ثلث الثروة السمكية في خطر.. ما مصير بحيرة البرلس؟

مشاكل تهدد بحيرة البرلس
مشاكل تهدد الثروة السمكية في بحيرة البرلس - مصر في يوم

تعاني من مشكلات التجفيف والتلوث، وانتشار الجذور والنباتات المائية والحشائش، والصيد المخالف، وصيد الزريعة، والتلوث بالصرف الصحي والصناعي.. هذه بحيرة البرلس، ثاني أكبر بحيرة طبيعية في مصر، التي تحتوي على ثلث الثروة السمكية في مصر.

وبالحديث عن مشكلاتها، تعرضت قرى القواسم، وجاد الله، والشخلوبة، والصيادين، وأجزاء أخرى من مركز سيدي سالم، بينها المدينة للغمر، بسبب ارتفاع منسوب المياه من مصرف بحر نشرت وبحيرة البرلس، بعد هطول الأمطار خلال الأيام الماضية.

وقال مصدر مسئول بالوحدة المحلية لمركز ومدينة سيدي سالم: “إن سبب غمر المياه هو ارتفاع منسوب المساقط المائية، نتيجة لتدفق مياه بحيرة البرلس ومصرف بحر نشرت، ويُجرى العمل لتحويل مسار تدفق المياه من البحيرة إلى ترع ومصارف جانبية”.

محطات صرف صحي

وطالب عبد النبي عبد المقتدر شحاتة، شيخ الصيادين بالبرلس، بتحلية المياه، وإعادتها، للاستفادة منها في ري الأراضي، كما حدث أيام اللواء أحمد زكي عابدين، وزير التنمية المحلية ومحافظ كفر الشيخ الأسبق، الذي استغلّ مصرف الهوكسة، وأقام هوايس عليه، مما أدى لري 400 فدان أرز.

وقال شيخ الصيادين، في تصريحات صحفية، 28 من أغسطس الماضي: “إنه لو جرى تنفيذ هذه الفكرة على المصارف السبعة، لزرعنا آلاف الأفدنة دون الحاجة للتر مياه، بدلا من إهدار آلاف الأمتار من المياه”، موضحا أن 55 مليون لتر مياه حصتنا من نهر النيل يضيع منها نحو 30% ببحيرة البرلس، ومنها للبحر المتوسط.

وفي اليوم نفسه، وجّه محافظ كفر الشيخ بسرعة تنمية بحيرة البرلس، وتطوير إنتاجها من الأسماك بمختلف الأنواع، والعمل على إزالة الحشائش والغاب والبوص والأحراش منها، وتعميقها، وزيادة مساحة الصيد الحر لخدمة صغار الصيادين.

كما وجه بضرورة وقف عمليات الصيد المخالفة بها، ومكافحة صيد الزريعة، وإطلاق ما يصل إلى 50 مليون وحدة زريعة صغيرة من الأسماك في البحيرة ونهر النيل والمزارع السمكية المنتشرة بالمحافظة.

وأشار المحافظ إلى افتتاح قسم شرطة مسطحات البرلس على مساحة 400 متر، بتكلفة مليون و250 ألف جنيه، إذ جرى تنفيذ حملات أمنية عديدة، بالتعاون مع مديرية أمن كفر الشيخ، لإزالة التعديات، وضبط المخالفين بالبحيرة.

ولفت إلى إتمام دراسة مقترح الشركة الصينية لخدمات وإدارة المياه بشأن معالجة مياه الصرف الزراعي بالبحيرة، ومخاطبة مدير عام صرف غرب كفر الشيخ، وذلك لعمل محطات معالجة على المصارف التي تصبّ داخل البحيرة.

تعديات وتطهير

وأضاف محافظ كفر الشيخ: “أنه جرى تطهير منطقة البركة الغربية من ورد النيل، والنسيلة، ومخالفات الصيد على مساحة 15 ألف فدان تقريبا، بواسطة حفارات الهيئة، وجرى إضافة تلك المساحة للصيد الحر بالبحيرة”.

وفي 12 من يونيو الماضي، ضُبطت سيارة محملة بـ140 ألف وحدة زريعة أسماك بلطي حية صغيرة الحجم، حصلوا عليها بطريقة غير مشروعة، بهدف الاستزراع في الطريق الدولي الساحلي، بمنطقة البرلس، بمخالفة قانون الصيد 124 لسنة 1983 م.

وقررت النيابة العامة بسرعة تسليم الزريعة الحية في مفرخات هيئة الثروة السمكية؛ لإعادة ضخها مرة أخرى في بحيرة البرلس بأقصى سرعة منعا لنفوقها، ومباشرة التحقيق مع المتهم بصحبة المضبوطات، والتحفظ على السيارة.

واتخذ قسم شرطة مسطحات البرلس، الإجراءات بالتعاون مع غرفة العمليات الرئيسية، وجهاز دعم وتنمية الخدمات بالمحافظة، وحُرّر محضر بالواقعة، تحت إشراف اللواء فريد مصطفى، مدير الأمن.

500 مليون جنيه

ولا تزال شكاوى الصيادين مستمرة، رغم تتابع وعود وخطوات المسئولين، بشأن حل مشكلات بحيرة البرلس على مدار السنين الماضية، مما يطرح تساؤلات عن جدية الخطوات التي يتخذها المسئولون.

ومن ذلك، تصريحات إسماعيل عبد الحميد طه، محافظ كفر الشيخ، في التاسع من الشهر الجاري، عن تطوير وتنمية وتكريك البحيرة، بتكلفة تبلغ 500 مليون جنيه تقريبا.

وقال محافظ كفر الشيخ: “إنه جرى الانتهاء من تنفيذ ثلاث قنوات شعاعية، وتكاسي، وتطهير وتعميق بوغاز البرلس، وإزالة جزيرة مواجهة للبوغاز، وحماية جوانب البوغاز، والانتهاء من تكريك وتطهير المرحلة الأولى على مساحة 1808 أفدنة، والثانية على مساحة 1500 فدان من بحيرة البرلس”.

وأضاف طه: “أنه جرى أيضا إنشاء كورنيش حماية بحيرة البرلس، وإنشاء جسر واقٍ وبحر فاصل من بوغاز البرلس إلى البركة الغربية، بطول 107 كيلو مترات، شاملا المنحنيات، وذلك بتكلفة إجمالية 455 مليون جنيه، بينما يتكلف إنشاء الكورنيش 40 مليون جنيه”.

وكشف طه، عن أن مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اعتمد 500 مليون جنيه لتطهير وإزالة التعديات وتنمية الثروة السمكية ببحيرة البرلس، وتطوير وتطهير قنال برمبال، وبعض أعمال التطوير والتطهير المتعلقة بالبحيرة.

بحيرة البرلس

هي ثاني أكبر البحيرات الطبيعية في مصر من حيث المساحة، مساحتها حوالي 98 ألف فدان تقريبا، بعدما كانت حوالي 165 ألف فدان في السبعينيات؛ بسبب التعديات عليها، وتنتج نحو 33% من الأسماك في مصر.

تقع في محافظة كفر الشيخ بين البحر المتوسط وبوغاز البرلس، قاومت العدوان الثلاثي بمعركة البرلس عام 1956 م، وقامت قربها معركة، عُرفت بمعركة برج البرلس في الرابع من نوفمبر، ليكون هذا يوما قوميا للمحافظة.

لها دور كبير في استقبال الطيور البرية المهاجرة، وقد أعلنت كمحمية طبيعية عام 1998 م، وبها حوالي 30 جزيرة، وتحتل مركزا متوسطا على ساحل ودلتا النيل، وتمتد بطول 70 كم² تقريبا، ويتراوح عرضها من 6 إلى 17 كم²، وتبلغ مساحتها الحالية حوالي 460 كم².

تتصل بالنيل عن طريق ثمانية مصارف، هي: مصرف 3، ومصرف الغربية الرئيسي كتشنر، وبحر تيره، وبحر البطالة، ومصرف 7، ومصرف نشرت، ومصرف 9، والمصرف المحيط، وللأسف تلقي هذه المصارف بمياهها الملوثة في البحيرة.

تشتهر بصناعة مراكب الصيد، وتصديرها للعديد من الدول، وتعد من أكبر مصادر الثروة السمكية في مصر، ويشتهر أهلها باحتراف فنون الصيد بكل أنواعه، وبها العديد من الآثار، مثل: فنار البرلس، وطابية عرابي، وغيرها.

عبد الله محمد

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *