فتاوى وحملات توعية وإرشادية أطلقتها المؤسسات الدينية في مصر، للتعامل مع فيروس كورونا، وذلك بالتعاون مع الحكومة لوقاية المواطنين من الفيروس القاتل.
وتأتي حملات المؤسسات الدينية بعد إعلان وزارة الصحة اكتشاف حالتين مؤكدتين للإصابة بفيروس كورونا لجنسيات أجنبية، وشُفيت حالة منهما بعد قضاء 14 يوما في الحجر الصحي تحت الملاحظة.
المؤسسات الدينية
وقال أسامة الجوهري، مساعد رئيس الوزراء، القائم بأعمال رئيس مركز المعلومات: “إن قطاع إدارة الأزمات والكوارث سيبدأ التعاون مع عدد من الجهات، ومنها الأزهر الشريف، رأس المؤسسات الدينية في مصر، لتنظيم دورات تدريب توعوية على إجراءات الوقاية، ومكافحة عدوى فيروس كورونا.
وأضاف الجوهري، في تصريحات صحفية: “أنه جرى توزيع نشرات توعوية ولافتات على جميع الوزارات، لتعميمها على جميع الجهات الحكومية التابعة بشأن سبل الوقاية من فيروس كورونا، تنفيذا لتكليفات رئيس الوزراء”.
وفي سياق الحديث عن دور المؤسسات الدينية في التعامل مع فيروس كورونا، فقد حثّت مؤسسة الأزهر على دفع الضرر، وأمرت باتخاذ جميع التدابير والاحتياطات، لمنع انتشار الأمراض والأوبئة.
وقالت في بيان لها: “إن موقف السعودية في وقف تأشيرات العمرة، جائز ومشروع ومأجور، بل هو واجب شرعا لحفظ النفس، الذي هو أحد مقاصد الشريعة الإسلامية، والذي تدور حوله الأحكام الجزئية والفرعية؛ حماية للناس وللمجتمعات”.
وأعلنت المؤسسة تأييدها لهذه الإجراءات الوقائية الاستباقية التي تتخذها المملكة، لمنع تفشي الأوبئة بين المسلمين الراغبين في أداء الشعائر الدينية من عمرة أو زيارة للمقدسات الإسلامية.
ودعت الجميع إلى توخي الحذر، واتباع كل التعليمات الوقائية التي أعلنتها منظمة الصحة العالمية ووزارات الصحة في كل دول العالم.
ونصحت جميع المسئولين باتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على صحة المواطنين، ومنع تفشي هذا الوباء، وهي مسئولية وضرورة دينية لا يجوز التهاون فيها.
صلاة الحاجة
وبصفتها أحد أركان المؤسسات الدينية في مصر، فقد عقّبت وزارة الأوقاف على الدعوة لصلاة عالمية، لرفع بلاء فيروس كورونا المستجد.
وحذرت الوزارة، في بيان لها، الأئمة من فتح المساجد وإقامة أي شعائر غير المسموح بها، والانسياق وراء بعض الدعوات على صفحات التواصل الاجتماعي، التي تدعو إلى صلاة الغائب تارة، والحاجة مرة أخرى، دون الرجوع إلى جهة الولاية الشرعية والقانونية على المساجد، وهي وزارة الأوقاف.
وقالت: “إنها ستتعامل بكل حسم مع من يقحم المساجد في أي من هذه الدعوات التي تبثها مواقع التواصل بين حين وآخر، وأن تلتزم جميع المساجد بما يكلف به أئمتها من الصلوات المكتوبة، وما يصاحبها من سنن ونوافل في وقتها المشروع والمحدد”.
ونبهت على جميع مديري المديريات والإدارات والمفتشين والأئمة وجميع العاملين بالأوقاف التزام أقصى درجات الحفاظ على المساجد، وعدم السماح لأحد بالخروج على تعليمات الوزارة، وسرعة موافاة رئيس القطاع الديني بأي مخالفة.
فيما رد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية على سؤال هل يجوز الصلاة من أجل رفع وباء “كورونا”، موضحا أن الشرع الشريف للحفاظ على حياة الإنسان وعمارة الأرض، لذلك من فضل الله ورحمته أن شرّع للمسلمين الصلاة والدّعاء لرفع البلاء والوباء.
وقال المركز: “عن أم المؤمنين السيدة عائشة، رضي الله عنها، قالت: خَسَفَتِ الشمسُ في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فصلّى بالناس، ثم خطَب الناسَ، فحمِد الله وأثنَى عليه، ثم قال: إن الشمس والقمر آيتانِ مِن آيات الله، لا ينخسِفانِ لموت أحدٍ ولا لحياته، فإذا رأيتُم ذلك فادعُوا الله، وكبِّرُوا، وصَلُّوا، وتصدَّقُوا” [متفق عليه].
ولفت إلى أن الفزع إلى الصلاة عند وقوع البلاء من سُنة الأنبياء والأولياء الأصفياء، مستشهدا بقول الحافظ ابن حجر، رحمه الله: “وفيه (أي: الحديث) أن مَن نابه أمرٌ مُهِمٌّ مِن الكرب ينبغي له أن يفزَع إلى الصَّلاة” [فتح الباري (6/394)].
إجراءات احترازية
وفي سياق تعليق المؤسسات الدينية على أزمة فيروس كورونا، قال الشيخ خالد عمران، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية: “إن اتباع الإجراءات الاحترازية، وغسل اليدين بالكحول، لتعقيم اليدين لمنع انتشار كورونا، أمر لا يمنع الوضوء، كونه إجراء صحيا لتفادي الإصابة بفيروس كورونا، ولكن لا يجب الوضوء به”.
وأوضح عمران، خلال مداخلة هاتفية في برنامج “حضرة المواطن”، الذي يُعرض على شاشة “الحدث اليوم”، أن تقديم العزاء لأهل المتوفى يُعد نوعا من أنواع المواساة في فقيدهم من باب المشاركة الاجتماعية، وهذا ورد في السنة النبوية، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن التباهي غير المبرر في العزاء أمر منهي عنه.
وأضاف: “أن حساب تكلفة العزاء من ورث الأيتام أمر غير شرعي على الإطلاق، كما أنه لا يصح قيام مقدمي العزاء بالحديث فيما بينهم أثناء العزاء، مشيرا إلى أن العزاء والاستماع إلى القرآن الكريم بصورة لائقة أمر مقرر شرعا.
أضف تعليق