أبراج الضغط العالي.. ما الأضرار وخطط التطوير؟

أبراج الضغط العالي وأضرارها
أبراج الضغط العالي تسبب أمراضا وتعرض حياة المصريين للخطر - مصر في يوم

“مصائد للموت إما صعقا أو حرقا أو بنشر الأمراض الفتاكة” هذا هو حال أبراج الضغط العالي التي تهدد حياة ملايين المواطنين في قرى مصر، وتمر في الشوارع، وفوق أسطح المنازل، تصطاد ضحاياها بين الحين والآخر، رغم خطة الحكومة لتحويلها لكابلات أرضية.

ولعل آخر محطات الموت سقوط برج كهرباء في منطقة أوسيم بمحافظة الجيزة، ما أدى إلى مصرع عدد من الأشخاص، وإصابة آخرين، ولم تكن تلك الواقعة الأولى التي تتسبب فيها أبراج الضغط العالي في إزهاق حياة الأبرياء، بل إنها تكررت من قبل، لما تمثله من خطورة على حياة المواطنين.

وبين الحين والآخر تتوالى الاستغاثات من قِبَل المواطنين، لإنقاذهم من خطورة أبراج الكهرباء، فما هي أبراج الضغط العالي، وما خطورتها؟

حادث أوسيم

وأثارت حادثة سقوط برج ضغط عالٍ، داخل شركة سقيل بمنطقة أوسيم، ما أدى إلى وفاة خمسة وإصابة اثنين من عمال شركة كهرباء T & Energ، يقومون بأعمال تصليح في البرج، موجة من الغضب والجدل بشأن عوامل الأمان أثناء تصليح الأبراج، وخاصة مع تداول فيديو قبل الواقعة بأيام يظهر العمال أعلى البروج دون وسائل أمان.

وأفادت التحريات بأنه أثناء صعود العمال على البرج، بارتفاع 25 مترا، سقط جزء كبير من البرج، الذي يبلغ ارتفاعه 110 أمتار، وانتقلت النيابة العامة لإجراء معاينة، بصحبة فريق من المباحث، ولا تزال التحقيقات مستمرة.

ويظهر مقطع الفيديو المتداول، الذي جرى تصويره، يوم الأربعاء الماضي، العاملين أعلى البرج دون أحزمة أمان أو “أوناش”، يصعدون ويهبطون من خلالها، ويستخدمون البرج نفسه كسلالم للصعود والهبوط، ما يعرضهم لخطر السقوط من الأعلى أو عدم القدرة على تفادي أي حادثة في البرح نفسه.

وفي منتصف شهر مايو 2017، وقعت حادثة انفجار في أبراج الضغط العالي، بسبب الأحمال الزائدة، في شارع “الحنفية” بحارة “المرجو شي” بالمنطقة، ونجم عنها أضرار بالغة بالعقارات التي تحمل الأرقام 7 و8 و10، ما سببت خسائر مادية ضخمة.

صيانة أبراج الضغط العالي

ووفقا لخبراء هندسة الطاقة، فإن أبراج الضغط العالي، يصل تحملها من 133 حتى 500 كيلو فولت، تختلف في ارتفاعها وحجمها عن أبراج الكهرباء ذات الضغط العادي، وعند صيانتها -إما لتغيير العازلات الكهربية، أو شد خطوط الكهرباء- يجب التأكد من ربط العمال بقوة في البرج، حتى لا يتعرضون للسقوط.

ويُجرى إنشاء أبراج الضغط العالي وفقا لمعايير محددة متفق عليها، لتحمّل العوامل الجوية السيئة، والهزات الأرضية.

وأوضح أسامة السيد جودة، أستاذ بكلية الهندسة جامعة القاهرة، أنه عند إجراء تغيير العازلات الخاصة بالبرج، يجب التأكد أولا من ثبات وقوة البنية التحتية للبرج، وعدم قابليتها للحركة، نظرا لثقل وزن العازلات الذي يزداد كلما زاد ضغط البرج حتى لا يتعرض البرج للميل أو الانهيار.

