حجم إنتاج الفوسفان في مصر
مصر السادسة عالميا في إنتاج الفوسفات

انطلقت الجمعية التأسيسية لأولى الشركات المصرية لتسويق الفوسفات والأسمدة الفوسفاتية، اليوم الأربعاء، لتفتح صفحة جديدة للاستفادة والتسويق الأمثل للفوسفات في مصر، وهي الخطوة التي يحق لنا القول أنها تأخرت كثيرا لدولة تعد السادسة على العالم في امتلاك تلك الثروة المعدنية.

وتأتي تلك الخطوة استكمالا لسعي الدولة في النهوض بإنتاج الفوسفات، الذي أصبح يسابق البترول والغاز المصري في أهميته ومكانته العالمية، إذ كشف وزير البترول أن حجم تصدير مصر الحالي من الفوسفات تخطى الـ800 مليون دولار، فيما يجري العمل على مشاريع مهمة، مثل: مشروع أبو الطرطور، بتكلفة 1.4 مليار دولار.

ومع تأسيس الشركة وما قبلها من إحياء مشروع أبو الطرطور ننتظر انعكاسات تلك الخطوات على الاقتصاد المصري، وهل تشهد صناعة الفوسفات نهضة حقيقية تعوّض الكبوات السابقة؟

الجمعية التأسيسية الأولى

وعقدت الجمعية التأسيسية للشركة المصرية لتسويق الفوسفات والأسمدة الفوسفاتية اليوم أول اجتماعاتها بحضور طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، وذلك ضمن خطوات الوزارة لتحقيق إستراتيجية تضمن الاستغلال الاقتصادي الأمثل لخام الفوسفات، وتعظيم قيمته المضافة، وزيادة عائداته للدولة، ووضع آليات تنفيذية للحفاظ على توازن أسعار الفوسفات في الأسواق العالمية.

وقال الملا خلال الجمعية: “إن إنشاء الشركة جاء نتيجة لوجود أكثر من شركة منتجة للفوسفات، وكلها شركات مملوكة للدولة” مضيفا: أن الهدف من إنشائها هو تنظيم إنتاج وتصنيع وبيع الفوسفات المصري، وتأسيس أعمال تسويق بأسلوب احترافي احترافي، يراعي مراحل إنتاج وتداول وتصنيع الفوسفات، وأن الوضع الحالي استدعى وجود كيان قوي، ينظّم ويدير عملية التسويق، والتداول، وفتح أسواق جديدة.

وشارك في إنشاء الشركة كلّ من الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية، وشركات فوسفات مصر، والنصر للتعدين، وغاز الشرق، وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية.

وتقوم الشركة بمهمة تحديد وإعلان أسعار خام الفوسفات، الذي تنتجه أربع شركات مصرية حكومية، فيما كشف خالد الغزالي حرب، رئيس شركة فوسفات مصر، عن تلقّي شركة الوادى للصناعات الفوسفاتية ثلاثة عروض من ثلاثة تحالفات عالمية لتنمية واستثمار مشروع فوسفات أبو طرطور، وتنفيذ مصنع حامض الفوسفوريك.

وأضاف حرب في تصريحات له: “أن تكلفة المشروع الإجمالية تقدّر بحوالي 1.4 مليار دولار، ويبدأ المشروع أولى خطواته بتصدير كامل الإنتاج للخارج، بداية من عام 2019، على أن يدخل مرحلة الإنتاج الفعلي خلال الربع الثالث من عام 2021”.

إنتاج الفوسفات

ووصل إنتاج مصر من الفوسفات الصخري في 2015 إلى 6 ملايين طن سنويا، فيما وصل حجم الاحتياطي المصري إلى 3 مليارات طن خلال العام نفسه، فيما قدّره رئيس شركة مصر للفوسفات خلال الشهر الجاري إلى 8 مليارات طن.

وتستخرج شركات الفوسفات ما يقارب الـ8 ملايين طن سنويا، يعود 4 ملايين منهم إلى السوق المحلي، ويجرى تصدير الباقي، وفقا لتصريحات الغزالي، مشيرا إلى اختلاف أسعار البيع لخامات الفوسفات في السوق العالمي، طبقا لكل نوعية، وأنه يحدث تنافسا بين الشركات المصرية، للاستحواذ على تصدير كميات لبعض الأسواق.

فيما قدرت دراسة لبنك الاستثمار القومي بمصر إنتاج مصر من الفوسفات بنحو 6 ملايين طن، مشيرة إلى تصدّر المغرب المركز الأول في إنتاج الفوسفات بنحو 30 مليون طن سنويا، واقتسام كل من مصر والأردن المركز الثاني بنحو 6 ملايين طن.

وأشار وزير البترول في تصريحات له الأسبوع الماضي إلى أن خام الفوسفات والأسمدة الفوسفاتية تصل قيمة صادراتها حاليا إلى 800 مليون دولار.

مناطق الإنتاج

ويجرى إنتاج الفوسفات في مصر من مناطق عديدة، أبرزها: منطقة وادي النيل، وهي من أهم مناطق استخراج الفوسفات 22% من الإنتاج المحلي، ويأتي بعد ذلك ساحل البحر الأحمر، بين منطقة سفاجا والقصير.

كما يعد منجم أبو الطرطور من أبرز أماكن إنتاج الفوسفات في مصر، إذ قدّر رئيس شركة فوسفات مصر مخزون المنجم لنحو مليار طن، مشيرا إلى العمل على إنشاء مجمع إنتاج أسمدة فوسفاتية وحمض الفوسفوريك بموقع الشركة بالمنجم.

وكان مشروع إحياء منجم أبو الطرطور وتحويله لمجمع صناعي قد بدأ في السبعينيات من القرن الماضي، وفشل المسئولون عن إدارته في إكماله، وأعيد إحياؤه في المؤتمر الاقتصادي في 2015.

وأعلن رئيس شركة فوسفات مصر أن العمل الفعلي في مشروع وادي الطرطور سيكون بداية 2019، على أن يدخل المشروع مرحلة الإنتاج خلال الربع الثالث من عام 2021، مشيرا إلى أن تكلفة المشروع تقدّر بنحو 1.4 مليار دولار.

وتعد الصحراء الغربية من أكبر مراكز احتياطي الفوسفات في مصر، إذ يتركّز الفوسفات في منطقة بين واحة الداخلة والخارجة، ويمتد إنتاج الفوسفات إلى الصعيد والصحراء الغربية والشرقية.

أزمات سابقة

وتعرّض إنتاج الفوسفات في مصر لأزمات متتالية في عهد محمد حسني مبارك، الرئيس الأسبق، وبعد ثورة 25 يناير، نتيجة لفساد وسوء الإدارة، والانفلات الأمني، وكان أبرز تلك الأزمات تحويل شركة فوسفات البحر الأحمر إلى شركة قطاع أعمال في التسعينيات، أثناء تدني أسعار الفوسفات دون سبب منطقي.

وأدى عدم استخدام التكنولوجيا في استخراج الفوسفات إلى نضوبه من مناجم حماضات والبيضة والنخيل بالقصير، الذي كان يعتمد العمل فيه على الأيدى العاملة دون اللجوء إلى المعدات الحديثة، وهو ما حال دون استخراج الخامات التي أصبحت متواجدة على عمق أكثر من 150 إلى 200 متر تحت الأرض.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *