خطوات متعاقبة ومفاجئة، تلك التي أعلن عنها بشأن حظر دخول المصريين إلى الكويت وقطر بسبب فيروس كورونا، وبالتزامن مع إعلان وزير الصحة الاشتباه فيما يزيد على 1400 حالة، بينها حالة واحدة إيجابية، فضلا عن الإعلانات العالمية عن إصابات بالفيروس لعائدين من مصر.
ويأتي قرارا الكويت وقطر بعد أيام قليلة من قرار السعودية بتعليق تأشيرات العمرة، وهو الأمر الذي أثار تساؤلات عن تأثير تلك القرارات على العمالة المصرية والاقتصاد، ومدى تأثير قرارات حظر دخول المصريين للدول، وإمكانية زيادتها في الأيام المقبلة في دول أخرى.
دخول المصريين إلى الكويت وقطر
وسادت حالة من الجدل بخصوص حظر دخول المصريين إلى الكويت وقطر، بعد وقف تأشيرات دخول المصريين إلى أراضي الكويت بشكل مؤقت، بسبب التضارب حول حقيقة وكيفية القرار، خاصة مع عدم وجود تصريح رسمي.
وقال مصدر كويتي مطلع: إن السفارة الكويتية بالقاهرة لم تتلق حتى هذه اللحظة أي تعليمات بوقف تأشيرات دخول المصريين، وأن “كل ما جرى تداوله يدخل في نطاق الكلام المتداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي”.
وأضاف في تصريحات صحفية مساء الأحد، أن السفارة مستمرة في استقبال المواطنين المصريين الراغبين في الحصول على تأشيرات دخول الكويت، ما لم تردها تعليمات واضحة عكس ذلك.
وكانت صحيفة القبس الكويتية قد أعلنت الأحد نقلا عن مصادر بوزارة الداخلية، وقف إصدار جميع أنواع تأشيرات المصريين “حتى إشعار آخر”، وذلك ضمن الخطط الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا الجديد.
وأفادت الصحيفة الكويتية أن من لديهم إقامات داخل البلاد من المصريين غير مشمولين بالقرار، ومن حقهم العودة إلى البلاد.
ويشمل القرار وقف إصدار الزيارات بأنواعها، سواء أكانت عائلية أو سياحية أو تجارية أو حكومية، وكذلك وقف سمات الالتحاق بعائل، إضافة إلى وقف سمات الدخول “فيزا العمل”.
قيود وإجراءات احترازية
فيما أعلنت وزارة الصحة الكويتية، الأحد، اتخاذ إجراءات طبية احترازية، تجاه القادمين من مصر وسوريا، عبر جميع خطوط الطيران، وذلك بالتزامن مع حظر دخول المصريين إلى الكويت وقطر.
وأوضح مصطفى رضا، وكيل وزارة الصحة الكويتية، لوكالة الأنباء الرسمية “كونا”، أن الإجراءات تتضمن ما يلي:
- عدم السماح للمسافرين الذين يعانون من ارتفاع درجات الحرارة، بالصعود إلى متن الطائرة القادمة إلى البلاد، دون توفير فحص “بي سي ار”، لفيروس كورونا، وتكون نتيجته سلبية في يوم السفر مع زوال ارتفاع درجات الحرارة.
- إلزام المسافرين الذين لا يعانون من ارتفاع في درجة الحرارة، بملء الاستمارة الصحية وعند وصول مطار الكويت، يتم قياس درجة الحرارة لديهم عند بوابة الطائرة.
- في حال وجود ارتفاع بدرجة الحرارة يجرى نقل المسافر إلى المحجر لمدة 14 يوما إذا كانت النتيجة سلبية في العزل المنزلي.
- في حالة النتيجة الإيجابية يجرى العزل في المستشفى المخصص مع أخذ التعهد والإقرار الصحي.
تأثير القرار
أما بخصوص تأثير قرار حظر دخول المصريين إلى الكويت وقطر، فقالت وزارة القوى العاملة في مصر، إن الوزارة تحترم قرار السلطات الكويتية، موضحة أن هذا شأن داخلي ولا علاقة لمصر بالقرار.
وقال هيثم سعد الدين، المتحدث الرسمي للوزارة، في تصريحات صحفية، إن قرار حظر دخول المصريين للكويت يأتي في إطار الصالح العام للبلاد هناك، حفاظا على المواطنين والقادمين إليها، مشيرا إلى أن الحاجزين لتأشيرات الدخول إلى الكويت، سيجرى منعهم لحين العدول عن القرار.
وأوضح سعد الدين، أن وزارة القوى العاملة، ستبحث أي شكاوى تأتي من المواطنين المصريين (الحاجزين للتأشيرات أو الحاصلين عليها)، موضحا أن عددهم ليس كبيرا.
ووفقا لمراقبين، فإن القرار سيؤثر بلا شك على العمالة المصرية، خصوصا أن الجالية المصرية في الكويت تبلغ نحو 610 آلاف شخص، بحسب بيانات رسمية، بينما يبلغ المصريون العاملون في قطر حوالي 300 ألف شخص.
تدابير مؤقتة
وفي السياق ذاته، أعلنت السلطات القطرية أن قرارها الصادر اليوم بحظر دخول القادمين من مصر، عبر نقاط وسيطة، من جميع الجنسيات، يأتي في إطار تدابير الصحة العامة اللازمة لمنع انتشار فيروس كورونا وأن هذه التدابير “قيود مؤقتة”.
وقال مكتب الاتصال الحكومي في بيان له نقلته وكالة الأنباء القطرية، إن هذا التدبير مؤقت بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد.
وأصدرت الهيئة العامة للطيران المدني القطرية، اليوم، تعميما حمل رقم 8 لسنة 2020 موجه لمديري شركات الطيران والسفر، بحظر دخول جميع المسافرين القادمين من جمهورية مصر العربية، عن طريق نقاط وسطية، بما في ذلك حاملو الإقامات السارية المفعول في دولة قطر.
وجاءت قرارات حظر دخول المصريين إلى الكويت وقطر، بعد فترة قصيرة من إعلان تعليق الدخول إلى المملكة لأغراض العمرة، بجانب تعليق الدخول بالتأشيرات السياحية للقادمين من الدول التي يشكل انتشار فيروس “كورونا” المستجد منها خطرا، وإعلان فرنسا وكندا اكتشاف حالات مؤكدة مصابة بالكورونا عائدة من مصر.
ووفقا لمراقبين حرم القرار السعودي ما يقرب من 4 آلاف معتمر مصري من الذهاب لبيت الله الحرام لأداء عمرة رجب، كما أثر سلبيا على إلحاق العمالة المصرية بالسعودية والتي تسافر كل عام بالتزامن مع اقتراب موسم العمرة والحج.
كورونا قادمة
وبخلاف قرار حظر دخول المصريين إلى الكويت وقطر، سادت حالة من الخوف في المجتمع المصري، إذ تصدر هاشتاج “#وزيرة_الصحة” تويتر على مدار يوم الأحد، عقب إعلان وزيرة الصحة سفرها إلى الصين لتقديم العون ومتابعة آخر التطورات.
وقالت وزيرة الصحة والسكان، هالة زايد، عن الاشتباه بـ1443 حالة مصابة بالفيروس، إن الوزارة تستقبل العديد من الشكاوى بوجود حالات من مرضى مشتبه بهم بحمل فيروس كورونا وبعد التحاليل يتبين أن معظمها أنواع مختلفة من الإنفلونزا الموسمية.
أضف تعليق