الوسواس القهري.. لماذا ارتبط بانتحار الشباب في مصر؟

الوسواس القهري.. لماذا ارتبط بانتحار الشباب في مصر؟
الوسواس القهري اضطراب في المخ، وله علاجان، الأول علاج دوائي، والثاني علاج سلوكي- مصر في يوم

انتشرت حوادث الانتحار في مصر مؤخرا، لتصبح أبرز أسباب وفاة الشباب، وفي ظل هذه الظاهرة المأساوية، أشارت أصابع الاتهام إلى مرض “الوسواس القهري”.

وشهدت محافظة الموفية، اليوم، انتحار طالبة ثانوي بـ”الحبة القاتلة”، لتنضم إلى طابور المنتحرين الممتد منذ شهور، ما يدعو للتساؤل، هل مرض “الوسواس القهري” هو البطل الحقيقي في زيادة معدلات الانتحار بين الشباب بمصر؟

ومنذ أيام، أثارت قصة انتحار شهد أحمد، الطالبة بكلية الصيدلة، الرأي العام، بعد أن جرى العثور عليها في مياه النيل بالوراق، وأكد والدها أنها كانت تعاني من الوسواس القهري، وتتردد على طبيب نفسي للعلاج.

وفي واقعة انتحار طالب في كلية الهندسة جامعة حلوان، بإلقاء نفسه من أعلى برج القاهرة، كان المرض نفسه هو المتهم الأول، فما هو وما خطورته وكيف علاجه؟

الوسواس القهري

الوسواس القهري (OCD) هو أحد أنواع الاضطرابات النفسية التي تؤدي في بعض الأحيان إلى الانتحار، إذ تؤدي الوسوسة في الكثير من الأحيان إلى الشك والتوهم بالمرض، وعند تملك فكرة معينة على العقل لا يستطيع السيطرة عليها، خصوصا الأفكار السلبية، مثل: غسل الأيدي، وفحص الأشياء أو التنظيف.

فالمريض يعاني من الاضطرابات النفسية التي تستدعي التدخل الطبي، واتخاذ العلاج، من خلال العقاقير أو الجلسات، حتي لا تتدهور حالته، وتصل إلى الانتحار.

ويصاحب مرض الوسواس القهري أعراض عديدة، أبرزها:

  • الشعور بالرغبة في الصراخ دون أي سبب.
  • نتف الشعر بشكل مستمر.
  • الخوف المستمر من الاتساخ والتلوث.
  • الشعور دوما بالرغبة في ترتيب وتنسيق كل شيء.
  • تخيلات لها علاقة بالجنس.
  • عدم الرغبة في مصافحة الآخرين وملامستهم، خوفا من العدوى.
  • غسل الأيدي باستمرار، والشعور دوما أنها غير نظيفة.
  • تخيلات حول حوادث أو أذية أطفال الشخص المصاب بالوسواس القهري.
  • القيام بالشيء نفسه عدة مرات، لضمان فعله.
  • تنظيف الأدوات المنزلية أو الأشياء الأخرى بشكل مفرط.

انتحار الشباب

وفقا لأستاذة في الطب النفسي، فإن مرض الوسواس القهري قد يدفع المصاب به إلى الانتحار، إذ أوضح  الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي، أن الوسواس القهري مرض قد يتعرض له الأطفال، ويظهر لديهم على هيئة ألفاظ أو هلاوس يسمعها الطفل، أما عند الكبار فيأتي في صورة أفكار شريرة، أو أفعال وسواسية أو خيالات.

وأضاف المهدي، في تصريحات تلفزيونية: “أن هذه الأفكار تدفع الأشخاص للقيام بأشياء”، متابعا: “كأنها هتعمل حاجة أو على وشك تعمل حاجة، ودا الجزء المتصل بالوساوس والقدرات والأفعال القهرية”.

وأشار إلى أن الشخص يكون على اقتناع تام أنها أشياء غير منطقية، لكنه لا يستطيع التوقف عنها، لأن المرض يسيطر عليه.

وأضاف: “أن الوسواس القهري اضطراب في المخ، وله علاجان، الأول علاج دوائي، والثاني علاج سلوكي، ولكن يجب الاعتراف بالمرض، لمحاولة علاجه في وقت سريع”.

أدوية الوسواس القهري

وفيما يخص الجانب العلاجي بالأدوية، فما زالت مسألة صرف أدوية “الوسواس القهري” في الصيدليات تثير جدلا، بين تأكيد الصيادلة أن الصرف لا يُجرى إلا باستخدام وصفة طبيب، وبعض الأصوات التي تؤكد أن الأمر يُجرى بشكل عشوائي، دون أي روشتة طبية مكتوبة.

وقال أسامة رستم، نائب رئيس غرفة صناعة الدواء: “إن أدوية الوسواس القهري من النوع الذي لا يجب أن يُجرى الحصول عليه إلا من خلال تقديم المريض لوصفة طبية للصيدلي”.

وأضاف في تصريحات صحفية: “على أرض الواقع يُجرى صرف كل الأدوية في كثير من الأحيان دون أي روشتة، إلا فقط التي جرى تسجيلها في وزارة الصحة، تحت تصنيف المخدرات، إذ يخشى الصيادلة عمليات التفتيش التي تُجرى من قِبَل وزارة الصحة، لذا يمكن أن يُجرى صرف أدوية الوسواس القهري دون روشتة، على حسب ضمير الصيدلي”.

وعن أسعار أدوية الوسواس القهري، ومدى انتشارها، قال: “إن الأسعار مرتبطة بكثرة استخدامها، فأدوية الوسواس القهري أسعارها مرتفعة نسبيا، لأن المرض ليس شائعا، وبالتالي نسبة الإقبال على شراء هذه الأدوية لن تكون بكثافة، فضلا عن أن مكونات الأدوية التي تعالج كيمياء المخ في الغالب تكون باهظة الثمن”.

انتحار شهد

والشهر الماضي، أصدر النائب العام قرارا بانتفاء الشبهة الجنائية في واقعة العثور على شهد كمال، المعروفة إعلاميا بـ “الطالبة شهد” التي جرى العثور عليها غارقة، لعدم وجود جريمة.

وكشفت تحقيقات النيابة العامة عن معاناة الطالبة شهد أحمد من أزمة نفسية، خلال أوقات متقطعة، بالمرحلتين الإعدادية والثانوية، حتى التحقت بكلية الصيدلة.

ومنذ شهر سابق على وفاتها، عادت إليها الأزمة النفسية ذاتها، التي سبّبت لها أرقا، منعها من النوم أكثر من ساعتين يوميا، وبعرضها على أحد الأطباء النفسيين، وخلال كشفه عليها، أخبرته بأن أفكارا سيئة تراودها، وأن من تلك الأفكار أنها ستموت.

وانتهى إلى معاناتها من الوسواس القهري، وبعدها ألقت نفسها في النيل، وأكد أطباء مصلحة الطب الشرعي أن وفاتها تُعزى إلى إسفكسيا الغرق، وأنها بكر، وجسدها يخلو من أي علامات لحدوث عنف جنائي أو مقاومة.

رقية كمال

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *