كارثة وشو إعلامي.. كيف رأى “النواب” أزمة الأمطار والسيول؟

كارثة وشو إعلامي.. كيف رأى "النواب" أزمة الأمطار والسيول؟
نائب يوضح أن الكارثة تمثلت في أن المناطق الراقية كانت الأكثر تضررا من الأمطار - مصر في يوم

نائب يهدد بسحب الثقة، وآخر يصم إجراءات الحكومة بالفاشلة، وثالث يستنكر سوء الإدارة، ورابع يستغرب غرق البلاد في “شبر ميه”، والحكومة ترد لتؤكد أن البلاد لم تكن مجهزة لمواجهة أزمة الأمطار والسيول التي اجتاحت مصر يوم الثلاثاء.

وفي أول إجراء لمحاسبة المسئولين، أعلن النائب عماد سعد حمودة، رئيس لجنة الإسكان بمجلس النواب، تشكيل لجنة مشتركة من لجنتي الإسكان والمرافق والتنمية المحلية بالبرلمان، لاستدعاء الوزارات المعنية بشأن ما شهدته البلاد مؤخرا من أضرار بسبب أزمة الأمطار والسيول.

وقال حمودة: إن اللجنة البرلمانية المشتركة ستعقد اجتماعا موسعا الأسبوع المقبل، للوقوف على خطة الحكومة وطبيعة تعاملها مع التغيرات المناخية، والسعي نحو العمل الاستباقي، خصوصا مع توفر معلومات الطقس وفرص سقوط الأمطار.

تهديد بسحب الثقة

ونتيجة لما لحق البلاد من ضرر جراء أزمة الأمطار والسيول، هددت النائبة أنيسة حسونة، عضو مجلس النواب، بتقديم استجواب، تمهيدا لسحب الثقة من الحكومة، متسائلة: “إلى متى سيظل المواطن يعاني من الفشل الحكومي، ويدفع ثمن القرارات الخاطئة والفساد الإداري والمالي؟”.

وقالت حسونة، فى تصريحات صحفية: “كل عام وتقريبا فى ذات التوقيت نتقدم نحن كنواب بأدواتنا البرلمانية ضد الحكومة، ثم نجد وعودا بعدم تكرار ذلك، إلا أن الأمر يتكرر كل عام”.

وأضافت النائبة: “لقد امتلأت مواقع التواصل بمئات الصور والفيديوهات التي تنال من سمعة مصر السياحية وأيضا الدولية، لا سيما ما رأيناه من منظر صالة المطار وغرق الأنفاق والشوارع وكل ذلك نتاج فشل الحكومة فى إدارة ملف الصرف الصحي ومخرات السيول”.

وتابعت: “ماذا عن الشلل المروري وعدم قدرة سيارات الإسعاف على نقل المرضى إلى المستشفيات؟ المواطن لن يسامحنا كنواب إذا لم نحاسب الحكومة ونحاسب المقصرين، ولن يذكرنا بخير إذا لم نستطع أن نتغلب على الأقل علي أكثر المشكلات جسامة وأهمها للمواطنين”.

شو إعلامي

بدوره، قال محمد فرج عامر، النائب السكندري، ورئيس لجنة الصناعة بمجلس النواب: إن سياسات الحكومة فاشلة وكل ما فعلته من تجارب لمواجهة الأمطار والسيول كان للشو الإعلامي فقط.

كما وافق النائب حسن عمر، على ذلك قائلا: “ما حدث نتيجة الأمطار من غرق بالشوارع والأنفاق وإغلاق طرق رئيسية، واحتجاز مواطنين داخل سيارتهم، هو فشل واضح لإدارة التعامل مع الأزمات بالمحافظات المضارة”. مؤكدا أن تحرك المسئولين- كالمعتاد- جاء بعد وصول أزمة الأمطار والسيول إلى حد الكارثة.

من جانبها، أعلنت الهيئة البرلمانية لحزب الحرية إعداد استجواب لوزير التنمية المحلية، بشأن غرق شوارع محافظة القاهرة بمياه الأمطار في بداية موسم الشتاء، على الرغم من تحذيرات هيئة الأرصاد بشأن التقلبات الجوية.

