حضانات الأطفال.. من ينقذ 500 ألف “مبتسر” سنويا بمصر؟

أزمة في عدد حضانات الأطفال
ولادة المبتسرين  أزمة تواجه قطاع الصحة بسبب من نقص حضانات الأطفال - مصر في يوم

تعد حضانات الأطفال، الخاصة برعاية المبتسرين، حديثي الولادة، أحد الأعمدة المهمة في منظومة طب الأطفال بدول العالم، وخاصة مصر، إذ تشير الإحصائيات الرسمية إلى أن الولادات المبكرة تشكل نحو 20% من جميع الولادات في الجمهورية.

وبحسب الإحصائيات، تعد الولادة المبكرة السبب في 47% من حالات وفيات الأطفال حديثي الولادة، والسبب الرئيس للإعاقات العقلية والجسمانية بين الأطفال.

ويوافق اليوم 17 نوفمبر احتفال العالم باليوم العالمي للأطفال المبتسرين، الذي تحييه مصر هذا العام، بإضاءة برج القاهرة باللون الأرجواني، برعاية وزارة الصحة والسكان، وبالتعاون مع الجمعية المصرية لأعضاء الكلية الملكية البريطانية لطب الأطفال.

حضانات الأطفال

وتعد ولادة الأطفال المبتسرين أحد التحديات الرئيسة التي يواجهها قطاع الصحة في مصر، لما يعانيه من نقص حاد في عدد حضانات الأطفال.

إذ لا يتعدى عدد حضانات الأطفال الموجودة في المستشفيات الحكومية، وأمانة المراكز الطبية المتخصصة، والطب العلاجي، وهيئة المستشفيات والمعاهد التعليمية، والتأمين الصحي 5 آلاف حضانة، تخدم 30 ألف طفل سنويا فقط، وفقا لأحدث تقارير المركز القومي للسكان التابع لوزارة الصحة.

وبحسب التقرير، فإن هناك ما بين 250 ألفا إلى 500 ألف طفل مبتسر يولد في مصر كل عام، وكل منهم يحتاج إلى حضانة، ما يعني أن نسبة العجز في حضانات الأطفال التابعة لوزارة الصحة تتخطى 500%.

هذا النقص الحاد في العدد جعل دخول حضانات المستشفيات العامة أشبه بحلم مستحيل، الأمر الذي أدى إلى ازدهار ما يعرف ببيزنس حضانات الأطفال في كل مكان، ودفع بعض المستشفيات والمراكز المتخصصة لاستغلال حاجة الآباء والأمهات، والمغالاة في أسعار الحضانات.

وبحسب الإعلانات المنتشرة في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، يتراوح سعر الليلة بالحضانة حسب حجم المستشفى، وإمكانيات الحضانات بها، ونوعيْتها، إذ يبلغ سعر الليلة في المستشفيات المتواضعة بين 300 إلى 500 جنيه.

بينما أسعار المستشفيات الكبرى يصل إلى 1200 جنيه في الليلة، وينخفض هذا المبلغ في الأقسام الاقتصادية في المستشفيات الحكومية إلى 250 جنيها، بينما في المستشفيات العامة يصل سعر الليلة إلى 50 جنيها فقط، لمن استطاع إليها سبيلا.

ومن جهته، قال إبراهيم علي حسن، مدير الإدارة المركزية للرعاية الحرجة والعاجلة بوزارة الصحة: “إن حضانات الأطفال المبتسرين في وزارة الصحة، تعاني عجزا في أجهزة التنفس الصناعي، بلغ 1300 جهاز تنفس صناعي”.

وأضاف علي، في تصريحات صحفية: “أنه على وزارة المالية تعديل اللائحة التنفيذية لقانون رقم (14/2014) والخاص بتنظيم عمل كوادر المهن الطبية، من حيث الأجور والرواتب، وهناك تنسيق يُجرى بين الوزارتين من أجل هذه النقطة”.

مطالب برلمانية

واحتلّت قضية نقص عدد حضانات الأطفال الصدارة في اهتمامات لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب، سواء في دور الانعقاد الحالي أو السابق عليه.

وفي السادس من أكتوبر الماضي، طالب نواب اللجنة بوضع حضانات الأطفال على رأس أجندة اللجنة خلال الانعقاد الحالي، خصوصا في ظل الشكاوى اليومية التي يتلقوها من الأهالي بدوائرهم الانتخابية، ما يتطلّب تدخلا سريعا من وزارة الصحة لحل الأزمة المتكررة.

وتقدم نواب اللجنة بطلبات إحاطة، موجهة إلى هالة زايد، وزير الصحة والسكان، للمطالبة بضرورة فتح هذا الملف، والنظر إلى حضانات الأطفال في المستشفيات الحكومية، والاهتمام بها، وزيادة عددها، ومراقبة أسعار الحضانات بالمستشفيات الخاصة التي تتجاوز الألف جنيه في اليوم، وفقا لتصريحات محمد العماري، رئيس اللجنة.

وكان النائب علاء والي قد تقدم بطلب إحاطة عاجل لوزير الصحة، لوضع خطة عاجلة، لحل مشكلة النقص الشديدة في حضانات الأطفال المبتسرين، بجميع المستشفيات الحكومية والجامعية والخاصة على مستوى الدولة.

وفي السياق، قال أبو بكر غريب، النائب عن دائرة البدرشين بمحافظة الجيزة، في تصريحات صحفية: “إن حضّانات الأطفال بالمستشفيات الحكومية والعامة زحمة، ولا يوجد بها مكان فاضي دوما”، وتضطر الأسر للبحث عن حضانات في مستشفيات خاصة لا تناسب إمكانياتهم المادية، فاليوم الواحد بألف جنيه، إذا كان التنفس صناعيا، و500 جنيه إذا كان التنفس بالأكسجين”، وفقا له.

أسباب وتوصيات

وتشير إيمان حسين، اختصاصي طب الأطفال وحديثي الولادة، أن الأطفال المبتسرين يحتاجون إلى رعاية خاصة داخل حضانات الأطفال، سببها أن فترة الحمل الطبيعية تتراوح بين 36 إلى 40 أسبوعا، فإذا وُلِدَ الطفل قبل ذلك فإنه يكون طفلا ناقص النمو، ويحتاج إلى حضانة مزودة بأوكسجين أو أجهزة تنفس حسب حالته، لأن الغشاء الزجاجي الموجود بالرئة لا يكتمل إلا بعد 32 أسبوعا.

ولفتت اختصاصي الأطفال إلى أبرز الحالات التي تستلزم وضع الطفل في حضانة، وهي:

  • أن تكون الأم مصابة بالسكر أو تعرضت لميكروب أثناء الحمل قد يتأثر الجنين.
  • نقص الأكسجين الذي يصل للطفل، وقد يؤثر هذا في خلايا المخ، لذلك يحتاج الطفل إلى حضانة.
  • مشكلات بعد الولادة، كالتهاب المسالك البولية للأم، فيولد الطفل مصابا بتلوث دموي، أو يصاب بالصفرا الشديدة التي يحتاج معها إلى الحضانة.

وعلى الصعيد، يرى عمرو حسن، مقرر الاحتفال باليوم العالمي للطفل المبتسر بالمجلس القومي للسكان، التابع لوزارة الصحة، ضرورة توعية المرأة بخطورة الولادة المبكرة، والمشكلات التي تسببها، ومنها عدم اكتمال النمو الجسدي للطفل.

ولتجنب الولادة المبكرة، ينصح حسن باتباع الآتي:

  • حصول الأم الحامل على الغذاء الصحي.
  • المتابعة الطبية المستمرة طوال فترة الحمل.
  • تجنب التدخين والتواجد في محيط المدخنين.
  • تجنب الأعمال الشاقة.

وكشفت النشرة السنوية لإحصائيات المواليد والوفيات لعام 2018، التي أصدرها الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، في سبتمبر الماضي ارتفاع عدد الوفيات، إذ بلغ 560 ألفا و308 متوفين عام 2018، مقابل 547 متوفى و208 متوفين عام 2017، بارتفاع قدره 2.4%، كما بلغ معدل الوفيات 5.8 في الألف عام 2018، مقابل 5.7 في الألف عام 2017.

وجاء معدل وفيات الأطفال الرضع خلال 2018 كالتالي:

  • الرضع “أقل من سنة” 36734 عام 2018، مقابل 38685 عام 2017.
  • معدل وفيات الرضع 15.4 لكل ألف عام 2018، مقابل 15.1 لكل ألف عام 2017.

رهف عادل

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *