تسبب عطل بمحطة كهرباء العميد في محافظة مرسى مطروح في انقطاع الكهرباء عن مناطق واسعة لأكثر من 12 ساعة متواصلة، وهي الواقعة الأحدث بالأمس، التي كشفت جزءا من معاناة أهالي مرسى مطروح.
انقطاع الكهرباء لأكثر من نصف يوم استرعى انتباه مجلس النواب، فقدّم النائب سليمان فضل العميري، بيانا عاجلا بشأن الأزمة، إذ عبّر عن صورة من صور المعاناة التي يعيشها أهالي المحافظة الحدودية، التي يواجه سكانها العديد من المشاكل المتعلقة بالصحة والخدمات الأساسية من غاز ومياه وصرف صحي وكهرباء.
ليس هذا فحسب، بل ظل أهالي مدن غرب مرسى مطروح لمدة 5 سنوات يسافرون إلى مدن أخرى من أجل تلقي العلاج، بسبب مشكلة بكابل كهرباء تسببت في تعطيل أعمال صيانة بمستشفيات براني والسلوم لمدة 5 سنوات.
معاناة أهالي مرسى مطروح
وبخصوص المشكلة الأخيرة من انقطاع الكهرباء 12 ساعة، قالت مصادر بالمحافظة: “إن انقطاع الكهرباء طال مناطق وسط البلد، والليدو، والكيلو 4، والكيلو 7، والكيلو 2، منذ الساعة الواحدة صباح الثلاثاء، ما تسبب في حالة من الاستياء بين الأهالي، بسبب امتحانات الشهادات، والصفين الأول والثاني الثانويين”.
وتتكرر معاناة أهالي مرسى مطروح مع الكهرباء، ففي الشهر الماضي، انقطع التيار الكهربائي عن سبع مناطق سكنية لعدة ساعات، بسبب وجود عطل في محول الكهرباء بالمنطقة الرابعة، التي تمتد من الكيلو واحد وحتى الكيلو 7.
وفي بيانه العاجل بشأن انقطاع الكهرباء أمس في مرسى مطروح، قال النائب عن المحافظة، سليمان فضل العميري: إنه من المفترض أن وزارة الكهرباء أصبحت رقمية، ولديها آليات جديدة في التعامل مع الأعطال أو الأحداث المفاجئة، مطالبا بعدم الانتظار لحين وقوع الكارثة، والتصرف برد الفعل.
غاز ومياه
انقطاع الكهرباء لم يكن الضرر الوحيد، بل امتدت معاناة أهالي مرسى مطروح إلى قطاعات أخرى، إذ تعرضت قطاعات سكانية عديدة بالمدينة، خلال أغسطس الماضي، إلى نقص مياه الشرب، وانقطاعها عن بعض المنازل.
وعلى إثر الأزمة، أبدى مجموعة من تجار المحافظة تخوفهم من تأثر بعض الأنشطة الاقتصادية بشكل كبير بسبب هذه الظروف، وفي مقدمتها المطاعم والكافتيرات والشواطئ، وغيرها من الأنشطة التي ينتظر القائمون عليها أشهر الصيف لتعظيم إيراداتهم، خصوصا مع وفود نحو 4 ملايين زائر خلال الموسم.
وفي ردهم على الأزمة، قال مسئولون بشركة مياه الشرب والصرف الصحي بالمحافظة: إن السبب يكمن في تراجع الكمية المنتجة من محطة تحلية الرميلة بنسبة 40% مقارنة بموسم الصيف الماضي، بسبب الانقطاع المتكرر للكهرباء عن محطات التحلية، ورافع المياه بالساحل.
وطالب النائب العميري، في بيان آخر في 9 يناير الجاري، بحل أزمة العجز في أسطوانات البوتاجاز، التي يعاني منها أهالي المحافظة، بسبب عدم كفاية الحصص الواردة للمحافظة، وانتشار الطوابير أمام المستودعات وسيارات التوزيع، وهو ما كشفته مقاطع فيديو خلال يناير الجاري.
وقال العميري: إن مدينة مرسى مطروح ومناطق غرب المحافظة تمر بأزمة نقص أسطوانات البوتاجاز منذ أكثر من أسبوع، خاصة أن المحافظة لم تُغطَّ بشكل كامل بشبكة الغاز الطبيعي، إلى جانب توقف محطة تعبئة الغاز بالمحافظة، بسبب الصيانة منذ أكثر من 4 أشهر.
وطالب بتوفير حصص المحافظة من أنابيب البوتاجاز والتي قدرها بنحو 10 آلاف أنبوبة يوميا، خصوصا في ظل طقس الشتاء وموجة البرد التي تمر بها البلاد.
كما نشر أحد الأهالي صورا، توضح غرق سوق الخضار الكائن بمدينة الحمام بالقمامة ومياه الصرف الصحي، رغم كونه أهم وأقدم سوق في مرسى مطروح، ما أدى إلى انتشار الحشرات الطائرة الغريبة والروائح الكريهة.
سفر من أجل العلاج
وجاءت أكبر الأزمات في ملف الصحة، فمنذ 5 سنوات وأهالي مدن مرسى مطروح الغربية يلجئون للسفر لمدينة النجيلة ومرسى مطروح لتلقي العلاج، بسبب أعمال تطوير بمستشفيات براني والسلوم التي لم تنته منذ 5 سنوات، بسبب مشكلة في الكهرباء أيضا.
وبخصوص المشكلة، تقدم نواب ببيان، في ديسمبر الماضي، كاشفين عن أن هناك تقاعسا من وزارة الصحة في توفير خدمات صحية للمواطنين بالمحافظة، ما أدى إلى تردي الوضع في المدينة.
وأضاف النواب أنهم توجهوا لديوان وزارة الصحة وبصحبتهم محمد رضوان، مسئول الاتصال السياسي بوزارة الصحة، من أجل العمل على إنهاء الأعمال بمستشفى براني ومستشفى السلوم المتوقفين عن تقديم الخدمات منذ أكثر من 5 سنوات، وكذلك مشكلة خلو منصب وكيل وزارة الصحة بمطروح.
وعندما التقوا بالدكتور مصطفى غنيمة، مساعد وزير الصحة للطب العلاجي، كان رده أن المشكلة بسبب كابل الكهرباء الرئيسي، وجرى حلها، وجارٍ البدء في فرش المستشفى وتجهيزها للعمل والانتهاء منها في شهر يناير الجاري، وعن خلو منصب وكيل الصحة بالمحافظة أكد غنيمة أنه متوقف على موافقة الجهات المعنية.
وبينما تنقص المياه في المنازل وتتسبب في معاناة أهالي مرسى مطروح، كان خالد زايد، مدير هيئة السكة الحديد بالمحافظة، قد أوضح أنه جرى إيقاف حركة القطارات على خط “السلوم- مرسى مطروح”، لحين تحسن الأحوال الجوية وبدء أعمال الصيانة.
وأرجع زايد السبب إلى تعرض خط السكة الحديد الرابط بين مدينة مرسى مطروح ومدينة السلوم بمنطقة أبو ميلاد بالكيلو 130، لانجراف التربة أسفل الخط، نتيجة جرف مياه سيول الأمطار التربة الرملية أسفل القضبان.
جميع ما سبق عرضه من وقائع خلال الأيام والأشهر الماضية، يظهر بعضا من معاناة أهالي مرسى مطروح وتردي الخدمات المختلفة في ظل تقاعس المسئولين عن إيجاد الحلول وحل مشكلات واحدة من المحافظات الحدودية المظلومة.
أضف تعليق