وأضافت الهيئة البرلمانية، أنه بعد تحذير “الأرصاد الجوية”، كان من باب أولى أن توضع خطة قبل بداية فصل الشتاء لإجراء صيانة شاملة ودورية للمصارف كافة، وعدم العمل بخطة رد الفعل، التي فشلت في إنقاذ الموقف، متسائلة: “هل ستظل الأحياء تتعامل بلامبالاة مع الملفات والقضايا وتصدر المشاكل؟”.

نقاط واضحة

وفي نقاط محددة، قالت النائبة سيلفيا نبيل، رئيس اللجنة الفرعية المشكلة من لجنة الخطة والموازنة لمتابعة تنفيذ استراتيجية 2030 وموازنات البرامج والأداء: إن الأمطار كشفت عن عدة نقاط سيئة في إدارة الحكومة أزمة الأمطار والسيول، تمثلت في:

  • عدم وجود خطة واضحة للتصدي للأزمات المحتملة رغم أن الطقس السيئ كان متوقعا.
  • عدم اتخاذ أي قرارات استباقية أو صدور أي بيانات تحذيرية تساعد في تخفيف أثر هذه الأزمة المذكورة.
  • عدم جاهزية البنية التحتية لمواجهة ظروف الطقس المختلفة.
  • الأحياء تصرح ببناء عمارات أكبر ستزيد الضغط على البنية التحتية والشبكة المرورية، رغم أن الحركة المرورية في الوضع الطبيعي لهذه المناطق تعاني من اختناق مروري في أوقات الذروة بشكل مبالغ به.

وبناء عليه، أوضحت “نبيل” أن النقاط السابقة ترتب عليها شلل مروري امتد إلى أكثر من سبع ساعات على الأقل، وتضرر منه المواطنون بشكل يؤثر على صحتهم البدنية والنفسية، خاصة الأطفال الرضع وتلاميذ المدارس وكبار السن.

فضلا عن استحالة وصول أي خدمات صحية لأي مواطن في هذا الظرف وهو ما يعرض المواطنين للخطر، وتكبد المناطق الصناعية والتجارية خسائر كبيرة، مطالبة بضرورة محاسبة كل المسئولين عن هذه الأزمة، ووضع خطة واضحة لتلافي مثل هذا الوضع المأساوي.

غرقنا في “شبر ميه”

كما تقدم عدد من البرلمانيين بطلبات إحاطة تحكي تضرر البلاد بسبب أزمة الأمطار والسيول، وتطالب بمحاسبة المسئولين، منهم النائبة منى منير، والنائب محمد المسعود الذي استغرب شلل الحركة المرورية والشوارع على الرغم من أن سقوط الأمطار لم يتجاوز ساعة واحدة.

وقال المسعود: “إن ما حدث كشف عجز الحكومة في الوقت الذي كان يستعرض فيه وزير الإسكان والمرافق إنجازات الحكومة في جلسة أمس، الأمر الذي عكس الرؤية تماما، وأظهر ضعف البنية التحتية المتهالكة لشبكات الصرف الصحي، البلد غرقت في شبر مياه والكارثة إن المناطق الراقية كانت الأكثر تضررا من الأمطار”.

بدوره، عقد مجلس الوزراء، الأربعاء، اجتماعا استعرض فيه الإجراءات التي اتخذت في التعامل مع أزمة الأمطار والسيول، التي وقعت أمس، قال فيه، إنه لا توجد في القاهرة شبكات صرف منفصلة لمياه الأمطار؛ ولا في أي من المحافظات والمدن الأخرى، إذ جرى تخطيطها بدون هذه الشبكة.

وقال “الوزراء”: إن “إنشاء شبكة لتصريف الأمطار يتطلب مليارات الجنيهات، وإمكانات الدولة المالية لم تكن تسمح بذلك، ومعظم الدول لا تنفذ هذه الشبكات باهظة التكاليف، خاصة عندما لا تتعرض لمثل هذه الظروف كل عام أو اثنين، ويجرى التعامل الفوري معها، وهو ما حدث بالفعل من الأجهزة المحلية”.

عبد الله محمد

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *