بدأت محافظات الجمهورية تستعد لمواجهة موسم السيول والأمطار مبكرا هذا العام في ظل تحذيرات الأرصاد الجوية، ووسط مخاوف من تكرار أزمات العام الماضي الناتجة عن مشكلات في البنية التحتية، وعدم قدرتها على تحمل الأمطار الغزيرة والسيول.
وفي ظل التجارب السابقة التي كان أقربها نزول أمطار غزيرة في دمياط الأسبوع الماضي، ما تسبب في شلل شوارع المدينة، وغرق بعضها، وبين وعود المسئولين، وحديثهم عن مخططات مواجهة موسم الأمطار، يبقى السؤال هل تتكرر الأزمة، وتغرق شوارع مصر مرة أخرى؟
تجارب سابقة
التجارب السابقة لسقوط الأمطار على المحافظات كانت سلبية، إذ كشفت عوار البنية التحتية في مصر بشكل كبير، ولعل أقربها الأمطار التي أغرقت القاهرة، وأصابتها بشلل مروري، وأصابت عدد من المنازل والممتلكات بأضرار واسعة نهاية أبريل 2017.
واللافت أن هذه الأمطار تسبّبت في شلل مناطق تعد الأبرز في العاصمة، وأرقاها في تقديم الخدمات، مثل: القاهرة الجديدة، والمعادي، والتجمع الخامس، بالإضافة لهضبة المقطم، التي أصيب كلا منها بشلل مروري تام، وتحولت الشوارع والميادين فيها لبرك مياه، كما أدت لانقطاع التيار الكهربائي بعدة مناطق.
وتخطت الأزمة مجرد الشلل المروري، بل أصابت منازل المواطنين، ووصلت المياه المتجمعة في الشوارع الأدوار الأولى، وجراجات الفيلل، والبدرومات.
تكرار الأزمة بدمياط
تكررت الأزمة مرة أخرى خلال أكتوبر الجاري، ولكن هذه المرة خارج القاهرة، إذ أدت أمطار رعدية يوم الجمعة الماضي إلى إصابة حركة الأسواق والمواصلات بمحافطة دمياط بالشلل التام.
ورغم أن الأمطار لم تتجاوز الساعات القليلة، فإنها تسببت في غرق عدد من الشوارع الرئيسية والجانبية بالمدينة، بسبب انسداد بلاعات تصريف المياه.
وتحولت مناطق عديدة في المحافظة لجزر منعزلة، بسبب تراكم كميات كبيرة من المياه، وحاصرت مياه الأمطار سكان مناطق الأعصر والمطري، وغمرت مداخل العمارات السكنية.
غرق بشبر ميه
ورغم أن موسم الأمطار لم يضرب الإسكندرية بقوة فإنها من أكثر المحافظات التي يعاني أهلها بسبب الأمطار في كل عام، في ظل تكرار الوعود بالإصلاح.
ويعد غرق شوارع غرب الإسكندرية خلال “نوة قاسم” في ديسمبر الماضي من أبرز ما كشف عنه أزمات المطر في المحافظة الساحلية التي يؤكد أهلها أنها “تغرق في شبر ميه” كل عام، ففي بداية ديسمبر 2017 أغرقت نوة قاسم أربع مناطق بحي العجمي، كما تسببت بشلل مروري في عدد من أبرز شوارع الإسكندرية كطريق أبو قير وطريق الكورنيش.
وفي نهاية ديسمبر أيضا من نفس العام تسبّبت نوة الفيضة الصغرى في غرق الإسكندرية مرة أخرى، وتكررت الأزمة مرة أخرى بداية يناير أدت الأمطار أيضا إلى غرق الإسكندرية، ونقلت وسائل الإعلام محاولات الأهالي حل الأزمة بأنفسهم من خلال نزولهم للشوارع، وفتح أغطية “البلاعات” لتصريف مياه الأمطار.
استعداد المحافظات
على الرغم من التجارب السابقة إلا أن المسئولين في عدد من المحافظات أكدوا جاهزيتهم، وأعلنوا استعداداتهم لمواجهة الأمطار هذا العام، ففي محافظة سيناء أعلن اللواء محمد عبد الفضيل شوشة، محافظ شمال سيناء، اليوم الثلاثاء، رفع درجة الاستعداد في جميع أجهزة ومرافق المحافظة، ومديريات الخدمات، لمواجهة السيول المتوقعة.
وقال المحافظ: “إنه جرى تشكيل غرفة عمليات رئيسية برئاسة سكرتير عام المحافظة، وغرف أخرى فرعية بمراكز المدن، ومختلف مديريات الخدمات، والأجهزة المعنية، للعمل على مدار 24 ساعة يوميا لتلقى أية إخطارات أو بلاغات، ومتابعة حالة الطقس.
وفي مدينة الإسكندرية، أعلنت المحافظة خطتها لمواجهة الأمطار منذ بداية سبتمبر الماضي، مستجيبة للإنذار المبكر الذي وجهته هيئة الأرصاد للمحافظين والمسئولين بالاستعداد إلى سقوط الأمطار قد تصل إلى حد السيول.
وأعلنت شركة الصرف الصحي بالمحافظة تطهيرها نحو 65 ألف شنيشة بكافة شوارع وميادين المحافظة، ضمن التدابير الاحترازية، للتعامل مع تحذيرات الأرصاد الجوية، وانتهائها من تجهيز 96 % من سيارات الصرف الصحي، وتطهير بيارات استيعاب مياه الأمطار والسيول بمحطات الصرف الصحي.
محافظة أسيوط هي الأخرى انضمت للمحافظات التي أعلنت إجراءاتها لمواجهة السيول أو الأمطار الغزيرة، وقال اللواء جمال نور الدين، محافظ أسيوط: “إن المحافظة وضعت عدد من السيناريوهات، لمواجهة خطر السيول” مشيرا لإجراء تجربة محاكاة في نفق الزهراء.
إجراءات قطاع الأزمات
وأعلن قطاع الأزمات والكوارث بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار عن إجراءات حكومية لمواجهة الكوارث والأزمات، مشيرا إلى وجود عدة إجراءات، لمواجهة السيول والأمطار الغزيرة.
وقال رئيس قطاع الأزمات اللواء علي هريدي: “إن هناك إجراءات ضمن المراحل الثلاث لإدارة الأزمة، أو الكارثة (قبل- أثناء- بعد) من خلال تنفيذ التدريبات المكتبية والميدانية على سيناريو مواجهة السيول بعدد من المحافظات المعرّضة لمخاطر السيول والأمطار الغزيرة، خاصة “جنوب سيناء، البحر الأحمر، السويس، المنيا، أسيوط، الفيوم، البحيرة” بالإضافة إلى إعداد تقارير تحليلية تتضمن تحليل لمخاطر السيول والخسائر الناجمة عنها، وتقديم توصيات ومقترحات بشأن الحدّ من تلك المخاطر.
وأضاف هريدي: “أن القطاع خاطب المحافظات بشأن الاستعداد لموسم السيول والأمطار الغزيرة، وجرى التنسيق والمتابعة مع هيئة الأرصاد ومركز التنبؤ بالأمطار بقطاع التخطيط بوزارة الموارد المائية والري بشأن حالة الطقس، والتنبؤات الجوية، واحتمالات سقوط الأمطار، لإخطار جميع المحافظات المُعرضة للسيول لاتخاذ اللازم.
أضف تعليق