بعد أكثر من عامين من طرح الفكرة، ورغم ما تواجهه من صعوبات، تنطلق اليوم الأحد، أولى مراحل التدريب على تطبيق تقنية VAR، وفقا لما أعلنه اتحاد الكرة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.
وبحسب الاتحاد المصري لكرة القدم، تُقام لمدة يومين التجارب الفنية للتطبيق على الملعب الفرعي لإستاد القاهرة.
وأوضح بيان الاتحاد أن الحكام سيتلقّون محاضرات نظرية عن الأمور المتعلقة بكيفية تشغيل التقنية، ومن المقرر أن تستغرق هذه المرحلة أسبوعا، يُجرى بعدها تقسيم الحكام إلى 18 مجموعة، تضم كل منها ثلاثة حكام، لبدء التدريب العملي، الذي يمتد إلى 28 يوما.
تطبيق تقنية VAR
والخميس الماضي، كشف محمد فضل، عضو اللجنة الخماسية المسئولة عن إدارة اتحاد الكرة، عضو لجنة إدارة الاتحاد المكلف بالمشروع، عن أن تطبيق تقنية VAR بشكل رسمي سيكون في الدور الثاني من مسابقة الدوري الممتاز، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن اتحاد الكرة هو مَن يتحمّل كل التكاليف، وليس الأندية.
وأضاف فضل: “أنهينا كل إجراءات الفار، والأجهزة التي سيتدرّب عليها الحكام ستصل غدا أو بعد غد من الجمارك، واتحاد الكرة هو مَن يتحمّل تقنية VAR، والأندية لن تتحمل المبالغ المادية”.
وأشار فضل إلى أن البرنامج الزمني الموضوع يكفل تطبيق التقنية بداية من الدور الثاني لمسابقة الدوري الممتاز، فيما ينتظر الاتحاد وصول الموافقة رسميا من وزارة الشباب.
ووفقا لفضل، يستضيف إستاد القاهرة التدريبات الخاصة بتقنية الفيديو، بعدما أنهى اتحاد الكرة اتفاقه مع شركة إسبانية، التي تولت تطبيق التقنية في أمم إفريقيا 2019 للكبار، بعد إتمام الاتفاق على جميع البنود، وأبرزها:
- يستمر العقد لمدة ثلاث سنوات ونصف.
- اختار اتحاد الكرة سبيل التأجير التمويلي ينتهي بالبيع التأجيري.
- تؤول كل الأصول لملكية اتحاد الكرة في نهاية مدة التنفيذ (ثلاث سنوات ونصف).
- يكون المشروع كله بأصوله وبكل ما أُنفق عليه ملكا خالصا لاتحاد الكرة.
وتقنية VAR أو حكم الفيديو عبارة عن حكم إضافي يتابع المباراة من الشاشات، يخبر الحَكم برأيه في المواقف التي يشك فيها، ويمكن لحَكم الساحة الرجوع لشاشة خاصة به جانب الملعب، للتأكد من صحة قراره.
تكاليف باهظة
ورغم اتفاق الجميع في أن تقنية VAR تهدف إلى إنصاف الحق، وإعطاء كل فريق حقة، فإنها تواجه انتقادات وصعوبات عديدة، فهناك مَن يرى أنها تفقد كرة القدم شيئا من متعتها، بينما أشار آخرون إلى معوقات، مثل: تكلفتها العالية، وما تحتاجه من وقت للتدريب، وأن الملاعب غير مستعدة لتطبيقها.
وانتقد مصدر مطلع داخل لجنة الحكام الرئيسية في اتحاد الكرة، خلال تصريحات صحفية، ارتفاع تكلفة تطبيق تقنية حكم الفيديو “تقنية VAR”، موضحا أن التقنية لها سيستم خاص بها، ولها شركات متخصصة، يُشرف عليها فيفا.
ولفت إلى أن اتحاد الكرة يريد أن يُفعّل التقنية، وعليه أن يشتري هذا السيستم بملايين الدولارات، ويتحمل تكلفة تدريب الفنيين، ثم الحكام من قِبَل مسئولي الشركة صاحبة السيستم.
وأعلن الاتحاد في وقت سابق أن تكلفة تطبيق تقنية VAR بالدوري المصري ستصل لمليون يورو في الموسم الواحد، ما يعادل 18 مليون جنيه مصري تقريبا، بواقع 3 آلاف يورو في المباراة الواحدة تقريبا، وذلك في حال استئجار الأجهزة، وليس شرائها.
آمال ومعوقات
ويطمح القائمون على لعبة كرة القدم والمَعنيون إلى أن اللعبة تصبح أكثر عدلا بالمجمل العام، من خلال تطبيق تقنية VAR، الذي يعمل على الآتي:
- كشف تسجيل الأهداف غير الشرعية.
- لا يستطيع لاعب أن يهرب من العقوبة بعد الاعتداء على المنافس خلف ظهر الحكم.
- لا يستطيع حَكم الراية إلغاء هدف صحيح.
- إمكانية منح ركلة الجزاء للفريق الذي يستحقها إن لم تكن الحالة واضحة للحكم الرئيسي.
وفي المقابل، صرح لوكاس برود، الأمين العام للمجلس الدولي لكرة القدم “إيفاب”، بأن تطبيق تقنية VAR، حكم الفيديو المساعد، في مصر خلال الوقت الحالي شبه مستحيل، ذلك بسبب عدم وجود أي تقدم في العمل.
وفي السياق ذاته، قال جمال الغندور، رئيس لجنة الحكم في الاتحاد المصري لكرة القدم: “مصر في الوقت الحالي لا تمتلك إلا فريقا واحدا، يتكون من حكم ساحة، وثنائي لغرفة (فار)، وهذا لا يكفي إلا لدوري يخوض مباراة واحدة كل جولة”.
وردا على إمكانية استخدام التطبيق في الدوري المصري في الدور الثاني: “هذا شبه مستحيل، فإن عملية التدريب والتعليم تحتاج إلى فترة من ستة إلى تسعة أشهر، من أجل العمل بها بشكل رسمي”.
واستطرد: “الحل الوحيد بالنسبة لمصر في حالة الحصول على الموافقة، وإدارج تقنية الـ(فار) هو أن يُجرى اختيار مباراة واحدة كل أسبوع من الدوري، ليديرها الطاقم المدرب، حتى يُجرى الانتهاء من تدريب باقي الحكام”.
وباتت تقنية حكم الفيديو حائرة في الكرة المصرية، بسبب كثرة الإعلان عن تنفيذها، ثم التراجع عنها من قِبَل المسئولين بالكرة المصرية، إذ أعلن مسئولو اتحاد الكرة قبل بداية الموسم الماضي رفض مناقشة تطبيق تقنية VAR في مباريات الدوري بالموسم المقبل للأسباب التالية:
- ضعف إمكانيات الاتحاد.
- ضعف إمكانيات الأندية، باستثناء الثلاثي الأهلي والزمالك وبيراميدز.
- أن الملاعب غير مستعدة لاستقبالها.
- عدم وجود عدد كافٍ من الكاميرات في أماكن شتى من الملعب، لكي تقدم المساعدة المنتظرة منها لحكم المباراة.
- ضرورة إتاحة مدة كافية لتدريب الحكام، من خلال برنامج متكامل قبل الإعلان عن التطبيق.
وشهدت مصر تطبيق الـ”VAR” مرة واحدة بالجولة الختامية للدوري قبل ثلاث سنوات، وتسبّبت في انتقادات واسعة، بسبب استخدام تلفزيون صغير على طاولة، في أمر أثار سخرية وانتقادات عنيفة.
أضف تعليق