مازالت أزمات وشكاوى أطباء الامتياز المتكررة والمستمرة منذ سنوات، تتصدر اهتمامات القطاع الطبي وغيره من القطاعات المعنية، إذ يعاني الأطباء، أوضاعا متردية لا تتغير منذ سنوات، في مختلف الجامعات، وفقا لشكاواهم التي أطلقوها مؤخرا عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل المتنوعة.
ويشكو أطباء الامتياز من الرواتب المتدنية، والتعسف الإداري ومخاطر العدوى والأمراض، بالإضافة للتعنت في تحويل عمل المغتربين والمتزوجين لأماكن قريبة من سكنهم، وانتهاء بالإهمال وإشعارهم بعدم أهميتهم مقارنة بالأطباء النواب.
أزمات أطباء الامتياز
ورغم الوعود الكثيرة التي تتجدد في أعقاب مطالبات أطباء الامتياز المتكررة بحل مشكلاتهم، فإن أيا منها لا ينفذ ولا تطبق الحلول التي يعلن عنها.
نقابة الأطباء تضامنت مع الشكاوى والمطالب المشروعة للأطباء وأوضحت في بيان سابق لها أن أطباء الامتياز يعانون من عدد من المشكلات أبرزها:
- عدم حصولهم على حقهم في فترة التدريب المناسبة.
- بعد مساكنهم عن أماكن العمل الخاصة بهم.
- تكليفهم بالعمل طوال أيام الأسبوع بالمخالفة للقانون الذي يقصر حضورهم إلي المستشفيات على أيام النوبتجية فقط.
- ضعف رواتبهم مقارنة بالنواب.
وفي السياق قال إيهاب الطاهر، الأمين العام للنقابة العامة لأطباء مصر، في تصريحات صحفية: إن سنة الامتياز حاليا يضيع معظمها في أعمال ليس لها علاقة بالتدريب، إذ تقوم معظم المستشفيات باستغلال أطباء الامتياز في القيام ببعض أعمال التمريض، وأحيانا العمال، مما يعد إهدارا لفترة التدريب الهامة.
هذا بالإضافة لجحد حقوق أطباء الامتياز الأساسية فلا يوجد لهم مظلة تأمينية لعلاجهم، كما لا يوجد لهم استراحات على الرغم من تكليفهم بالعمل فترات تزيد على 24 ساعة متصلة في كثير من الأحيان، بحسب الطاهر.
ومن جانبها، طالبت إلهام المنشاوي، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، بعدم الضغط على الأطباء بشكل عام، وأطباء الامتياز خاصة، بما أسمته التعسف الإداري.
وقالت المنشاوي خلال تصريحات صحفية: إن “دور مجلس النواب الضغط على الحكومة لزيادة موازنة وزارة الصحة، حتى يتمكن الأطباء من الحصول على رواتب مناسبة” مطالبة بزيادة بدل العدوى، كون الأطباء معرضون دائما لها.
وأضافت أنها سبق أن تقدمت بطلب إحاطة إلى علي عبد العال، رئيس مجلس النواب، موجه إلى هالة زايد، وزيرة الصحة، أوضحت من خلاله ضرورة وضع قواعد لمراعاة ظروف الأطباء.
قرارات الخشت
وعلى الصعيد، أعلن محمد عثمان الخشت، بعد تصاعد مشكلة أطباء امتياز قصر العيني، عن عدد من الإجراءات والقرارات لحل أزمة أطباء الامتياز، نشرها على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.
الإجراءات التي أعلن عنها الخشت كانت عبارة عن توجيهات بتفعيل قوانين، وتطبيق قرارات سابقة، لحل أزمات الأطباء بوجه عام، بما فيها أطباء الامتياز، وأبرزها:
- تطبيق قانون المرتب 80%، الذي يشمل حصول أطباء الامتياز على مستحقاتهم المالية لدى الجامعة.
- تطبيق القرار رقم 153 لسنة 2019، الخاص بسكن الأطباء، والذي ينص على فتح باب التحويل للأطباء المغتربين الذين يسكنون خارج النطاق الإقليمي للجامعة بـ50 كيلو مترا، تحت إشراف مسئول التدريب ومدير المستشفى.
- خصم 50% للأطباء المقيمين بالمدن الجامعية المخصصة لأطباء امتياز قصر العيني.
- تطبيق لائحة تنظيم العمل التي تنص على تقييم الطبيب بعد خضوعه لبرنامج تدريبي مكثف، وخوضه لامتحان مزاولة المهنة، على أن يجرى التقييم كل شهرين لتحسين أداء العمل بشكل مستمر وفعال.
- تطبيق معايير منظمة الصحة العالمية الذي يخص السلامة العامة للأطباء وتفادي العدوى.
بدورها، أشادت النقابة العامة للأطباء، بالقرارات التي أصدرها رئيس جامعة القاهرة، لصالح أطباء الامتياز بمستشفى قصر العيني، مشيرة إلى أنها في انتظار الاستجابة المماثلة من باقي الجامعات على مستوى الجمهورية، لتهيئة مناخ عمل وتدريب حقيقي لأطباء الامتياز.
وسوم غاضبة
وعبر أطباء الامتياز في الجامعات المختلفة عن مطالبهم عبر إطلاق وسوم مختلفة، على “تويتر” ومنصات التواصل، ففي 27 من فبراير الجاري، تصدر هاشتاج #تنفيذ_قرار_رئيس_الجمهورية، الذي دشنه طلاب امتياز طب طنطا، قائمة الأكثر تداولا على موقع “تويتر” في مصر، للمطالبة بتطبيق قرار مكافأة امتياز لطلبة الطب 2020، وذلك بعد مخالفة قرار رئيس الجمهورية، بمنح المتدرب خلال فترة التدريب الإجباري مكافأة تدريبية شهرية تعادل 80% من إجمالي ما يتقاضاه شاغل وظيفة طبيب مقيم.
وأعرب الطلاب عن غضبهم من مماطلة المسئولين بالجامعة في تطبيق قرار المكافأة الخاصة بهم، وعددوا الصعوبات والأزمات التي تقابلهم، مثل الرواتب المتدنية، والتعسف الإداري ومخاطر العدوى والأمراض، ومدى احتياجهم للمكافاة لاستكمال الدراسات وامتحان المزاولة.
ونشر الطلاب عبر الهاشتاج المادة الجديدة في القانون رقم 415 لسنة 1954 برقم “3 مكررا” والتي تنص على: “منح المتدرب خلال مدة التدريب الإجباري مكافأة تدريبية شهرية تعادل 80% من إجمالي ما يتقاضاه شاغل وظيفة طبيب مقيم”، وذلك دون الإخلال بالقوانين والقرارات المعمول بها في القوات المسلحة في هذا الشأن، معتبرين أنها أبسط حقوقهم.
وفي السابع من فبراير دشن أطباء الامتياز بطب قصر العيني هاشتاج #امتياز_قصر_العيني.
ولخص الأطباء من خلاله مطالبهم في عدة نقاط تمثلت في:
- فتح التحويل للمغتربين والمتزوجات.
- تطبيق قانون المرتب 2000 جنيه.
- إلغاء إمضاء الـoff والتعنت.
- تطبيق معايير السلامة والأمان.
وتأتي المطالبات لتوفير أبسط الحقوق من الماسكات ووسائل الحماية من العدوى والأمراض، بعد واقعة وفاة طالبة امتياز بكلية العلاج الطبيعي، نتيجة التهاب وفشل رئوي لإصابتها بعدوى بكتيرية في الجهاز التنفسي.
أضف تعليق