يوافق اليوم 6 فبراير، احتفال العالم باليوم العالمي لمناهضة ختان الإناث، الذي تشارك مصر في إحيائه من خلال اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث في مصر، والتي جرى تشكيلها في مايو الماضي.
وأطلقت اللجنة منذ تشكيلها، حملة لمناهضة ختان الإناث والقضاء على تلك العادة، تحت شعار “احميها من الختان”، في محاولة لتعديل العادات والموروثات السلبية.
مناهضة ختان الإناث
وتهدف اللجنة للقضاء على تلك العادة الاجتماعية لما لها من آثار نفسية وصحية سلبية من خلال الآتي:
- التوعية الدائمة بقضية مناهضة ختان الإناث.
- إقامة أنشطة متنوعة بجميع محافظات الجمهورية بالتعاون بين المجلس القومي للمرأة، والمجلس القومي للطفولة والأمومة وغيرهم.
وتزامنا مع اليوم العالمي لمناهضة ختان الإناث، أوضح المحامي رضا الدنبوقي، أن مركز المرأة للإرشاد والتوعية القانونية، سيعيد نشر دراسة تحمل اسم “الجريمة المستمرة” والتي أصدرتها في سبتمبر 2019.
وتبين الدراسة أنه رغم الحملات المستمرة على مدار 19 سنة لمنع تلك الممارسة، إلا أنها لم تنخفض سوى بنسبة 5% فقط، وفقا للدنبوقي.
ويعتبر القانون المصري عملية ختان الإناث جريمة تخالف أحكام قانون الطفل، وبحسب الدنبوقي، قرر القانون عقوبة ختان الإناث على النحو التالي:
- السجن من خمس إلى سبع سنوات لكل من قام بختان لأنثى.
- تكون العقوبة بالسجن المشدد إذا نشأ عن هذا الفعل عاهة مستديمة أو أفضى ذلك الفعل إلى الموت.
- الحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تجاوز ثلاث سنوات لكل من طلب ختان أنثى وجرى ختانها بناء على طلبه.
وفاة طفلة
وشهدت مصر في 31 يناير الماضي واقعة وفاة طفلة في أسيوط بعد إجراء عملية ختان لها، بعد تعرضها لصدمة عصبية أثناء خضوعها لإجراء العملية.
وأمرت النيابة العامة بحبس الطبيب الذي أجرى العملية، ووالدي وخالة الطفلة على ذمة التحقيقات، وجرى إغلاق وتشميع العيادة الخاصة به.
وبحسب بيان النيابة فإن التحقيقات كشفت عن اصطحاب والد لطفلته إلى أخصائي نساء وولادة بالمعاش لإجراء عملية ختان لها وبرفقتهما والدتها وخالتها، وبعد خروجها حدثت مضاعفات لها حاول الطبيب تداركها غير أنها فارقت الحياة.
وأدانت الأمم المتحدة وفاة الفتاة في بيان قالت فيه: “إننا نشعر بالصدمة كون وفيات لا داعي لها كهذه، ماتزال تحدث في عام 2020، على الرغم من التقدم المُحرز نحو إنهاء هذه الممارسة الضارة، من قبيل الإصلاحات القانونية، وزيادة الوعي، وكذلك الانخراط المباشر مع المجتمعات المحلية والقادة الدينيين”.
كما استنكرت اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث في مصر، وفاة الفتاة وجددت في بيان، نشره المجلس القومي للمرأة على صفحته على موقع فيس بوك، “رفضها القاطع والتام لأي مبررات تستخدم لممارسة هذه العادة المجرمة محليا ودوليا”.
ومن جهتها دعت رئيسة المجلس القومي للمرأة في مصر مايا مرسي، وزير الأوقاف محمد مختار جمعة لتخصيص خطبة الجمعة الموحدة لـ”ختان الإناث” في جميع المساجد بمختلف محافظات الجمهورية.
رأي الإفتاء
وفي السياق، يذكر أن دار الإفتاء كانت قد أصدرت فتوى في 6 فبراير من العام الماضي، بتحريم ختان الإناث أو الاعتداء عليهن بأي صورة من الصور، سواء كانت جسدية أم نفسية، وقالت دار الإفتاء في بيانها: “إن النساء شقائق الرجال، كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم”.
وأضافت دار الإفتاء في بيانها، أن ختان الإناث ليس أمرا تعبديا، ولكن كان من قِبيل العادات التي ثبتت أضرارها الطبية والنفسية الكبيرة بإجماع الأطباء والعلماء.
وحذّرت دار الإفتاء من دعوات غير المتخصصين من أصحاب الآراء المتشددة، الذين لم يدرسوا رأي الشرع ولا الطب في هذه المسألة، ويروجون لهذه العادة الضارة باسم الدين، بحسب تعبيرها.
الأمم المتحدة
ومن جهتها، ذكرت الأمم المتحدة، عبر موقعها الإلكتروني، أن العام الحالي 2020، يوجد أكثر من 4 ملايين فتاة في كل أنحاء العالم معرضات لمخاطر ممارسة ختان الإناث، وتشويه أعضائهن التناسلية.
وأضافت الأمم المتحدة، أن هناك زيادة مطردة بعدد السكان في 30 بلدا يقام فيها ختان الإناث، إذ تجرى فيها ما لا يقل عن 30% من الفتيات ممن هن دون سن 15، وتسعى الأمم المتحدة للقضاء عليها بالكامل بحلول عام 2030، بما يتوافق مع الهدف 5 من أهداف التنمية المستدامة.
وعن مناهضة ختان الإناث في مصر، أشاد مسئول صندوق الأمم المتحدة للسكان بمصر، ألكسندر بوديروزا، أواخر العام الماضي 2019، بالتزام مصر بمكافحة ختان الإناث، والجهود التي تمت من قبل اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث.
وتتصدر بلدان قارة إفريقيا الإحصائيات العالمية لظاهرة ختان الإناث، إذ كشف تقرير سابق لليونيسف في 2015، أن مصر هي أكثر الدول من حيث عدد الفتيات اللاتي أُجريت لهن العملية حول العالم، تليها الصومال، وغينيا، وجيبوتي.
مخاطر وآثار سلبية
ويؤكد أساتذة أمراض النساء والتوليد وخبراء العلاقات الأسرية والنفسية، ضرورة بذل مزيد من الجهد لمناهضة ختان الإناث في مصر لما له من أضرار بالغة على الفتيات اللاتي يتعرضن له.
ويرى خالد سلطان، استشاري أمراض النساء والتوليد، أنه يجب قصر ختان الإناث على حالات التضخم المرضية التي يحددها الطبيب فقط.
وأوضح سلطان خلال تصريحات صحفية بعض الأضرار التي قد تصيب الفتاة جراء تلك العملية منها:
- مضاعفات التخدير أو الإصابة من جراء الجراحة التي قد تصل للنزيف والوفاة.
- تكرار الالتهابات بالمجاري البولية.
- الإصابة بالعقم.
- تشويه الأعضاء التناسلية.
- الآلام الشديدة والصدمة العصبية.
- مضاعفات بالجهاز البولي والجهاز التناسلي
- آلام وعسر الطمث.
أما عن الآثار النفسية السلبية لختان الإناث، فأوضحت رحاب عواد، أستاذ الصحة النفسية والأسرية، أن أخطرها خوف الفتاة من العلاقة الجنسية عند الزواج، والبرود الجنسي وضعف التجاوب مع الزوج.
أضف تعليق