وأضاف في تصريحات صحفية: “تتمثل الصيانة أيضا في شد خطوط الكهرباء، وفي الحالتين يجب أن يكون العمال مربوطين جيدا في البرج بحبل، حتى لا يتعرض أحدهم للدوار والسقوط، كأحد عوامل الأمان للعمال، إلا إذا مال بهم البرج وسقطوا به، هنا الأمر لا يتعلق بعدم الالتزام بمعايير الأمان، وإنما في ميل جسم البرج نفسه.

أضرار ومخاطر

وفيما يخص أضرارها، ذكرت دراسة، أجراها معهد كارولينسكا بالسويد، أن التلوث الكهرومغناطيسي الناتج من أبراج الضغط العالي هو المسبب الرئيس للسهر، والأرق، والإجهاد، والقلق، والتوتر، والاكتئاب، وقلة في تناول الطعام، وحالة الوهن والضعف العام للجسم، وصعوبة التركيز.

وأضافت: “أن الشخص الذي يسكن بالقرب من تلك الأبراج يُصاب بأمراض العين، مثل: قِصر النظر، وماء أزرق بالعين، وآلام بالعمود الفقري، وآلام بالمفاصل، والعجز الجنسي، وتشوهات الأجنة، وزيادة نسبة الإجهاض، وأمراض الغدة الدرقية، وضعف الجهاز المناعي، إضافة إلى خلل في الحمض النووي DNA”.

لم تكن تلك الأمراض فقط التي كشفت عنها الدراسة، بل كشفت عن أن الأطفال الذين يعيشون في مدى 650 قدما من أبراج الضغط الأعلى لديهم مخاطر أكثر من 70% بالإصابة بسرطان الدم “اللوكيميا” أعلى من الأطفال الذين يسكنون في مدى 2000 قدم أو أكثر منها.

كما أن تعرّض الأطفال للمجالات الكهرومغناطيسية، ذات الترددات المنخفضة، هو مسبب رئيس لخلل الأعصاب، وأن التعرض للمجالات الكهرومغناطيسية الصادرة من أبراج الضغط العالي فوق مستوى معين يزيد من مخاطر إجهاض الحوامل.

خطة التطوير

وتأتي كوارث أبراج الضغط العالي في الوقت الذي تواصل الحكومة تنفيذ خطة تحويل هذه الأبراج لكابلات أرضية، إذ طالبت وزارة الكهرباء والطاقة وزارة التخطيط، بدابة نوفمبر الجاري، توفير 400 مليون جنيه، لتوجيهها إلى تنفيذ المرحلة الثالثة من مشروعات الحكومة، لتغيير الكابلات الهوائية إلى أخرى أرضية.

وكشفت مصادر مسئولة في “الكهرباء” في تصريحات صحفية، عن أن الوزارة انتهت من تنفيذ المرحلتين الأولى والثانية من المشروعات، بتكلفة 1.7 مليار جنيه، مشيرة إلى أن وزارة التخطيط قامت بتمويلها، فيما جرى التنفيذ بالتعاون مع وزارة التنمية المحلية والمحافظات.

وأشارت إلى أنه يُجرى حاليا حصر كل خطوط المرحلة الثالثة، بالتعاون والتنسيق مع وزارتيْ التخطيط والمالية، والمحافظين، ومجلس النواب.

وقالت: “إن إجمالي أطوال المرحلة الأولى بلغ 1045 كيلو مترا، وجرى تنفيذها في أغلب محافظات الجمهورية، فيما بلغت أطوال المرحلة الثانية 2000 كيلو متر”، موضحة أن تغيير الكابلات يقلّل فاقد الشبكة القومية بنحو 3 – %4 الذي يصل حاليا إلى %17”.

وكشفت عن أن محافظات الدلتا والصعيد تحتل نصيب الأسد في مشروعات تغيير الكابلات، ولا سيما أن شبكاتها هي الأكبر، وتمتد على مساحات شاسعة، وتحتاج إلى بنية تحتية كبيرة خلال الفترة المقبلة.

رقية كمال

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *