تضرب المحافظات موجة من الطقس السيئ وحالة عدم استقرار في الجو، يصاحبهما انخفاض في درجات الحرارة، بجانب وجود نشاط للرياح، وارتفاع أمواج البحر، ما أدى إلى تعطيل الدراسة، وغرق عدد من الشواطئ في المدن الساحلية، وانهيار عقارات.
وتصدّرت الإسكندرية قائمة المحافظات الأكثر تضررا في موجة الطقس السيئ، وترتب على ذلك إصدار قرار بتعطيل الدراسة اليوم بالجامعات والمدارس، ولحقتها محافظة مطروح.
وفي محاولة للنجاح هذه المرة باختبار موجة الطقس السيئ، أعلن عدد من المحافظين تشكيل غُرف عمليات بمجالس المدن، لمتابعة حالة الطقس وبيانات هيئة الأرصاد الجوية، للاستعداد المبكر، ومواجهة آثار التقلبات الجوية، وسقوط الأمطار المحتملة.
موجة الطقس السيئ
وفي إطار موجة الطقس السيئ، ضربت نوّة “الفيضة الصغرى” الإسكندرية، اليوم، وصاحبها انخفاض في درجات الحرارة، وصل إلى حد الصقيع، ونشاط ملحوظ في حركة الرياح، وارتفاع موج البحر بشكل كبير، ما أدى إلى تعطيل الدراسة.
وأعلن يوسف الديب، وكيل مديرية التربية والتعليم بالإسكندرية، تعطيل الدراسة اليوم، نظرا لسوء الأحوال الجوية المتوقعة، وحالة الطقس السيئ، حرصا على أمن وسلامة الطلاب، بناء على تعليمات محمد الشريف، محافظ الإسكندرية.
وأصدر عصام الكردي، رئيس جامعة الإسكندرية، قرارا بتعطيل الدراسة في جميع كليات ومعاهد الجامعة اليوم وغدا، وذلك نظرا لسوء الأحوال الجوية.
فيما قرّر الشيخ علي خليل، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، تعطيل الدراسة، اليوم الأربعاء، بمعاهد محافظتيْ الإسكندرية ومطروح.
وأوضح رئيس قطاع المعاهد الأزهرية أن الإجازة للطلاب فقط دون العاملين، منوّها بإجراء تعديل في جدول الامتحانات لصفوف النقل التي تُجرى حاليا، وإعلانه للطلاب فور تعديله.
غرق الشوارع
وتسببت الرياح والطقس السيئ ببور سعيد والإسكندرية في ارتفاع منسوب المياه بالبحر المتوسط، وخروجها إلى الشوارع المطلة على الشاطئ، وخاصة في بور فؤاد، والكافتيريات المطلة على البحر في بور سعيد، وتأثرت حركة المارة بسبب انخفاض درجات الحرارة إلى 16 درجة مئوية.
واجتاحت الأمواج أيضا كورنيش الإسكندرية، بسبب شدة الرياح والعواصف التي صاحبت نوة “الفيضة الصغرى” ما أدى لارتباك حركة المرور، كما شهدت المحافظة غرق الكورنيش في منطقتيْ المندرة والعصافرة، تزامنا مع نوة الفيضة الصغرى، التي ضربت المحافظة بأمطار غزيرة وعواصف.
وكانت أحياء العجمي والمنتزه ثانٍ قد وضعت سواتر رملية، باستخدام أجولة الرمال على شواطئ المكس والعصافرة وأبو قير، لحماية الكورنيش من التآكل، تحسبا لارتفاع أمواج البحر، إلا أنها لم تفلح في صدّ الأمواج.
وأكد مصدر مسئول بميناء الصيد البحري ببور سعيد، أنه جرى إغلاق الميناء حتى انتهاء حالة الطقس السيئ.
وقال في تصريح صحفي: “إن مراكب الصيد دخلت الميناء عصر أمس، وجرى تحذير الصيادين من الصيد بشكل فردي أو بالمراكب الخشبية، لارتفاع الموج إلى ستة أمتار، ما يشكّل خطورة على حياتهم”.
تحطيم ممر زجاجي
وفي مرسى مطروح، تسبب الطقس السيئ في تحطيم الممر الزجاجي لحمام كليوباترا، الذي جرى إنشاؤه الصيف الماضي، ضمن أعمال التطوير والتجميل التي جرت بمنطقتيْ شاطئ كليوباترا وشاطئ الغرام.
ولم يلتفت المسئولون وقتها لتحذيرات الأهالي، من عمل ممر زجاجي في هذه المنطقة، بسبب تلاطم الأمواج وسوء الأحوال الجوية التي تشهدها شواطئ المحافظة خلال فصليْ الخريف والشتاء.
وشهدت محافظة مطروح والساحل الشمالي تقلبات جوية وطقسا سيئا على مختلف المناطق، وتزايد نشاط الرياح المحملة بالأتربة، وحجب السحب الترابية لأشعة الشمس، مع ارتفاع أمواج البحر، وزيادة حركة المد، مما تسبب في وقف عمليات الصيد، وتراجع حركة السفر على الطرق السريعة.
وجرى إنقاذ ثلاثة أشخاص تعرضوا للغرق، بعد أن سحبتهم الأمواج العالية أثناء تواجدهم على شاطئ كورنيش المدينة.
غرق دمياط
ولليوم الثاني على التوالي، تتعرض محافظة دمياط إلى الطقس السيئ، وسقوط الأمطار على جميع أنحاء المحافظة، يصاحبها برودة شديدة في الطقس، وساعد انسداد “البالوعات” في تحوّل الشوارع إلى بركة مياه.
وأدى ارتفاع الموج إلى غرق كافيهات منطقة اللسان برأس البر، وإغلاق موانئ.
وتسببت موجة الطقس في إغلاق بعض الموانئ، أبرزها ميناء الصيد في عزبة البرج، وتعطّلت حركة الصيد، نظرا لارتفاع الأمواج عن المنسوب المسموح به لخروج مراكب الصيد.
ورفعت موانئ البحر الأحمر درجة الاستعداد القصوى لمواجهة الطقس السيئ، وشهدت موانئ البحر الأحمر حالة من سوء الأحوال الجوية، وجرى إيقاف جميع الأنشطة البحرية على جميع الوحدات البحرية الصغيرة والكبيرة، حفاظا على سلامة الملاحة البحرية.
نصائح
وفي ظل موجة الطقس السيئ التي تضرب البلاد، نصح محمود شاهين مدير إدارة التحاليل والتنبؤات في الهيئة العامة للأرصاد الجوية، المواطنين بالآتي:
- القيادة بهدوء على الطرق حيال سقوط أمطار كما هو متوقع.
- الالتزام بتعليمات المرور، خصوصا مع انخفاض مستوى الرؤية، بسبب الرياح المحملة بالرمال والأتربة.
- متابعة الأحوال الجوية باستمرار، واتخاذ الحذر من التقلبات الجوية المفاجئة.
- تجنب السير على حواف الطرق، والابتعاد عن تراكمات المياه بقدر الإمكان، تحسبا لعدم وصول المياه لمحرك السيارة، ما قد يؤدي إلى أعطال ميكانيكية، نظرا لعمق المياه بها.
- عدم ترك الأطفال في الشوارع أثناء الأمطار، حتى لا تتعرض للصعق الكهربائي، بسبب أعمدة الإنارة، وأكشاك الكهرباء، والكابلات المكشوفة.
- تحذير من ركوب البحر خلال تلك الأيام، التي يوجد بها “الفيضة الصغرى”، وإغلاق الموانئ، وتوقف حركة الملاحة لخطورة الأمواج.
- يفضل اصطحاب الكمامة لمرضى الجيوب الأنفية، حتى لا يُصابون بالحساسية.
أضف تعليق