أيام قليلة ويستقبل المصريون العام الدراسي الجديد، الذي يمثّل أزمة اقتصادية لأولياء الأمور، بسبب الغلاء الذي ضرب كل المناحي الحياتية، ومن بينها الأدوات المدرسية والزي المدرسي.
وذلك في ظل خطة الإصلاح الاقتصادي، التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي، التي تسبّبت في موجات متتالية من الغلاء، كان أبرزها تعويم الجنيه، وزيادة أسعار الوقود، وتعريفة المواصلات، وفرض مزيد من الضرائب.
ففي سوق الفجالة – أشهر الأسواق المصرية للأدوات المدرسية، الذي تباع فيه جميع الأدوات المدرسية والمكتبية بأسعار الجملة – شهدت أسعار الكراسات والكشاكيل ارتفاعا كبيرا هذا العام مقارنة بالعام الماضي، بنسب من 20 : 50% ما أرجعه التجار إلى زيادة أسعار الورق محليّا وعالميّا، مما أثّر على حركة البيع والشراء.
كما تراوحت أسعار باكو كشكول 60 ورقة هذا العام ما بين 25 جنيها إلى 50 جنيها، وباكو الكراس من 15 جنيها إلى 30 جنيها، والأقلام الجاف تتراوح أسعار الدستة من 10 جنيهات إلى 45 جنيها، والأقلام الرصاص من ستة جنيهات إلى 25 جنيها، والجلاد من أربعة جنيهات للكيس (الكيس به عشر قطع) إلى ثمانية جنيهات.
ركود حاد
وقال محمود رفعت، أحد البائعين بسوق الفجالة: “الأسعار عالية جدا السنة دي، ولسه خارجين من عيد، الناس بتسأل على الحاجة وتسمع سعرها وتمشي، وناس بتشتري نص الكمية اللي محتجاها، بتمشي نفسها بيها”.
ويقول أحمد سالم، أحد أولياء الأمور: “الأسعار هذا العام غير معقولة، ولا مفر من شراء الأدوات المدرسية للأبناء، ولكن نلجأ لتقليل الكمية وجودة المنتج؛ بسبب الظروف المعيشية”.
الشنط للأغنياء فقط
فيما أكّد سعيد مصطفى، صاحب محل لبيع الشنط المدرسة بشارع الأزهر، أن أسعار الشنط تزايدت بشكل كبير هذا الموسم؛ نظرًا لارتفاع قيمة الدولار أمام الجنيه المصري.
وأضاف: أنه خلال عامين ارتفعت أسعار الشنط بشكل كبير، وقال: “الشنطة اللي كانت بـ80 جنيه بقت بـ120 جنيه، سعر شنط الأطفال ارتفع من 30 جنيه إلى 80 جنيه، وارتفع سعر الشنط متوسطة الحجم من 185 جنيه إلى 300 جنيه، وهناك بعض الماركات يصل فيها سعر الشنطة لـ600 و800 جنيه، والزبون لما بيسمع السعر بيرفض يشتري في بعض الأوقات، ويكتفي بالفرجة واللجوء إلى حقيبة السنة الماضية”.
أما سهير الشرقاوي ربة منزل، وإحدى أولياء الأمور فتقول: “الأسعار زادت 3 أضعاف عن السنة اللي فاتت، شنطة البنت السنة اللى فاتت كانت 120 جنيه، النهاردة اسأل عليها نفس الشنطة 300 جنيه، مفيش حل غير أنها تروح بشنطة السنة اللي فاتت”.
خارج الحسابات
من جانبه كشف بركات صفا، نائب رئيس شعبة الأدوات المكتبية ولعب الأطفال بغرفة القاهرة التجارية، عن ارتفاع أسعار الأدوات المكتبية خلال الموسم الحالي بنسبة تصل إلى 20% نتيجة الإجراءات الروتينية والبيروقراطية الموجودة في الجمارك، التي تتمثل في صعوبة خروج البضائع.
وقد وصف بركات في تصريحات له موسم هذا العام بـ”القوي” و”خارج الحسابات” مرجعا ذلك إلى اضطرار الأسر للشراء، خاصة مع وجود بين 15 : 16 مليون طالب علي مستوي الجمهورية، مقدرا حجم الإنفاق علي مستلزمات المدارس بين 15 إلي 22.5 مليار جنيه.
وأوضح أن الإقبال علي الأدوات المكتبية من الأولويات، ومتوسط استهلاك الطالب سنويا بين 1000 : 1500 لتجهيز مستلزمات المدارس، شاملة الأدوات الكتابية، والكراسات، والأوراق، والزي المدرسي، والشنطة.
وقال صفا: “إن حجم إنفاق الأسر علي الأدوات الكتابية والمكتبية، من أقلام، وأوراق، وكشاكيل فقط يتراوح ين 3 : 6 مليار جنيه سنويا، علي افتراض أن الحد الأدني لاستهلاك الطالب يقترب من 200 جنيه، وذلك للمدارس الحكومية، ويزيد هذا الرقم وفقا لمتطلبات الطلاب واحتياجاتهم، ويتفاقم في حال احتساب متطلبات المدارس الدولية، التي لبعضها اشتراطات للأدوات الكتابية من مكتبات محددة”.
وأضاف قائلا: “بعض المدارس وأبرزها الخاصة أصبحت تشترط قائمة من الأدوات المكتبية في بداية السنة الدراسية، وتضم بعضا من تلك القوائم منظفات، وأوراق للطباعة، وهي من العادات المستجدة في السنوات الأخيرة، وتحمِّل أولياء الأمور مزيدا من الأعباء”.
وأضاف قائلا: “أن أسعار الأدوات الكتابية شهدت أرتفاعا هذا العام بين 10-20%، فيما زادات الأدوات الورقية بنسب بين 40 : 50%”.
ارتفاع أسعار الورق
وأوضح أن متوسط أسعار الورق ارتفع من 500 : 800 دولار للطن العام الماضي إلي قرابة 1100 دولار للطن هذا العام؛ نظرا لارتفاع أسعاره عالميا، كما ارتفع سعر الانتاج المحلي من 15.3 ألف إلي 19.8 ألف جنيه للطن، وهو ما أدى إلى ارتفاع الأوراق والكراسات والكشاكيل.
وأضاف صفا: “إنه على سبيل المثال، يتراوح سعر الكشكول 60 ورقة بـ2.5 بدلا من 1.5 جنيه العام الماضي، فيما يصل سعر كشكول السلك الفاخر بين 40 : 50 جنيها مقابل سعره الذي لا يتجاوز 25 جنيها العام الماضي”.
وأضاف صفا: “إنه رغم ثبات سعر الأدوات المكتبية عالميا من أقلام وخلافه وبخاصة المستوردة منها، إلا أن أسعارها شهدت ارتفاعات في السوق المحلية؛ نظرا لتأخر الإفراج عن البضائع، وبخاصة في الخطوط الملاحية لميناء السخنة، مما يؤدي إلي تحميل البضائع تكلفة إضافية تنعكس علي سعر المنتجات”.
الزي المدرسي
توقَّع يحيى زنانيري، رئيس الشعبة العامة للملابس الجاهزة بالاتحاد العام للغرف التجارية، ارتفاع أسعار الأزياء المدرسية خلال الموسم الدراسي المقبل، مقارنة بالسنوات السابقة.
وقال زنانيري في تصريحات صحفية: “الملابس المدرسية تخضع لكل العوامل التي تحكم صناعة الملابس الجاهزة، وتتأثر بارتفاع أسعار الأقمشة، وزيادة أسعار الطاقة الأخيرة على المصانع”.
وأضاف: “أن مستلزمات المدارس المتعلقة بالزي المدرسي كلها صناعة محلية، إلا أن هناك بعض المدارس تستورد بعض الإكسسوارات والخامات من الخارج للأزياء المدرسية الخاصة بها” متوقعا تأثير ارتفاع الأسعار على حجم المبيعات.
أضف تعليق