ما بين النفي الرسمي والإعلانات العالمية عن حالات إصابة بفيروس كورونا قادمة من مصر، ما زال هناك حالة غموض بشأن حقيقة انتشار فيروس كورونا في مصر، في ظل مخاوف مجتمعية من انتشار الفيروس القاتل وتفشيه.
وقالت السلطات الكندية: “إنها تأكدت من إصابة أحد الأشخاص بفيروس كورونا الجديد (كوفيد 19)، بعد إجراء الفحوصات الطبية له، إثر عودته من مصر”.
ونشرت جريدة “الواشنطن بوست” تفاصيل الحالة الطبية للشخص الكندي العائد من رحلة سياحية في مصر، مشيرة إلى أنه يبلغ من العمر 80 عاما، وعاد من مصر يوم 20 فبراير الماضي، وقامت السلطات بعزله، بعدما قدم نفسه للحجر الطبي.
إصابات بفيروس كورونا
والخميس الماضي، أعلن وزير الصحة الفرنسي “أوليفيه فيران” أن حالتين من بين مَن ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا قد عادتا مؤخرا من رحلة إلى مصر، وأنهما حاليا في حالة صحية “خطيرة”.
وردا على ذلك، قال خالد مجاهد، المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية: “إن الوزارة تواصلت مع سفارة مصر في فرنسا، للحصول على معلومات بشأن ما ذكره وزير الصحة الفرنسي، موضحا أنه لم يصل إلى الوزارة أي بيانات حتى الآن بخصوص هذا الأمر.
وأضاف مجاهد، في تصريح صحفي: “أنه جرى التواصل مع منظمة الصحة العالمية، ولم يُجرَ الوقوف على وجود بيانات بشأن تلك الحالتين”.
وتزامنا مع إعلان فرنسا وكندا عن إصابات بفيروس كورونا قادمة من مصر، كان محمد براك المطير، نائب مجلس الأمة الكويتي، قد طالب باسل الصباح، وزير الصحة الكويتي، بالتحقق من صحة انتشار فيروس كورونا في مصر، ووقف الرحلات الجوية إن استدعى الأمر.
وقال النائب في تغريدة على حسابه بموقع تويتر، الأربعاء الماضي: “تواصلت مع وزير الصحة، وأبلغته بأن هناك أنباء وأخبار عن انتشار الكورونا بشكل كبير في مصر مع تعتيم إعلامي”.
وأضاف: “وحاليا كثير من المقيمين المصريين سيرجعون إلى الكويت للالتحاق بعملهم بعد العطلة.. ومنهم مدرسين.. طلبت منه التحقق من هذا الانتشار، حتى إن استدعى الأمر وقف الرحلات الجوية”.
فيما أعلن مركز مكافحة الفيروسات ومنع انتشارها في الصين أن ثلاث حالات لمواطنين صينين ثبتت إصابتهم بالفيروس، بعد عودتهم من مصر”.
وأظهرت الوثائق أن سيدة صينية، كانت تعمل مديرة لمكتب شركة صيينية في مصر، ومساعدها خرجا من مصر في الرابع من فبراير الجاري، وثبتت إصابتهما بالمرض.
ولدى فحص المخالطين لهما في مكتب العمل بأحد المتاجر في حي مدينة نصر، ومحل الإقامة بمدينة الرحاب، تأكّد أن أحد العاملين معهما حامل للفيروس، وجرى عزله، والإعلان عنه بوصفه أول حالة إصابة مؤكدة داخل مصر حتى الآن.
وأظهرت وثيقة أخرى لمركز مكافحة الفيروسات الصيني، بتاريخ 16 فبراير الجاري، أن مواطنا صينيا عاد من القاهرة إلى الصين عبر موسكو، وثبتت إصابته.
متابعات يومية
وتعليقا على الإعلانات العالمية بظهور إصابات بفيروس كورونا قادمة من مصر، قال أمجد الخولي، استشاري وبائيات منظمة الصحة العالمية بالمكتب الإقليمي للشرق الأوسط: “إنه ليس بالضرورة إصابتهم في مصر، ولكنه من الوارد أنهما وصلا إلى مصر في فترة الحضانة، ومن الممكن أن تكون جرت الإصابة في فرنسا”.
وأضاف الخولي، خلال مداخلة هاتفية في برنامج مساء “DMC”: “أنه في مثل هذه الظروف من الممكن أن تتأخر بعض المعلومات حول هذا الأمر، ولكننا نعمل جاهدين بمتابعة الأمر مع وزارة الصحة الفرنسية، لكي تتضح الصورة أكثر لدينا، ومن المتوقع أن تصل المعلومات الدقيقة خلال ساعات، وهذا الأمر لا يدعو إلى القلق أو الخوف أو الادعاء بوجود حالات مصابة في مصر”.
وتابع: “الحجر الصحي أو الكشف لا يُفرض على جميع القادمين إلى مصر أو جميع المسافرين، ولكنه يُفرض فقط على الأشخاص القادمين من أماكن ينتشر بها المرض أو شخص سبق له السفر خلال 14 يوما إلى أماكن منتشرة بها المرض”.
وأكمل: “هناك متابعة يومية من منظمة الصحة العالمية لإجراءات الحجر الصحي مع وزارة الصحة المصرية، والوزارة ملتزمة بشكل كبير في هذا الأمر”، مشيرا إلى أنه في ظل وجود مواقع التواصل الاجتماعي، فإن الإخفاء أو التستر على حالات مصابة بكورونا أمر غير مقنع.
مصر خالية من كورونا
ونفت مصر مرارا وجود أي حالات إصابة بفيروس كورونا، عدا حالة واحدة تماثلت للشفاء، إذ قال خالد مجاهد، المتحدث باسم وزارة الصحة، اليوم السبت: “إن مصر خالية من أي حالات كورونا”.
وأعلنت وزارة الصحة المصرية، الجمعة، شفاء أول إصابة اكتشفت في يناير الماضي، مؤكدة خلو البلاد من الفيروس.
وحسم مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الجدل بشأن وجود فيروس كورونا في البلاد، وخاصة بعد إعلان فرنسا عن اكتشاف حالات إصابة بالفيروس من بين عائدين من مصر.
وقال مدبولي، في تصريحات صحفية: “إن مصر خالية من فيروس كورونا”، لافتا إلى أن هناك شائعات كثيرة يُجرى تداولها عن هذا الأمر.
وفي السياق، أعلنت منظمة الصحة العالمية، اليوم، أن هناك حالة واحدة مصابة بفيروس كورونا المستجد في مصر، نافية علمها بوجود أي حالات أخرى.
أضف تعليق