هل تؤثر حرائق الراشدة على إنتاج مصر من التمور؟

حرائق الراشدة
حريق مزارع النخيل بالوادي الجديد

في ظل رواج موسم البلح هذا العام، شهدت مزارع النخيل داخل قرية الراشدة، التابعة لمركز الداخلة، في محافظة الوادي الجديد، مساء الجمعة، ليلة شديدة السواد، تضيئها النيران، التي أكلت الأخضر واليابس.

وتجدد حريق الوادي الجديد عصر أمس في بعض بؤر ومزارع النخيل، بقرية الراشدة، بعدما خمد، واشتعلت حرائق أخرى في عدد من أشجار النخيل الموجودة على حافة ترعة الفراسية، بمركز ساقتله، في محافظة سوهاج، خلال الساعات الماضية، الأمر الذي أسفر عن وجود خسائر مادية فقط في النخيل والأراضي الزراعية.

تكرار حوداث مزارع النخيل آثار تساؤلات بشأن تأثيرها على إنتاج مصر من التمور، بعدما تصدرت الدول العربية العام الماضي والحالي في حجم الإنتاج، وما هي حجم الخسائر حتى الآن؟

حريق 250 فدانا

وخسرت مصر بسبب الحرائق 250 فدانا، بينهم 70 فدانا من النخيل في قرية الراشدة، التي تحتوى على 80 فدانا من النخل، بها نحو مليون ونصف نخلة، بسبب حريق الوادي الجديد المروّع، الذي طال منازل المواطنين، وامتدت آثاره لقرية العوينة المجاورة.

وقال عزالدين أبوستيت، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أمس، السبت: “إن المنطقة التي أصابها الحريق في قرية الراشدة بمحافظة الوادي الجديد بلغت مساحتها نحو 70 فدانا، ينمو فيها النخيل بشكل عشوائي” مشيرا إلى أن النيران أصابت 10 آلاف نخلة، معظمها أصناف بذرية منخفضة القيمة الاقتصادية.

وأضاف أبوستيت: “أن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، تابع معه الحادث لحظة بلحظة، وأنه أرسل الدكتور عزالدين جادالله، مدير معهد بحوث النخيل إلى منطقة الحادث بالوادي الجديد، لتحديد حجم الخسائر، وكيفية إعادة تأهيل النخيل المثمر” مشيرا إلى أنه على تواصل مع اللواء محمد الزملوط، محافظ الوادي الجديد، الذي أدار الأزمة بكفاءة.

حرائق متكررة

وتعرضت قرية الراشدة إلى حريق أكثر من مرة، خلال عام، وعلى فترات متقاربة، بسبب مخلّفات أشجار النخيل، الناتجة عن التجريف، التي يُجرى ركنها بعد الانتهاء منها.

  • في أكتوبر 2017، سيطرت قوات الحماية المدنية بمحافظة الوادي الجديد، على حريق، اندلع بإحدى مزارع النخيل بقرية بولاق، بمركز الخارجة، الذي أسفر عن احتراق العديد من أشجار النخيل.
  • في 18 مارس 2018، اندلع حريق، نشب في مزرعة نخيل بقرية تنيدة، التابعة لمركز بلاط على مساحة فدانين دون إصابات.
  • في 11 مايو 2018، اندلع حريق بأحد مصانع التمور بالمنطقة الصناعية بالخارجة، وسُيطر عليه دون خسائر في الأرواح.
  • في 16 يونيو 2018، اندلع حريق هائل على مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية بقرى الموشية، التابعة لواحة الداخلة بمحافظة الوادي الجديد.
  • في 17 يونيو 2018، نشب حريق هائل بمنطقة بين الجناين بمدينة الخارجة، وجرت السيطرة عليه، وإخماده قبل امتداده إلى المنازل المجاورة.
  • في 14 يوليو 2018، اندلع حريق بمزرعة نخيل بمنطقة عين الشيخ بواحة الخارجة، تسبب في تفحم نحو  100 نخلة مثمرة وغير مثمرة، دون وقوع خسائر في الأرواح.
  • في 29 أغسطس 2018، شب حريق هائل، بزراعات نخيل وأشجار بإحدى قري مركز الخارجة بمحافظة الوادي الجديد.
  • يوم 28 سبتمبر، شبّ حريق بزراعات نخيل وأشجار بإحدى قرى مركز الخارجة بمحافظة الوادي الجديد.

أسباب الحرائق

وفنّد خبراء ومراقبون أسباب اشتعال الحرائق أكثر من مرة في مزارع النخيل، مؤكّدين أنه مع عدم وجود توعية، يكون سعف النخيل والليف عرضة للاشتعال، وتساعد الرياح على انتقال الحريق بسرعة.

وقال الدكتور أحمد دياب، الخبير البيئي الدولي: “إن زراعة النخيل لها تعاملات خاصة، ولها إجراءات تأمين أساسية، التي تتمثل في تقليم الأفرع الجافة، وفركها خارج الحقل، وكمر المخالفات الورقية”.

وتابع دياب، في تصريحات له: “أنه مع عدم وجود توعية، يكون سعف النخيل عرضة للاشتعال، وتساعد الرياح على انتقال الحريق بسرعة” موضحا أن النخيل يجمع الأوراق، ومع السنين تجف بعضها وتنبت غيرها، وإذا بقت الأوراق الجافة تكون أكثر عرضة للاشتعال، فمع وجود أي مسبب للاشتعال تنشب النيران، ونظرا لوجود الرياح تنتقل بين النخيل بسرعة.

وأكّد الخبير البيئي ضرورة التوعية والتفكير بشكل اقتصادي تجاه تلك المزارع، التي تمثّل محصولا استراتيجيا للمحافظة، والاعتماد على “النشاب والأوراق الجافة” في التسميد، فتكون سبب ربح.

مصر في الصدارة

وشهدت محافظة الوادي الجديد، مع بداية موسم التمور الحالي ارتفاعا في مؤشرات الطلب على البلح السيوي المعروف بالبلح الصعيدي، في ظل ارتفاع جودته، واحتمالية تخزينه لفترات طويلة، الأمر الذي ترتب عليه ارتفاع السعر، إذ سجل 15 جنيها بمركز الخارجة، بالإضافة إلى تسجيل سعره إلى 13.5 جنيها بمركزي الداخلة وبلاط.

وحققت محافظة الوادي الجديد العام الماضى من إنتاج التمر ما يزيد عن 40 ألف طن من التمور الخام من أعلى الأصناف جودة، التي يقوم بتصنيعها 56 مصنعا، موزعين على مستوى مركزي الخارجة والداخلة، ويحتل مجمع التمور الرئيسي المركز الأول من حيث كمية الإنتاج، إذ انتهى من طرح نحو 1400 طن.

وبِيعَ 600 طن للتصدير خارج البلاد، كما جرى إيقاف خطوط التصدير لتغطية السوق المحلية، وخاصة بعد ارتفاع أسعار الياميش، إذ يجرى بيع البلح الخام بسعر 16 ألف جنيه للطن الواحد، كما ينتج المجمع 55 صنفا من التمور المصنعة، وأربعة أصناف من عسل البلح عالي القيمة الغذائية.

رقية كمال

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *