قلعة صناعية تواجه الخراب.. مَن ينقذ برج العرب؟

منطقة برج العرب الصناعية
منطقة برج العرب الصناعية تواجه أزمات أبرزها انقطاع المياه وفساد البضائع وغلق المصانع - مصر في يوم

تعاني منطقة برج العرب الصناعية، غرب الإسكندرية، من أزمات عديدة أغلقت مصانعها، وشرّدت عمالها، وحالت بينها وبين الاستمرار، كان آخرها الأمطار الغزيرة التي هطلت على المدينة، فأفسدت بضائعها، وأدت لانقطاع المياه عن المصانع.

وأكد فرج عامر، رئيس لجنة الصناعة في البرلمان، تعرض جميع المصانع في منطقة برج العرب إلى خسائر مادية فادحة، جراء استمرار انقطاع المياه، محذرا من توقف المصانع، وإعدام 1200 طن طماطم قبل تصنيعها.

وهاجم عامر، محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية والري وشركة مياه الشرب في الإسكندرية، بسبب ما وصفه بحالة الشلل التام التي تواجهها المصانع والأراضي في منطقة برج العرب، مهددا باستجوابه أمام البرلمان.

ورغم الأزمة التي تتعرض لها منطقة برج العرب حاليا بسبب الأمطار، فإن المنطقة تعاني من مشكلات وأزمات مختلفة منذ فترة ودون حل، نرصد أبرزها في التقرير التالي.

أزمات برج العرب

وبحسب “عامر”، جاء على رأس الأزمات التي تتعرض لها منطقة برج العرب، انقطاع المياه عن مناطق برج العرب الجديدة، وبهيج، والغربنيات، وقرى الساحل الشمالي من الكيلو 34 حتى الحمام، لليوم الخامس على التوالي، ما يهدد بإغلاق المصانع، وإعدام مئات الأطنان من الطماطم.

ونشر فرج عامر مقطع فيديو على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر” أمس الأحد، قال فيه: “ده جزء بسيط جدا من الكارثة التي تواجه المناطق الصناعية ببرج العرب، 1200 طن طماطم سوف تُعدم، لعدم وجود مياه لتصنيعها، وجميع المصانع متوقفة، الخام بملايين سوف تُعدم لعدم القدرة على تصنيعها، وغرامات بالملايين لعدم التوريد.. متسائلا: هل هذا يرضي ربنا؟”.

 

وقال عامر: “إن المشكلة عمرها 40 عاما، وتتكرر كل عام دون أمل في الحل”، مضيفا: “مش هينفع نعمل اعتصام أمام المصانع، لأننا لن نلجأ إلى حيل الأغبياء”.

وتابع: “الصناعة في مصر متوقفة، وما يحدث خراب بيوت، ومرفوض تماما، فاستمرار انقطاع المياه عن برج العرب، وأرض البنجر، وجميع مناطق غرب الإسكندرية، هو موقف مزرٍ ومتكرر من وزارة الري، لأن نفس المشكلة تتكرر سنويا”.

وأردف عامر، الذي يشغل رئاسة جمعية مستثمري برج العرب، ومجلس إدارة مجموعة شركات “فرج الله” للصناعات الغذائية: “لا حياة، ولا استثمار، ولا صناعة… وشركة مياه الإسكندرية وعدت بتغيير مأخذ المياه عند الكيلو 40 بلا جدوى منذ سنوات طويلة”.

وتساءل: “مين يعوّض الناس عن خسائرهم، ومين يعوض المصانع عن تلف الخامات وعطل ثلاجات التخزين وخطوط الإنتاج، المهم أن الوحيد الذي اتصل هو رئيس شركة مياه الإسكندرية ونائبه، سوف نلجأ للقضاء العاجل للتعويض، لازم تنتهي حالة اللامبالاة والعبث بأرواح وأقدار الناس”.

في المقابل، قال المهندس أحمد جابر، رئيس شركة مياه شرب الإسكندرية: “إن السبب وراء أزمة المياه في برج العرب هو لجوء الشركة لتغيير تصريف منسوب المياه بفعل الأمطار الغزيرة من مصرف تعمير الصحاري إلى ترعة مريوط، ما أدى إلى تأثر جودة المياه أمام مأخذ محطة كيلو 40”.

توقف مئات المصانع

وأعادت مشكلة مياه برج العرب إلقاء الضوء على ما يواجه قطاع الصناعة والاستثمار الصناعي غرب الإسكندرية من معوقات كانت وراء غلق وتعثر أكثر من 600 مصنع في مناطق برج العرب ومرغم والنهضة، غرب الثغر.

وأكد عدد من المستثمرين أن منطقة برج العرب الصناعية هي الأكبر بالإسكندرية، ومن أكبر المناطق الصناعية بالبلاد، وتضم نحو 1680 مصنعا، لافتين إلى أن عدد المصانع التي تعمل منها لا يتعدى 800 فقط، لأسباب منها:

  • ارتفاع سعر الفائدة.
  • المغالاة في الرسوم: الغاز، والكهرباء، والنظافة، والضريبة العقارية.
  • ضعف قدرة السلع الصناعية على المنافسة في الخارج.
  • ضآلة الاستثمارات الموجهة للصناعة.
  • عدم حماية السلع المحلية من المنافسة الخارجية.
  • ارتفاع تكاليف الإنتاجية مقارنة بالدول المتقدمة اقتصاديا، بسبب تدني المستوى التكنولوجي والإنتاجي.

وقال محمد محرم، عضو جمعية مستثمري “مرغم” الصناعية: “إن ما يقرب من 150 مصنعا، من بين نحو 800 مصنع كبير وصغير في منطقة مرغم، يواجه الغلق والتعثر المادي الذي يحول دون استمرارها”.

وأشار في تصريحات صحفية إلى فشل طريقة إنشاء الطريق الصحراوي الذي جاء مرتفعا جدا عن الشوارع الجانبية المؤدية للمصانع، ما يؤدي إلى تصريف المياه على المصانع مباشرة، وإتلاف البضائع، فضلا عن انعدام وجود شبكة صرف صحي مؤهلة لاستيعاب الكميات الكبيرة من الأمطار.

وشكا مستثمرون من هروب العمالة بسبب صعوبة المواصلات، وقال أحدهم: “إن القطار الذي جرى بدأ الوصول للمدينة، ولمرة واحدة في اليوم لا يحمل إلا 600 شخص، في حين أن عدد عمال أحد مصانع السيراميك يتجاوز 6000 شخص”.

وأضافوا: “أن خط القطار تكلّف أكثر من 300 مليون جنيه، واستمر العمل فيه حوالي ثلاث سنوات، ثم كانت المفاجأة أنه يعمل بالديزل في مدينة صديقة للبيئة، يتجاوز تعداد عمالها 75 ألف شخص”.

فيما اعتبر هاني المنشاوي، رئيس اتحاد الصناعات الصغيرة بالإسكندرية، أن أهم مشكلات برج العرب عدم وجود وسائل نقل تعادل حجم العمالة التي تتردد عليها يوميا.

وأضاف في تصريحات صحفية: “أن أغلب المصانع لا تستطيع توفير سكن للعمالة قرب المنشآت، نظرا للتكلفة، في المقابل تضيّع المواصلات الكثير من الوقت”.

أما محمد سعيد، أحد صغار المستثمرين بمدينة برج العرب، فقال: “إن بعض العمال يضطرون للخروج من منازلهم في الخامسة صباحا، للوصول إلى المصانع الساعة الثامنة”.

عمر الطيب

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *