الكلاب الضالة.. لماذا لم تنجح محاولات القتل والإخصاء؟

قتل الكلاب الضالة بالرصاص والسم
الكلاب الضالبة تعقر مواطنين في الإسكندرية والمحافظات رغم محاولات مكافحتها - مصر في يوم

ما بين تصديرها وقتلها بالرصاص أو السم، وبين إخصائها وتعقيم إناثها، لم تستطع مقترحات وحلول الحكومة والمسئولين حل أزمة الكلاب الضالة والمسعورة، إذ يبدو أنها لم تكن على مستوى التنفيذ المطلوب، الأمر الذي أدى إلى عقر 31 شخصا خلال يوم واحد.

وقالت فيروز سلطان، مدير عام الشئون الوقائية بمديرية الشئون الصحية بالإسكندرية، أول من أمس الأحد: “إن عدد المصابين الذين عقرتهم الكلاب الضالة بشارعيْ خليل حمادة والعيسوي في منطقة المنتزه، بلغ 31 شخصا، وجرى استقبالهم بمركز علاج العقر بمستشفى شرق المدينة”.

الكارثة ألجأت مديرية الطب البيطري بالمحافظة إلى إبادة وقتل 58 من الكلاب الضالة بمنطقة سيدي بشر، شرق المحافظة، 40 كلبا منها رُمِيَ بالرصاص، و15 آخرين بسم الإستركنين، رغم رفض جمعية “الرفق بالحيوان” لهذا الحل “غير الرحيم”، حسبما تراه.

الكلاب الضالة × أرقام

ولمعرفة حجم الكارثة التي يعيشها المواطنون، جراء هذه الحيوانات التي تهدد حياتهم، كشف عز الدين أبو ستيت، وزير الزراعة، في 13 مارس الماضي، عن وجود أكثر من 16 مليون كلب ضال في مصر، عدد الذكور منها يتراوح من خمسة إلى سبعة ملايين، بخلاف الكلاب الأليفة التي يرعاها مواطنون في المنازل.

ووفقا للوزارة، كانت هناك 400 ألف حالة عقر من الكلاب الضالة عام 2017، بارتفاع بلغ 100 ألف حالة عن 2016، وتوفى على مدى السنوات الأربع الماضية 231 شخصا، بسبب الكلاب الضالة، كما تسبب في وفاة 55 ألف شخص سنويا على مستوى العالم.

وفي تقرير آخر للزراعة، ارتفعت عدد حالات الوفيات بسبب الإصابات بالعقر بمعدل متغير، وبلغ عدد حالات الإصابات المنتهية بالوفاة 52 حالة، عام 2014، ارتفعت إلى 55 حالة وفاة عام 2015، ثم واصلت الارتفاع في العام التالي إلى 59 حالة وفاة، لتصل عام 2018 إلى 65 حالة وفاة، بسبب عقر الكلاب الضالة.

وكشف علاء السيد، ممثل وزارة الصحة، في 15 مايو الماضي، عن وجود 129 ألف حالة إصابة بعقر الكلاب الضالة في الربع الأول من عام 2019، فيما كان عدد الحالات في سنة 2018 نحو 482 ألفا و40 حالة.

ضحايا الإهمال

لم يتوقف الضرر عن عقر الكلاب، بل امتد لإجراءات العلاج التالية له، ففي 10 يوليو الماضي، لقيت “مريم صابر” 26 سنة، من قرية شقلقيل بمحافظة أسيوط، مصرعها، إذ دخل عليها كلب منزلها، وعقرها في يدها، لتنتقل بعدها إلى مستشفى أبنوب، وتتلقى عددا من الحقن المضادة لسعار الكلاب “الفاسدة”، ما تسبب في وفاتها، حسب المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي.

وتوفى التلميذ عمر عيد كامل، 12 عاما، بمركز العدوة شمال المنيا، في ديسمبر 2016، بعدما عقره كلب، بينما اتهمت والدته “جيهان. م. ي”، 36 سنة، ربة منزل، الطاقم الطبي باستقبال مستشفى العدوة المركزي، بالتسبب في وفاة نجلها، بعد إجراء خياطة للجرح، بالمخالفة للمعايير الصحية التي تحظر ذلك، ما تسبب في تسمم جسد نجلها، ونتج عن ذلك وفاته.

فيما تركزت أغلب حلول المسئولين في قتل الكلاب الضالة، رغم ما يلاقي هذا الحل من انتقادات الناشطين في مجال حماية الحيوان، ففي أغسطس 2018، قال المهندس شريف حبيب، محافظ بني سويف: “إنه تلقى تقريرا من مديرية الطب البيطري بإعدام 17 ألفا و333 كلبا ضالا بشوارع المحافظة، على مدار عام”.

وأعدمت محافظة المنوفية، في حملة مكبرة، في 22 سبتمبر الماضي، ما يقرب من 1713 كلبا ضالا، وفي يوليو السابق له أعدمت ما يقرب من 1856 كلبا ضالا، بعدما كشف تقرير الطب الوقائي بالمحافظة تسجيل 6241 حالة عقر بمستشفيات المحافظة في الفترة من يناير وحتى أبريل الماضي.

وأعدمت محافظة شمال سيناء 1033 من الكلاب الضالة، باستخدام ثلاثة كيلو جرامات من الطعوم السامة، قيمتها 45 ألف جنيه، في يونيو الماضي، وأعدمت الدقهلية 600 كلب ضال في أكثر المناطق حيوية وتجمعا للمواطنين، أغسطس الماضي.

إخصاء وتصدير

من جهته، طالب أحمد الغندور، عضو مجلس نقابة البيطريين، في مايو الماضي، بزيادة المخصصات المالية لمكافحة الكلاب الضالة عن 750 مليون جنيه للقضاء عليها، بعد تزايدها كثيرا خلال السنوات الماضية.

وكشف عضو المجلس، عن الخطة المطروحة في الجلسة لحل الأزمة، مبينا أنها تتمثل في:

  • إزالة القمامة من كل الأماكن، وخاصة المدن الجديدة للظهير الصحراوي، لاحتوائها على الكلب الأكثر شراسة.
  • نقل مقالب الزبالة بعيدا عن التجمعات السكانية التي تكون أكثر جذبا للكلاب الضالة.
  • التخلص من انتشار الكلاب الضالة شديدة الخطورة بالسم أو بالخرطوش.
  • التخلص من الكلاب قليلة الخطورة بالتطعيم أو المصل الخاص، ويستفاد منها في التربية أو الحراسة.
  • الإخصاء لذكور الكلاب، وتعقيم إناثها، للحد من تكاثرها، وانتشار الأوبئة.

وفي جلسة البرلمان، المنعقدة في الخامس من الشهر الجاري، أعلن سامي المشد، أمين سر لجنة الشئون الصحية، أنه إذا كانت تريد جمعية الرفق بالحيوان بسويسرا أو غيرها تحمّل تكاليف نقل وتصدير الكلاب الضالة من مصر إليها أو إلى أي دولة أخرى فلا مانع من ذلك.

جاء ذلك بعدما أوضح النائب أحمد السجيني، رئيس لجنة الإدارة المحلية، أن رئيسة جمعية الرفق بالحيوان في سويسرا قالت خلال جلسة الاستطلاع: “إن الكلاب الضالة المصرية من أفضل الكلاب التي تُستخدم في الحراسة لديهم بالشرطة السويسرية”.

وأوضحت الهيئة العامة للخدمات البيطرية، أن هناك طريقتين للإبلاغ عن الكلاب الضالة، إذ يمكن الاتصال بغرفة العمليات بالمديرية التابع لها المواطن أو الذهاب لها للتبليغ بأماكن وجود الكلاب.

وأضافت: “أنه يمكن الاتصال بمكتب رئيس الإدارة المركزية للصحة العامة والأمراض المشتركة، وهو 0237481764”.

عبد الله محمد

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *