صالونات الحلاقة.. كيف يمكن الحد من انتشار العدوى؟

صالونات الحلاقة.. كيف يمكن الحد من انتشار العدوى؟
التوعية للحد من انتشار ونقل الفيروسات الكبدية عبر صالونات الحلاقة كإحدى البؤر المهمة لنقل العدوى- مصر في يوم

التوعية بمخاطر انتشار العدوى هي الخطوة الأولى في المعركة ضد الأمراض، لذا وضعت وزارة الصحة شعار “الحد من انتشار العدوى” عنوانا لاستكمال مبادرة “100 مليون صحة”، وبدأتها بمخاطر انتشارها عبر صالونات الحلاقة ومراكز التجميل.

وتأتي التوعية بمخاطر انتشار العدوى في صالونات الحلاقة على رأس الأولويات، نظرا لكثرة انتشار البكتريا والفيروسات في تلك الأماكن، ومع طرق التعقيم البدائية، تنسج العدوى خيوطها مع تكرار استخدام الأدوات والشفرات والمناشف، وتبني بؤر المرض، وتشيدها على أجساد الضحايا، وتضمها في قوائم جديدة للأمراض.

وكانت وزارة الصحة قد أطلقت مبادرة للقضاء على فيروس سي والكشف المبكر عن الأمراض غير السارية، عبر ثلاث مراحل بالمحافظات، واستكمالا للوقاية من هذه الأمراض جاء التحذير انتشار العدوى في صالونات الحلاقة ومراكز التجميل، والتوعية بطرق الوقاية منها، وكيفية التغلب عليها.

صالونات الحلاقة

حملة التوعية للحد من انتشار ونقل الفيروسات الكبدية عبر صالونات الحلاقة كإحدى البؤر المهمة لنقل العدوى، والتي أطلقتها وزارتا الصحة والسكان والتنمية المحلية كمحور ثالث، ومبادرة جديدة مكملة للمبادرة الرئاسية: “100 مليون صحة”، جاءت تحت شعار “احمِ نفسك وأسرتك من نقل العدوى بالفيروسات الكبدية”.

وقالت وزارة الصحة: إن هذه الخطوة المهمة تأتي ضمن حزمة من إجراءات مكافحة انتشار الفيروسات الكبدية والقضاء على بؤر العدوى وتصحيح بعض الممارسات اليومية الخاطئة.

بينما أوضح وزير التنمية المحلية أن الكتاب الدوري، الذي سيجرى إصداره، يتضمن التعليمات التي ستلتزم بها صالونات الحلاقة فيما يتعلق بالشفرات والأدوات المستخدمة، وضرورة وجود صندوق أمان للتخلص من المخلفات، وذلك في المحافظات التسعة، التي ستنطلق بها المبادرة، وهي: بورسعيد والإسماعيلية والدقهلية والغربية والشرقية والجيزة وبني سويف والأقصر وأسوان.

ومن المقرر تبعا للمبادرة تقسيم كل محافظة من محافظات المرحلة الأولى إلى 4 أجزاء أو أكثر حسب طبيعة كل محافظة، وتحديد منسق فرعي لكل منها لمتابعة الإجراءات التنفيذية للبرنامج، وتوزيع بوسترات وملصقات التوعية، والمرور والمتابعة الدورية لجميع صالونات الحلاقة والكوافيرات والنوادي الصحية، وعمل ورش عمل بالتنسيق مع المفتشين الصحيين بالمحافظات.

التطهير بالكحول

من جانبه، يقول حسن الفكهاني، أستاذ مساعد الأمراض الجلدية بكلية الطب جامعة المنيا، في تعليقه على خطورة نقل الأمراض عبر صالونات الحلاقة ومراكز التجميل: إن “التطهير بالكحول (العطور أو الكولونيا) يقضي جزئيا على البكتريا والفيروسات، وليس نهائيا”.

لكنه أشار إلى أن بعض الفيروسات لا تتأثر بالكحول، لكنها تحتاج إلى درجة حرارة مرتفعة، حتى يمكن القضاء عليها، وهذا لا يمكن أن يتم إلا من خلال استخدام أفران التعقيم وهي لا تتوفر في معظم الصالونات، والتي تزخر بكل فرص العدوى وأدوات نقل الأمراض ومنها:

  • شفرة ماكينة الحلاقة.
  • المنشفة والتي توضع حول رقبة زبون تلو الآخر، مما يتسبب في نقل الأمراض الجلدية ونشاط الفطريات.

كما أوضحت تقارير طبية أن:

  • إشعال النار في أمواس الحلاقة لا يكفي لقتل الجراثيم.
  • أغلب الصابون المستخدم في الصالونات غير مضاد للبكتيريا والجراثيم.
  • استخدام أدوات الحلاقة يسبب الأمراض المعدية مثل السل أو الأمراض الرئوية التي قد تنتقل عبر السعال، وكذلك الأمراض التي تنتقل عن طريق الدم مثل أمراض الكبد الوبائي.

الحد من انتشار العدوى

وللحد من انتشار العدوى في صالونات الحلاقة، قرر كمال شاروبيم محافظ الدقهلية، قبل عدة أشهر، إجراء حصر شامل لمحلات الحلاقة ومراجعة التراخيص الممنوحة لها، على أن يكون شرط الترخيص وجود أجهزة وأدوات تعقيم داخل المحل، للحفاظ على المواطنين من انتقال الأمراض المعدية.

فيما أضاف الفكهاني أن الحماية من العدوى الفيروسية أو البكتيرية تكون من خلال استخدام الأدوات الشخصية فقط، أو التردد على صالونات الحلاقة التي تستخدم أدوات جديدة لكل شخص.

من جانبه أشار محمد حساني، مساعد وزيرة الصحة لشئون مبادرات الصحة العامة، إلى أن الوزارة أصدرت كتابا دوريا للمحافظات يشمل التعليمات الواجب اتباعها للحد من انتقال العدوى بالفيروسات الكبدية داخل صالونات التجميل والنوادي الصحية.

تضمنت التعليمات ما يلي:

  • استخدام الشفرات، والأدوات المعدنية، والفوط، وغيرها، ذات المرة الواحدة وحظر استعمال الأداة أكثر من مرة أو لأكثر من شخص بدعوى تطهيرها.
  • استخدام صندوق الأمان للتخلص من الأدوات المستخدمة كافة.
  • ضرورة الالتزام بوضع الملصق الخاص بالتوعية في كل صالون تجميل أو حلاقة أو نادٍ صحي لتوضيح الممارسة الصحية الآمنة للمواطنين.

بالإضافة إلى ذلك جاءت إجراءات الوقاية والتفتيش المقترحة من خلال العديد من ورش العمل على النحو التالي:

  • تشغيل أجهزة التعقيم أو استخدام وسائل متقدمة للتعقيم.
  • نظافة أدوات الزينة المستخدمة ومحاليل التطهير ومطابقتها للمعايير والشروط الصحية.
  • عمل دورات تأهيلية إلزامية للعاملين في الصالونات ومراكز التجميل.
  •  تطبيق الاشتراطات والممارسات الصحية للعاملين.
  • دعوة المترددين على الصالونات لجلب أدواتهم وشفراتهم وفوطهم الشخصية معهم.
  • عدم استخدام أي مواد كيماوية أو كريمات غير معلومة المصدر وغير مطابقة للمواصفات.

معاناة الحلاقين

في المقابل، فإن الأخطار لا تتوقف عند المترددين على صالونات ومراكز التجميل، وإنما تمتد للحلاق صاحب المهنة، إذ يتعرض لأخطار العدوى والفيروسات، بالإضافة لمتاعب المهنة من دوالي الساقين الناتجة عن طول مدة الوقوف على القدمين.

وكانت مهنة الحلاقة قديما تجمع بين التهذيب والتجميل والتطييب والعلاج بالأعشاب والحجامة وغيرها، وتتطلب العديد من الصفات التي تحتاج جهدا هائلا منها:

  • أن يكون صبورا متفهما لنفسيات الزبائن، وأن يستوعب أسلوب التعامل مع مختلف الأمزجة.
  • ضرورة إشعار الزبون بالراحة النفسية.
  • إتقان العمل والتعامل بلطف واحترام.
  • الانتباه الشديد لأن أي حركة فجائية من الزبون قد تؤذيه أو تسبب له جرحا.
  • التعامل الراقي مع الأطفال والصبر عليهم وكسب ثقتهم وودهم.

عمر الطيب

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *