استيقظ العديد من مستخدمي موقع فيس بوك حول العالم صباح أمس الجمعة، على رسالة تطلب منهم إعادة إدخال كلمة السر أو رمز الدخول، لتمكينهم من استخدام حساباتهم مرّة أخرى، بعد أن سجّلت الخروج.
الأمر في البداية فسّره كثيرون بعطل عادي، والبعض الآخر ظنّ أنه مشكلة شخصية على هاتفه، لكن مع الوقت ومع تحدّث الكثير عن الأمر، تبيّن أن هناك مشكلة كبيرة عامّة، ليأتي في النهاية بيان صريح من شركة فيس بوك تؤكّد اكتشاف “ثغرات أمنية” استهدفت نحو 50 مليون حساب على موقعها الشهير.
والهجمة الأمنية التي تعرّض لها فيس بوك طالت سبع دول، هي: إيطاليا، رومانيا، إنجلتر، الدنمارك، أمريكا، أنجولا، ومصر، وهي لم تكن المرة الأول، ما يشير وفقا لخبراء في أمن المعلومات إلى أن فيس بوك يعاني من مشكلات تقنية خاصة بـالـ”security”.
اكتشاف الأزمة
وأعلنت شركة فيس بوك صباح أمس الجمعة اختراق نحو 50 مليون حساب تابع لها، مؤكّدة أن فريق الهندسة التابع لها اكتشف يوم 25 سبتمبر الجاري، مشكلة أمنية أثّرت على هذه الحسابات.
وقالت في بيان لها أمس: “نواصل التحقيق في الأمر، والتحقيقات في مراحلها الأولية، وقد تأخذ مزيدا من الوقت، وسنتّخذ جميع الإجراءات القانونية ضدّ أيّة جهة يثبت تورّطها في عملية الاختراق”.
وأوضحت أنها ليست على علم إذا كانت الجهات المخترقة تمكّنت من الوصول إلى المعلومات الخاصة أو البنكية الخاصة بالمستخدمين، وأساءت استخدامها، مشيرة إلى أنها لا تعرف مَن وراء تلك الهجمات أو المصدر التي خرجت منه حتى الآن.
لكن “فيس بوك” أشارت إلى أنها عثرت على مزيد من الحسابات المتأثّرة بعملية الاختراق، وقامت بضبط رموزها، وهذا ما جعل بعض الحسابات تطلب من المستخدمين إدخال كلمة المرور مرة أخرى.
اختراق حساب مارك
وكشفت تقارير أن الحسابات الرئيسة لمارك زوكربيرج، المدير التنفيذي لـ”فيس بوك” وشيريل ساندبرج، المدير التنفيذي للعمليات بالشركة تأثّرا من الاختراق الأخير، وهو ما يثبت خطورته.
واستفاد المهاجمون المجهولون من شفرة تسمى “Access Tokens” للسيطرة على حسابات الأشخاص، ومن المحتمل أن تمنح تلك الثغرة المتسلّلين إمكانية الوصول إلى الرسائل الخاصة، والصور، والمشاركات، على الرغم من أن الشركة أكّدت عدم وجود دليل على ذلك.
وحاول المتسللون أيضا جمع المعلومات الخاصة بالأشخاص، بما في ذلك الاسم والجنس والموطن، من أنظمة فيس بوك.
وقال فيس بوك: “إنه لا يعرف حتى الآن ما إذا كانت المعلومات الواردة من الحسابات المتضررة قد أسيء استخدامها أو تم الوصول إليها”.
اعتذار مارك
وأصدر زوكربيرج بيانا على صفحته على فيس بوك يعتذر فيه عن الواقعة، ويشير إلى أن معلومات مستخدمي فيس بوك قد أسيء استخدامها من قِبَل شركة الاستشارات السياسية.
ولم يشفع الاعتذار الذي تقدّم به زوكربيرج للمستخدمين حول انتهاك خصوصياتهم، وحصول شركة “كامبريدج أناليتكا” على بيانات ومعلومات أكثر من 50 مليون مستخدم، معظمهم من الأمريكيين لصالح حملة الرئيس دونالد ترامب الانتخابية في 2016، فقد تراجعت قيمة شركة أسهم فيس بوك، وفقدت أسهمها كثيرا من قيمتها منذ الإعلان عن الفضيحة، ولجأ المستثمرون لبيع أسهمهم لدى الشركة.
وكما حدث مع “View As” أعلن فيس بوك وقتها أنه اتخذ إجراءات للحدّ من المعلومات التي يمكن لتطبيقات الطرف الثالث الوصول إليها.
وفور الإعلان عن هذه التغييرات تأثّر تطبيق المواعدة والتعارف الشهير تندر Tinder، وفوجئ كثير من المستخدمين بعدم القدرة على استخدام الموقع، والدخول إليه بمعلوماتهم السابقة.
ويعتمد تطبيق تندر على فيس بوك في إدارة عملية الدخول إليه، واستخدام خدماته، وظهرت رسالة للمستخدمين تخبرهم أنهم خرجوا من التطبيق ولم يعد باستطاعتهم الدخول إليه مرة أخرى.
قصة الهاكرز التايواني
وفتحت قصة اختراق فيس بوك أمس الباب لاجتهادات كثيرة، يأتي في مقدمتها قصة الهاكرز التايواني، الذي هدّد مؤسّس فيس بوك بحذف حساب مارك زوكربرج من على الموقع، إذ أعلن تشانغ تشي -تيواني، أحد القراصنة الإلكترونيين (الهاكرز)- أنه بصدد حذف حساب زوكربيرج، من الموقع ذاته يوم الأحد المقبل، مؤكدا أنه سيقوم بذلك على مرأى ومسمع من الجميع، إذ يعتزم إذاعة عملية القرصنة على حساب زوكربيرج في بث حي أمام آلاف المتابعين.
وكانت شركة حافلات نقل ركاب كانت قد حرّكت دعوى قضائية بحق تشانغ بعد أن نجح في اختراق النظام الإلكتروني لبيع التذاكر الخاص بالشركة، واعترف تشانغ في وقت سابق على صفحته على فيس بوك أنه ينفّذ عمليات القرصنة من أجل جمع المال، في المقابل كان فيس بوك قد أعلن أنه بصدد مكافأة مَن يكتشف نقاط الضعف الأمني في الخدمة المقدّمة من الموقع.
وإذا نجحت خطة تشانغ في اختراق صفحة مارك زوكربيرج، فلن تكون المرة الأولى من نوعها التي تتعرّض فيها الصفحة لمثل هذه المحاولات، ففي عام 2011 نجح أحد الهاكرز في اختراق الصفحة، ونشر عبرها منشورا يدعو فيه زوكربيرج نفسه إلى تحويل الموقع إلى منصة استثمار اجتماعي بدلا من كونها للتواصل الاجتماعي.
أضف تعليق